‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير التعذيب في مصر مثل الشمس.. روايات معتقلين عن مقابر الإخفاء القسري
أخبار وتقارير - مارس 1, 2018

التعذيب في مصر مثل الشمس.. روايات معتقلين عن مقابر الإخفاء القسري

رد عدد من المعتقلين الذين تم إخفاؤهم قسريا لفترة كبيرة على يد قوات أمن الانقلاب، على الحملة الشرسة التي تحاول سلطات الانقلاب ترويجها من خلال إجبار المعتقلة السابقة “زبيدة” على نفي الإخفاء القسري، بعد أن شاعت رائحة هذه الجريمة الإنسانية، وتناقلتها وسائل إعلام محلية وأجنبية، من بينها هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، التي نقلت شهادات عن أسر المعتقلين والمختفين، من بينهم والدة زبيدة، التي كشفت أنه تم اغتصابها وإخفائها قسريا.

ونقل موقع “عربي 21” عن شهادات أربعة معتقلين تم إخفاؤهم قسرا، كيف تم تعذيبهم في سجون الانقلاب العسكري، فيما رفضوا ذكر أسمائهم أو التسجيل الصوتي لأقوالهم، خوفا من تعرضهم وأسرهم للبطش أو الاعتقال مجددا.

وقال أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إنه تعرض للإخفاء القسري لمدة 10 أيام، حيث تم القبض عليه من منزله عقب أحداث الفتح برمسيس في أغسطس 2013، من منزله في الشرقية، وتم إيداعه أحد السجون الحربية لمدة 10 أيام، كانت أسوأ مما رأه وسمعه وعاشه في الدنيا.

كما نقل التقرير المنشور عن (ع- 55 عاما)، وهو مدرس، أن التعذيب كان يتم على مدار 24 ساعة، وبدرجات مختلفة بداية من الضرب في جميع أماكن الجسد، خاصة الوجه إلى الصعق بالكهرباء والرش بالمياه والوقوف عاريا، وتعمية العينين، والتكبيل من الخلف، وعدم السماح بالجلوس على الأرض.

وأوضح أن عمليات التعذيب كان يشرف عليها ضباط ويقوم بها متطوعون متخصصون في التعذيب، وكانوا يطرحون الأسئلة طوال الوقت للحصول على معلومات عن أفراد آخرين لاعتقالهم.

وأضاف أن “آهات التعذيب التي تصدر عن المعتقلين الآخرين كانت لا تنتهي حتى ينقطع صوت بعضها، فأتيقن أن أحدهم مات أو فقد وعيه من شدة التعذيب”، وفق قوله.
مقبرة العقرب

وكشف أحد السجناء عن وقوع عمليات تعذيب واسعة بحق الشباب المعتقلين في سجون الانقلاب، خاصة الذين تم ضبطهم بتهم القيام بعمليات نوعية ضد قيادات شرطية وأمنية.

وقال معتقل آخر اعتقل إثر انقلاب الجيش على الرئيس محمد مرسي، ثم تم إخفاؤه قسرا، والإفراج عنه، إن “عمليات التعذيب تجري على قدم وساق”، مؤكدا أن “أمن السجون يتفننون في ابتكار وسائل وطرق التعذيب، وأنه يتم دق مسامير بعضلات وأجساد الشباب المعتقلين، وبعد ذلك يتم تعذيبهم بربط أسلاك كهربائية في تلك المسامير لتعذيبهم بشكل دوري، قبل أن يتم رشهم بالمياه ليكون الألم أشد فتكا”.

وقال إن علاقته بالحياة خلال تلك الفترة كانت مستطيلا من الحديد عرضه 10 سم في باب الزنزانة، هو ما يوضع له من خلاله الطعام ويتحدث فيه مع سجانيه.

ووصف ما تعرض له وما يتعرض له زملاؤه بأنها “مجزرة بشرية بشعة، لا يستطيع أن يتخيلها أحد”، مؤكدا أن “الزنازين مصممة بطريقة تزيد التعذيب، وتوصل المعتقل للموت البطيء”، مشيرا إلى أن “أرضية وحوائط السجن تزيد من حرارة الصيف أضعافا، فتختنق حتى الموت ومن برد الشتاء ليصبح زمهريرا لا يتحمله بشر”.

وقال إنه عاش ومعتقلا آخر من ذوي الاحتياجات الخاصة في إحدى الزنازين، وكانت تلك الفترة أسوأ معاناة مع البرد القارس، حيث أكد أنه كان يتقاسم وزميله خمس بطانيات وساعات النوم ليلا، ليبدأ صاحبه بالنوم عقب صلاة العشاء وحتى الساعة الواحدة صباحا، واضعا بطانيتين على الأرض، وأخريين على جسده، بينما يضع هو البطانية الخامسة على جسده وهو جالس، ثم ينام هو باقي الليل ويترك بطانية واحدة لصديقه ليجلس حتى الصباح.

وعن سجن المزرعة، قال إنه اعتبر خروجه من السجن “خروجا من الجحيم”، وأوضح أنه كان يعيش “وسط 120 معتقلا آخرين، جلهم من المهندسين والأطباء والمحامين والمعلمين ورجال الأعمال والصحفيين وعلماء الأزهر وحافظي القرآن الكريم، تبادلوا جميعا الخبرات والعلوم والتجارب والقصص الإنسانية”.

وروى أحد المواقف التي قال إنها تجريدة تعرض لها السجن، بجمع كل متعلقات المعتقلين إلا من الملابس الداخلية وبدلة السجن، وكيف أن من يقومون بتلك التجريدة عناصر من خارج السجن، يقومون بعمليات ضرب وإهانة وتعذيب بلا رحمة بمختلف أدوات التعذيب، مؤكدا أن سماع آلام المعتقلين وتأوهاتهم وانتظار قدوم التجريدة وفتح باب العنبر ودخول أولئك المعتدين كان أشد إيلاما.

وأشار إلى وجود بعض العناصر الشرطية داخل السجون ممن بقي لديهم بعض الإنسانية، حيث أكد أنه في بعض المواقف القاسية تجد من بعض هؤلاء العناصر قليلا من الشفقة، تكشف عدم رضاهم عن ما يتعرض له المعتقلون من إيذاء وتعذيب.

فيما أكد المعتقل المفرج عنه قبل أيام (ع.أ) أنه ما زال يعاني إثر الفترة التي قضاها في المعتقل، حيث إنه أصيب باضطرابات نفسية، ويعاني من هلاوس سمعية، ولا يستطيع النوم بشكل سليم.

وروى الموجه بالتعليم (م.ن) وعمره 55 عاما، والمفرج عنه مؤخرا، الحديث عن فترة اعتقاله أو عن ما تعرض لها هو وأخوه المعتقل منذ ما يقرب من خمس سنوات، مؤكدا أن هذا الحديث يعلمه الجميع ولا يحتاج لإثبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …