بعد إعدام الشباب هل يكفي الدعاء على الظالمين؟
لم يصل المسلمون عمومًا والمصريون على وجه الخصوص لحالة الضعف التي تجعل السماء ترسل إليهم الطير الأبابيل، ترمي الظالمين بحجارة من سجيل؛ فما يزال في مقدور هذا الشعب مواجهة هؤلاء الظالمين وتحقيق قانون التدافع ونصرة المظلوم والانتقام من الظالم وحماية الأرض والعرض.
وأمام عجلة الإعدام التي يديرها “السفيه القاتل” هل يكفي اللطم على صفحات التواصل الاجتماعي، أو الشعور بالقهر ومن ثم الصمت أو الاكتفاء بالدعاء على الظالمين؟
15 شابا بريئًا من أهالي سيناء أزهقت أرواحهم أمس الثلاثاء على أعواد مشانق الانقلاب، ويتساءل مراقبون ماذا يفعل الشعب ليس من أجل إنقاذ المعتقلين ولكن من أجل إنقاذ المهددين بالإعدام، الانقلاب قد بعث للمصريين رسالة أنه ماض في تنفيذ أحكام الإعدام بالجملة ولن يتراجع حتى لو أبعاد نصف هذا الشعب.
يقول أحد النشطاء:”واحد من الذين نفذ اليوم فيهم حكم الاعدام هو طبيب الأسنان أحمد عزمي حسن 29 عام يعمل بمركز حضري المزرعة بمدينة العريش شمال سيناء واعتقل من عيادته الخاصة بمنطقة ابي صقل أثناء كشفه على مرضاه ومعروف عنه انه دائم التواجد في عيادته الخاصه”.
مضيفًا: “أحمد لديه شقيق واحد فقط يعمل مهندس اتصالات ومعتقل الآن في سجن العقرب ووالدتهم أبلغت اليوم بأن أحد أبنائها لدية جلسه وانتقلت اليوم من مدينة العريش لحضورها وأثناء سفرها أبلغت بالتوجه لاستلام جثمان ابنها الطبيب من مشرحة كوم الدكة في الاسكندرية”.
ثوروا.. أو يقتلكم العسكر
صرخة أهالي المحكوم عليهم بالإعدام للسياسيين والمراقبين والنشطاء، ولكل من يستطيع أن ينقذ أرواحهم وأرواح المصريين من بعدهم تحركوا إنسانيا.
وفوجئ أمس أهالي المتهمين الخمسة عشر بأن سلطات الانقلاب قد نفذت حكم الإعدام عليهم على الرغم من أن قانون الإجراءات الجنائية في مادته 472 قد نص على: “لأقارب المحكوم عليه بالإعدام أن يقابلوه في اليوم الذي يعين لتنفيذ الحكم، على أن يكون ذلك بعيدا عن محل التنفيذ”.
والمحكوم عليهم بعقوبة الإعدام 15 شخصا: أحمد عزمي حسن محمد، وعبد الرحمن سلامة سالم، وعلاء كامل سليم، ومسعد حمدان سالم، وحليم عواد سليمان، وإبراهيم سالم حماد، وإسماعيل عبد الله حمدان، وحسن سلامة جمعة، ودهب عواد سليمان، ويوسف عياد سليمان، ومحمد عايش غنام، وسلامة صابر سليم، وفؤاد سلامة جمعة، ومحمد سلامة طلال، وأحمد سلامة طلال.
بدورها، عبّرت المتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب، أسماء شكر، عن “بالغ الحزن والأسى على شباب مصر الذين يغتالهم السيسي بدم بارد، بعدما أعدمت وزارة الداخلية 15 من أبناء سيناء”، معتبرة أن “الإعدام هو السلاح الأخير الذي يشهره السيسي ونظامه في وجه الشعب المصري لترويعهم ولتثبيت أركان حكمه على أشلاء ودماء المصريين”.
وانتقدت “شكر”، في بيان لها أمس الثلاثاء، ما وصفته بالصمت الحقوقي والدولي على مثل هذه الأحكام التي أكدت أنها تكشف “قمعية وخسة النظام الانقلابي في مصر، وتعري النظام العالمي الذي يتشدق بحقوق الإنسان، وهو أبعد ما يكون عنها”.
ودعت المتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب الشعب المصري لـ “ثورة تعلق الانقلابيين وأعوانهم في الداخل والخارج على أعواد المشانق”.
حالة صدمة
من جهته قال الخبير النفسي عمرو أبو خليل:” التايم لاين في حالة صدمة من خبر إعدام ١٥ شابا فجر اليوم دفعة واحدة فلا تكاد تلمح رد فعل واضح”.
وتابع: “طبيعي أن تكون هناك حالة صدمة ولكن العجيب أن تستمر أربعة سنوات مؤدية لحالة من العجز المخزي عن أي فعل حقيقي حتى على مستوى صناعة رأي عام ضد الممارسات القمعية والدموية تؤدي على الأقل إلى وقف الإعدامات وعدم تنفيذها حتى لو صدرت الأحكام”.
مشددًا: “ولكن للأسف بالعكس هناك حالة من الاطمئنان لدي النظام لان أصحاب القضية لا تمثل الإعدامات ووقفها أولوية في التحرك حتى الإعلامي”.
وتوقع رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، أن تشهد مصر تحولات ضخمة جدا خلال الفترة المقبلة، ولكن يبقى الترقب سيد الموقف لحين اكتمال المشهد بالكامل”، ولكنه أكد أنه “في كل الأحوال أصبح مصير السيسي مهددا، سواء بثورة أو انقلاب عسكري، وأنه في وضع صعب، وربما لا يخرج من تلك التحولات بمصر سالما”.
فيما علق الروائي إبراهيم عبد المجيد: “بس الإعدامات اللي بالجملة دي نهايتها سودة. لا حتقضي على المعارضة ولا الإرهاب. حتخلق أجيالا من المنتقمين”.
وغردت ريحانة: “#تسقط_سلطة_الإعدامات، السيسي قتل اللي ساجد، السيسي قتل الركع السجود في المساجد، السيسي بيعدم الأبرياء”.
وطالبت ندى عبد العليم: “#تسقط_سلطة_الإعدامات، المنظمات والهيئات الحقوقية التي لا نرى منها سوى تقارير لا تغني ولا تسمن من جوع أقرت أن النظام المصري جعل عام 2017 عام المشانق، حسنا وماذا بعد؟ نريد نهاية لهذا النظام المتجبر، لا نريد تقارير ولا تصاريح لا تنفعنا بشيء، نريد الحياة”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …