مفتي السيسي يبيح للمنتخب الإفطار.. فماذا عن الكادحين؟
حالة من الجدل أثارتها وسائل إعلام الانقلاب بين المتابعين، حول مدى حرمة إفطار المنتخب المصري لكرة القدم في نهار رمضان العام المقبل بالتزامن مع التدريبات المزمعة، في روسيا، استعدادا لخوض مباريات نهائيات كأس العالم، التي تقام منتصف العام المقبل في روسيا.
وانتشرت حالة الجدل بعدما طالب المدير الفنى للمنتخب هيكتور كوبر، لاعبى المنتخب المشاركين فى كأس العالم بإفطار رمضان؛ بدعوى التركيز في التدريبات، وتحقيق نتئج جيدة. وأكدت مصادر أن كوبر تواصل مع مؤسسة الأزهر لبيان الحكم الشرعى فى إفطار لاعبى المنتخب، أثناء معسكرات التدريب. الأمر الذي استغله أبواق الانقلاب لتنظيم حملة بزعم الوقوف خلف المنتخب، ووجهت اكثر من صحيفة السؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، والأمانة العامة للفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وجاءت المفاجأة من دار الإفتاء ومجمع البحوث بجواز إفطار لاعبى المنتخب إن شعروا بالمشقة، مع اختلافهم فى الإسناد وتوصيف الأمر والرؤية لكل لجنة.
طلق يا أبو العلا
وعلى طريقة “طلق يا أبو العلا ” تم فى البداية إرسال السؤال إلى صفحة دار الإفتاء حول جواز إفطار لاعبي كرة القدم من أجل التدريبات استعدادا للمبارايات في كأس العالم، فقالت “الإفتاء” في جوابها: “يجوز لأصحاب المهن والأعمال الشاقة أن يفطروا؛ لكن عليهم أن ينووا الصيام ليلا، ثم إن احتاجوا إلى الإفطار، ولحقتهم مشقة أفطروا، وعليهم القضاء، وقال المحلي في “شرح المنهاج بحاشية قليوبي” (2/ 82): (ويباح تركه للمريض إذا وجد به ضررا شديدا)، ثم المرض إن كان مطبقا فله ترك النية، وإن كان يحم وينقطع فإن كان يحم وقت الشروع فله ترك النية، وإلا فعليه أن ينوي فإن عاد واحتاج إلى الإفطار أفطر، وقال في الحاشية: قوله: (وإلا فعليه أن ينوي) قال الأذرعي ووافقه شيخنا الرملي: ومثل ذلك نحو حصاد وبناء وحارس ولو متبرعا فتجب عليه النية ليلا، ثم إن لحقته مشقة أفطر، فمن خاف بالصوم تلفا أفطر وقضى، إن ضره ترك الصنعة، فإن لم يضره تركها أثم بالفطر، وإن لم ينتف الضرر بتركها، فلا إثم عليه بالفطر للعذر.
وتابعت :”ولعب كرة القدم وغيرها من الرياضات التي نظمت لها الدولة اتحادات وقوانين للازدهار بها، فأصبحت حرفة معتبرة شرعا وقانونا، فإن كان اللاعب يشق عليه الصوم فعليه أن ينوي الصيام من الليل، فإن شق عليه إتمام الصوم جاز له الإفطار؛ لأنه من أصحاب الأعمال الشاقة، وعليه في هذه الحالة القضاء”.
وقالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف: “من المقرر شرعا أن الصيام فريضة من الفرائض ،وقد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع ومن ذلك قوله تعالى”كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”،كما أنه من المقرر شرعا جواز الفطر لمن كان على سفر قال تعالى”ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.
على هذا فمشاركة المنتخب تعنى أن يكون اللاعبين على سفر إلى دولة أخرى ومن ثم فإنه يجوز الفطر للمنتخب حال سفره إلى روسيا للمشاركة فى كأس العالم”.
وقال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية: “يشترط لوجوب الصيام على المسلم الإقامة، فلا يجب الصيام على المسافر ،كما قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
فإذا سافر الإنسان مسافة القصر جاز له أن يفطر مادام في سفره، أو إن لم ينو الإقامة أكثر من ثلاثة أيام في المكان الذي سافر إليه، أما إذا نوى المسلم الإقامة أربعة أيام فأكثر انقطع عنه وصف السفر، ووجب عليه الصيام، وإتمام الصلاة.
وعليه؛ فلا يجوز للاعبي كرة القدم الإفطار إذا نووا الإقامة في سفرهم أربعة أيام فأكثر، ويمكن أن يجروا تمريناتهم، ومبارياتهم بليل ليسهل عليهم الأمر، فإن لم يتمكنوا من إقامة التمرينات، أو المباريات بالليل، وصاموا وشق عليهم الصيام مشقة بالغة لم يمكنهم تحملها ففي هذه الحالة يجوز لهم الفطر للمشقة، ولا يجوز لهم الفطر ابتداء لتوقع المشقة، فلا يجب التهاون بحرمة الشهر الكريم، بل يجب تعظيمه كما قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}”.
ويتبقى بعد رد دار الإفتاء على عدد من الأسئلة التي تكشف تناقض المؤسسة الدينية في ظل وجود مفتي الانقلاب الذي شرعن لاستبداد السيسي وإنجازاته الوهمية.
ويثور التساؤل: هل يجوز لكل مواطن يعمل في حرفة النجارة أو الحدادة أو أعمال البناء والمهن الشاقة مثل تكسير الأحجار في الجبال وتشوين الحبوب والمزارعين أن يفطروا في نهار رمضان حال الغحساس بالمشقة؟
وهل يجوز لمن لم يجد قوت يومه أو قيمة السحور في زمن السيسي ألا يصوم نهارا، إذا شعر بالمشقة من الجوع، خاصة بعدما أثببت الاحصاءات الرسمية أن 30 % من المصريين لا يجدون قوت يومهم؟
وسجل التاريخ كثيرا من انتصارات المسلمين في شهر رمضان المبارك وهم صائمون، كغزوة بدر الكبرى، ومعركة أكتوبر المجيدة، وغيرها، فلماذا لم يبح فقهاء هذا العصر للمسلمين بجواز الإفطار في نهار رمضان وفضل الجنود في معركة اكتوبر أن يلقوا ربهم وهم صائمون؟
وهل تعتبر لعبة كرة القدم أو أي رياضة أكبر قيمة من حروب المسلمين وكفاحهم في مهنهم وأعمالهم لكي تبيح لهم دار الإفتاء ما لم تبحه لغيرهم؟ وماهي المشقة التي يتحملها اللاعب في تدريباته اكثر من كفاح الغلابة تحت نيران شمس الصيف؟
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …










