‫الرئيسية‬ مقالات اتهامات “ابن سلمان” للإخوان.. جواز مرور للعرش
مقالات - أبريل 8, 2018

اتهامات “ابن سلمان” للإخوان.. جواز مرور للعرش

تصريحات ولى العهد السعودى، “محمد بن سلمان”، المتكررة لجماعة الاخوان المسلمين والتي قال فيها: ان الاخوان جماعة ارهابية وهى الاخطر، وانها تسعى لتحويل قارة اوربا الى قارة اخوانية، وقال قبل أسابيع إن المدارس تعرضت لغزو من عناصر جماعة الإخوان المسلمين، ولايزال البعض منهم موجوداً، ولكن في القريب العاجل سيتم القضاء عليهم نهائياً، وبالطبع سنقضي على التشدد، فلا توجد دولة في العالم تقبل بتعرض نظامها التعليمي للغزومن أي جماعة متطرفة، وأنه بعد عام 1979 كنا ضحايا لبعض الممارسات الدينية، وبخاصة جيلي الحالي، و سنقضى على ماتبقى من الفكر الإرهابى لجماعة الإخوان المسلمين، في التعليم، وأن المملكة كانت تعيش حتى عام 1979 حياة عصرية، وكانت هناك دور للسينما، وكانت المرأة تقود السيارة، وغير ذلك؛ هذه التصريحات التى يطلقها ابن سلمان، بين الحين والآخر للحصول على رضى الكفيل ليكون ملك السعودية!!

 

هذه التصريحات يدحضها الواقع والتاريخ معا. لأن ولى العهد السعودى، يجهل أن ماحدث في عام 1979، هو حادث “جهيمان” واقتحام الحرم الشريف وهذا لاشأن للإخوان به، لا من قريب ولا من بعيد لأن جهيمان، عمل بوظيفة سائق شاحنة في الحرس الوطني السعودي للمدة 18 عاما.

وتأثر في شبابه أوائل ستينيات القرن الماضى بفكر “جماعة الدعوة والتبليغ”، لكنه انخرط لاحقا في “الجماعة السلفية المحتسبة” وأصبح مسؤول الرحلات فيها، وتركز نشاط تلك الجماعة في الوعظ وتسيير الرحلات الدعوية إلى القرى والبوادي.

وأما “محمد بن عبدالله القحطانى”، فهوأحد تلامذة الشيخ “عبد العزيز بن باز”رحمه الله، و كان قد ادعى أنه المهدي المنتظر أثناء حادثة الحرم المكي، حيث قام هو وجهيمان العتيبي بمحاولة لاحتلال الحرم المكي، إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز، فلماذا الزج بجماعة الإخوان المسلمين في مثل هذه الأحداث، التى أستنكرها الإخوان فى حينها؟ وكذلك نستغرب اتهام بن سلمان للإخوان المسلمين بقتل الملك فيصل رحمه الله، وهى تهمة تثر الضحك والسخرية!!

وما يجهله ولى العهد السعودى أن علاقة الإخوان المسلمين بالمملكة العربية السعودية قديمة، فدعوة الإخوان المسلمين قد وصلت المملكة، بعد فترة ضئيلة من تأسيس الجماعة، حيث قام الأستاذ محب الدين الخطيب بالإتصال بالإمام الشهيد “حسن البنا” وعرض عليه أن ينتقل إلى المملكة، ويواصل دعوته فيها، ولكن الظروف لم تسمح للإمام الشهيد أن يسافر إلى المملكة ويقوم بدعوته فيها حينذاك.

وعندما ذهبت البعثة الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين لأداء فريضة الحج بقيادة المرشد العام للجماعة الإمام حسن البنا الشهيد، في عام 1354هـ الموافق 1936م، وحينما وصلت هذه البعثة بميناء جدة، قامت الجريدة الرسمية للمملكة “أم القرى” بالترحيب بالبعثة في افتتاحية عددها الصادر في 14 مارس عام 1936م تحت العنوان: “على الرحب والسعة” وصل على الباخرة كوثر التي أقلت الفوج الأخير من الحجاج المصريين كثير من الشخصيات المصرية المحترمة لم تسعفنا الظروف بالتعرف إليهم إلا بعد صدور العدد الماضي للمجلة وإنا نذكر منهم الأستاذ الكبير حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين.

وقد شاركت بعثة الحج لجماعة الإخوان المسلمين، فى المؤتمرالذى أقامه الملك عبدالعزيزآل سعود، وألقى الإمام حسن البنا كلمته وقدم فيها الدعوة للعودة إلى الإسلام من جديد، وكانت الكلمة الوحيدة التي بعثت في المؤتمر جواً من الحيوية، ما كادت الكلمة تنتهي حتى أقبل عليه قادة جميع الوفود يعانقونه ويطلبون التعارف عليه وعلى دعوته.

وقد التقى بالملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى خلال الحج في عام 1359ه الموافق 1940م وخلال اللقاء قدم الإمام البنا بعض الاقتراحات لحل قضية فلسطين المسلمة، منها تقديم الدعم للكتائب والفصائل الجهادية من قبل المملكة التي تجاهد لتحرير فلسطين.

حكومة المملكة تتخذ الاجراءات اللازمة لحراسة الإمام البنا خلال رحلة الحج لعام 1948م.

وفي بداية خمسينات القرن الماضى، وتحديداً في عام 1953م، انتقل إلى المملكة بعض قادة جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الشيخ مناع خليل القطان، والذي كان من المقربين من الإمام الشهيد حسن البنا، رحمه الله تعالى، وكان خريج جامعة الأزهر الشريف، وقد تم تعيينه فيما بعد رئيساً للمعهد العالي للقضاء في المملكة، والشيخ مناع القطان له دور كبير في تأسيس فكرة إنشاء رابطة العالم الإسلامي، والبنك الإسلامي للتنمية، والندوة العالمية للشباب الإسلامي.

وحينما قام المرشد العام الثاني لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي بزيارة المملكة في أواخر أيام الملك عبدالعزيزآل سعود، رحمه الله تعالى، قامت حكومة المملكة بإكرامه بتوفير طائرة خاصة له للسفر إلى الشام.

وأن العلاقات بين الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وبين جماعة الإخوان المسلمين كانت وطيدة وقوية، وذلك لأن عبدالناصر كان يسعى لتقويض النظم الرجعية(الملكية)على حد زعمه، فعندما قضى على الإمامية في اليمن كان يهدف للوصول إلى السعودية، ولهذا تعتبر فترة حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى الفترة الذهبية، للعلاقات القوية بين المملكة وبين جماعة الإخوان المسلمين.

فقد استقبل الإخوان المسلمين إبان محنة 1965، ليس من مصر فقط بل من كافة الأقطار العربية، وقد شغل الشيخ محمد محمود الصواف مراقب الإخوان المسلمين في العراق، منصب مستشار الملك فيصل، رحمه الله، كما أن الملك فيصل، رحمه الله، أرسل ابنه الأمير “سعود الفيصل” للتوسط لدى عبدالناصرللحيلولة دون إعدام الشهيد سيد قطب، لكن عبدالناصر قابل الأمير سعود الفيصل بعد تنفيذ حكم الإعدام في الشهيد سيد قطب، وعندما سئل عن رأيه فى جماعة الإخوان المسلمين قال: إن الإخوان المسلمين دعوة تريد أن تعيد المسلمين إلى حقيقة إيمانهم وجوهر عقائدهم، وأن تطهر الإسلام مما علق به من شوائب.

ولقد سمعنا يا أخي عن جهادهم، وما قاموا به من دور البطولة التي لم نسمع عنها إلا في صدر الدعوة الأولى.

كما أن الأمير السعودى، نسى زيارة مرشد الإخوان المسلمين المرحوم الشهيد محمد مهدى عاكف رحمه الله للمملكة برفقة الرئيس مرسى فك الله أسره قبل أن يصير رئيسا لمصر وقد استقبل استقبالا لائقا في المملكة وقابل كبار المسؤولين السعوديين خلال هذه الزيارة، ومنهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية،وكانت مدة اللقاء خمس عشرة ، امتدت إلى ساعة ونصف!!

ولكن لعل الضغوطات الصهيونية والأميركية التي تمارس على النظم الموجودة والتلويح بقانون جاستا الذى يطالب السعودية بدفع تعويضات لقتلى ومصابى حادث سبتمر والذى أودى بحياة ألاف الأمريكيين، وكذلك الاف الجرحى والمصابين.

كما أن نظام ترامب يسعى لتصنيف جامعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، ولكنه لايستطيع نظرا لوجود مؤسسات ديمقراطية، ولاتتوفر لديه الأدلة الكافية لأدانة الإخوان ووصمهم بتهمة الإرهاب،لذلك أوعز إلى بعض الأنظمة البالية والمتهالكة،التي تسعى لإرضاء أمريكا،ولو على حساب قيم وثوابت الإسلام ،بأن تتكفل باعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية،وبن سلمان يعلم قبل غيره بعدم صحة هذه الاتهامات!!

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …