‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “جمعة” و”السيسي”.. قراءة في حميمية العلاقة بين العمامة والعسكر
أخبار وتقارير - أبريل 5, 2018

“جمعة” و”السيسي”.. قراءة في حميمية العلاقة بين العمامة والعسكر

ثورات الربيع العربي التي كانت الحدث الأبرز في العقد الأخير في عالمنا العربي، وما صاحبها من زخم وسجال لم ينتهِ بعد في قضايا السياسة الديمقراطية والطائفية واللجوء والعنصرية والعسكر والاستعمار والدين، ومن بين أبرز هذه القضايا التي كانت مثار جدل في هذه الثورات عموما، وفي الثورة المصرية خصوصا، موقف العلماء والدعاة والشيوخ من هذه الحركات الثورية.

ولعل موقف أشهر عمامة في مصر، مفتي مصر السابق علي جمعة من الثورة المصرية، وما استتبع ذلك من ردود أفعال متباينة جرّاء وقوفه مع جنرالات الانقلاب والدفاع عنهم، أمر يدعو لتحليل هذا الموقف ورصد الأسباب التي أفضت إلى ذلك.

وأثار مقطع مصور تداوله ناشطون بمواقع التواصل لـ”جمعة” جدلا واسعا بعد مبالغته في التطبيل والنفاق لقائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي عقب فوزه بولاية انقلاب ثانية لحكم مصر، وظهر “جمعة” الذي يعتبر ذراعا رئيسيا للانقلاب الذي أطاح بالرئيس ”محمد مرسي” في 2013، في برنامج “والله أعلم” المذاع عبر فضائية “سي بي سي”، وهو ينظم الشعر ويتغنى قائلا: “ياسيسي ياحبيب الشعب، احنا معاك بنخطي الصعب”!

دجال أم طبال؟

ولم يكتف “جمعة” بذلك بل طالب بجعل تلك الجملة “هاشتاجا” على تويتر والتفاعل معه، وأضاف “جمعة” في حديثه: “مصر مرت بصعاب كثيرة خلال فترة السيسي الأولى”، معتبرًا أن الأربع سنوات الماضية توازي الـ 40 سنة التي تم فيها بناء الدولة الحديثة”.

وفي شأنٍ آخر، هاجم “جمعة” المفكر الإسلامي سيد قطب وقال: “الإخواني سيد قطب الذي يتبعه الإرهابيون الآن هو شخص متخلف عقلياً ولا يعرف شيئا عن هذه الدين إلا الحسد والحقد والغل”!

ونشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن مسرحية انتخاب السفيه السيسي، والتي انتهت بإعلان فوز “بلحة” بنسبة 97%, مشيرة إلى أن تلك المسرحية “انتخابات مزيفة”، ولم تكن نهايتها مثيرة.

وأردفت الصحيفة أن الإحصاء الأكثر أهمية هو أن نحو 60% من الناخبين الذين كانوا يقاومون إغراءات الطرود الغذائية والوعود بتحسين الصرف الصحي أو رحلات العمرة المجانية إلى مكة المكرمة، لم يدلوا بأصواتهم على الإطلاق.

ومن الواضح، والكلام للصحيفة البريطانية، أن الانتخابات ليست خطوة نحو تحول ديمقراطي، وأنها تتوافق مع نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في دول شرق أفريقيا، مثل إثيوبيا التي فاز رئيسها بـ100%، ورواندا بـ99%، وكينيا بـ98%.

إضرب في المليان

يشار إلى أنه في عام 2013 أظهر مقطع فيديو مسرب، علي جمعة، مفتي مصر السابق، وهو يخطب بحضور قادة الجيش والشرطة، بينهم السفيه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع حينها ووزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، بقتل من أسماهم “الخوارج”، فيما بدا أنها إشارة إلى الرئيس محمد مرسي، الذي أنقلب عليه السفيه السيسي، بمشاركة قوى سياسية ودينية، يوم 3 يوليو 2013.

وموجها حديثه إلى الحضور، قال جمعة، في الفيديو المسرب: “اضرب في المليان إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج”، مضيفا “طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم”.

وخاطب جمعة الحاضرين الذين كان من بينهم عدد من قيادات الشرطة والجيش بالقول إن الرؤى قد تواترت بأنهم مؤيدون من قبل الرسول، وطالبهم باستخدام القوة وبعدم التضحية بجنودهم من أجل من سماهم الخوارج.

وقال جمعة في الكلمة التي يرجح أنها ألقيت في الثامن عشر من أغسطس 2013:”اضرب في المليان، وإياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، فطوبى لمن قتلهم وقتلوه، فمن قتلهم كان أولى بالله منهم، بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش، فإنهم لا يستحقون مصريتنا ونحن نصاب بالعار منهم ويجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب”.

وأضاف “ناس نتنة ريحتهم وحشة في الظاهر والباطن والنبي صلى الله عليه وسلم حذرنا من هذا. يقولون الشرعية فأي شرعية والإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته، فهذا الإمام محجور عليه يعني معتقل، والمصيبة أن أمره قد ذهب إلى القضاء فسقطت شرعيته إن كانت قد بقيت له شبهة شرعية، وهو لم تبق له شبهة شرعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …