فيديو| غطاس مجارى.. نموذج لقهر العمال فى مصر
كان يرغب فى عمل “شو” عليه، لكن كلماته فاجأت الإعلامى سيد على، أحد أذرع الانقلاب الإعلامية، عندما بدأ يتحدث مع “غطاس المجارى” محمد أحمد بعد انتشار مقطع فيديو وهو يقوم بـ”تسليك” بالوعة مجارى رئيسية فى شارع عمومى بإحدى المحافظات.
إلا إن كلمات “الغطاس” التى افتتحها قائلا: “دى شغلتى ولا أخجل منها.. طيب هو أنا باعمل حاجة وحشة لا مؤخذة، دا شغلى وأنا مبسوط كده”، مما دعا الإعلامى “سيد على ” لتغير حديثه قائلا.. لا إحنا فرحانين بيك ومبسوطين من اللى بتعمله.
“غطاس مجارى” بـ1000 جنيه
وقد أثارت قصة “غطاس الصرف الصحى” الذى تداولها مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، الساعات الماضية، تعاطفا كبيرا مع فئة من عمال مصر المقهورة الذين يفتقدون أدنى أنواع الوقاية، خلال ممارسة الغطس فى أعماق المجارى لتطهير غرف الدعم لمنع أى انسداد فى المواسير، وقضاء معظم أوقاتهم فى بالوعة الصرف خلال فترة العمل.
وأعرب عدد من المستخدمين عن استيائهم من عدم توفير البدل الخاصة للغطس وتجهيزها بشكل كامل، حيث تمنع دخول أو تسريب مياه المجارى إليهم، مضيفين “محمد اللبس ده بتاعه مش بتاع الشركه، حتى جهاز التنفس برضوا، محمد كل يوم بيموت إذا كان مخاطره من النزول لمياه الصرف الصحى، بيدخل جسمه من ودنه وعينه».
فيما أضاف أحد المستخدمين أن عامل الغطس لديه طفل يعانى من مرض القلب، ولا يستطيع والده تكفل علاجه خاصة أن راتبه ضعيف جدا لا يكفى يسد رمقهم خلال الشهر، مطالبين الشركة بتوفير الاحتياجات الأساسية لهؤلاء العمال، وتأمين طبى عليهم ولأسرهم.
غطاس مجاري بمؤهل ليسانس حقوق
ولم يكن “محمد الغطاس” هو الأول، فقد عرض برنامج “90 دقيقة”، عام 2017 تقريرًا عن شاب مصري يدعى محمد عبد الوهاب، حاصل على ليسانس حقوق، لكنه يعمل غطاسًا بمياه الصرف الصحي.
وقال الحاصل على بيسانس حقوق إنه تعلم الغطس من أحد جيرانه، وإنه حين بدأ العمل في شركة مياه الصرف الصحي، وجد استغرابًا من البعض لطبيعة مهنته، بسبب عدم انتشار “غطاسين مجاري”، مشيرًا إلى أن هناك اتجاها لإنشاء إدارة مستقلة للغطس.
وأوضح أن هناك عدة مخاطر تتعلق بهذه المهنة، حيث ذكر أنه يتعامل مع العديد من الغازات السامة مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، وأضاف: “أي غلطة ممكن تؤدي إلى الوفاة لأني بتعامل مع أخطر الغازات”. واختتم حديثه بالقول: “دي شغلانة شريفة، والشغل مش عيب، والمهم إن الواحد يراعي ربنا”.
وبحثنا فوجدنا نموذجا آخر، وهو “محمود خضر” الذى يعمل غطاس مجاري، عبر عن عمله بكلمة واحدة “لقمة العيش تدفعنى للعمل في أعماق مخلفات البشر”.
اللعب على وتر الإنسانية
وفى محاولة لتحسين الوضع اللا إنسانى بمصر استضافت الإعلامية بسمة وهبة محمد غطاس مجاري، قائلا إن وظيفة غطاس المجاري مثل كل الوظائف، وتشرف عليها جهات حكومية، لافتًا إلى أنه يعمل لدى شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية منذ 3 سنوات.
وأضاف أحمد، خلال حواره في برنامج “هنا القاهرة”، على قناة “القاهرة والناس”: “بقبض 1022 جنيها شهريا ومفيش مكافآت ولا حوافز وكمان المكنة بتطلعلي 1000 جنيه بس”.
عمال مصر.. انتهاك للكرامة
وعلى مدار 5 سنوات من حكم العسكر، وبعد حديث المنقلب عبدالفتاح السيسي، للعمال “اصبروا عليًّ سنتين واشتغلوا معايا وحاسبوني بعدها”، إلا أن الأوضاع لم تتغير.. فالفصل والتشريد على أشده.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …