‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير زيارة “بنس” للشرق الأوسط أخطر من قرار ترامب.. مكافحة الإرهاب مقابل القدس!
أخبار وتقارير - ديسمبر 18, 2017

زيارة “بنس” للشرق الأوسط أخطر من قرار ترامب.. مكافحة الإرهاب مقابل القدس!

على الرغم من الغضب العارم المتصاعد في المنطقة العربية اثر قرار دونالد ترامب نقل السفارة الامريكية إلى القدس، والتي اعلنها عاصمة لاسرائيل بالمخالفة للقوانين الدولية، تأتي زيارة نائب الرئيس الامريكي بنس للشرق الاوسط ولقائه عبد الفتاح السيسي ونتانياهو ورفض عباس اللقاء ، كأبرز استهانة بموقف شعوب المنطقة الرافض للتحركات الامريكية، والتي تستهدف تغيير ملامح وثوابت القضية الفلسطينية، بعد الغضب من قرار ترامب ، سواء بمقترحات توسيع حدود مدينة القدس وغيرها. 

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى تقرير لها السبت الماضي، نشرته على موقعها الإلكتروني، أن رحلة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستركز بشكل كبير على الاهتمام بمصر أثناء زيارته الثلاثاء.

وقد اتفق العديد من حلفاء الولايات المتحدة مع قرار ترامب، حيث لا توجد دولة أخرى لديها سفارات فى القدس، فى ظل توافق دولي طويل الأجل على ضرورة تحديد مركز المدينة فى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقد حذرت عدة دول من أن هذا التحرك قد يؤجج المسلمين ويعرقل التقدم نحو التوصل إلى اتفاق سلام، حيث كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن أنه لن يلتقى ببنس، كما أن بابا الكنيسة القبطية المصرية وشيخ الأزهر ألغيا اجتماعهما المقرر فى القاهرة مع بنس.

وكان بنس قد خطط لزيارة الكيان الصهيوني أولا لكنه أعاد ترتيب جدول أعماله، وسيتوجه إلى القاهرة أولا حيث من المتوقع أن يعقد اجتماعا ثنائيا مع السيسي الأربعاء.

وقال مسئول فى الإدارة الأمريكية إنه بعد ذلك سيتوجه بنس إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين وتقديم تصريحات رسمية فى الكنيست الخميس المقبل وفى طريق عودته إلى بلاده، يزور بنس القوات فى قاعدة رامشتاين الجوية فى ألمانيا.

وقال مسئول كبير بالإدارة للصحيفة إنهم يأملون فى أن تنهي رحلة بنس ردود الفعل الانفعالية على قرار ترامب وبدء صفحة جديدة مع التركيز على الأولويات مثل مكافحة الإرهاب. وأوضح أن بنس يخطط لمناقشة وبحث مجموعة من القضايا بالإضافة إلى عملية السلام، وهي إعادة التأكيد على وجود علاقة أمنية أمريكية مصرية قوية ومواصلة كفاحهم المشترك ضد الإرهاب، والاعتراف بأن السيسي “شريك مهم” فى المنطقة، ومناقشة قضايا كوريا الشمالية وروسيا والمساعدات الخارجية.

ورغم أن بنس كان يخطط للهجوم على حقوق الإنسان والمسيحيين فى مصر والشرق الأوسط، قال مسئول فى الإدارة الأمريكية إنه لن يفعل ذلك وستركز رسالته على علاقة الولايات المتحدة بمصر وشراكتها لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط وغيرها.. وكان يفترض أن يزور بنس الأراضي الفلسطينية في 19 ديسمبر الجاري.

وكان وزير خارجية السلطة الوطنية الفلسطينية، رياض المالكي، قد أكد السبت، أن عباس لن يجتمع مع بنس، مضيفاً أن السلطة الفلسطينية قررت أنها لن تقيم “اتصالات رسمية” مع المسؤولين الأمريكيين.

ورأى المالكي أن الولايات المتحدة، بقرارها حول القدس “سحبت نفسها من عملية السلام وباتت لاعباً في الصراع وليس وسيطاً”، وإن كان قد أكد في الوقت نفسه أن الفلسطينيين لا يريدون الانسحاب من عملية السلام، ولكنهم يبحثون عن “وسيط جديد” يعمل لأجل حل الدولتين.

يشار إلى أن تحقيقا نشره موقع “وللا” قبل 4 أيام دلل على أن بنس لعب الدور الرئيس في إقناع ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والشروع في إجراءات نقل السفارة، إلى جانب كل من الملياردير اليهودي الأميركي شيلدون أدلسون، أحد أبرز ممولي حملة ترامب، والسفير الأميركي في تل أبيب، ديفيد فريدمان.

وبحسب مراقبين، تأتي زيارة بنس استثمارا لرد الفعل العربي الرسمي المتخاذل بشأن قرار ترامب الأخير، حيث عقد القادة والزعماء والأمراء العرب الكثير من القمم والاجتماعات كان آخرها “قمة اسطنبول”، وأجروا اتصالات هاتفيه مكثفة منذ صدور القرار الأمريكي، دون فائدة أو جدوى حقيقية أو قرارات صارمة تذكر، الأمر الذي طمأن الأمريكان والصهاينة إلى أن الأمة العربية غارقة في سبات عميق، وأعطى ضوءا أخضر للمزيد من الإجراءات التصعيدية في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية.

على جانب آخر، رأى بعض الخبراء السياسيين أن استكمال عملية السلام المزعومة هو هدف بنس، من الزيارة، وهو ما يؤكده تصريحات العديد من المسؤولين الأمريكيين حول أن الهدف من الزيارة هو استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وقال مسؤول أمريكي، مؤخرا ، إن زيارة مايك بنس، إلى القدس، تشكل “نهاية فصل وبداية فصل جديد في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل”، وأضاف: “نحن مستمرون في تركيزنا على عملية السلام، وكيف يمكن أن نقود هذا الوضع باتجاه نتيجة ما”.

على جانب آخر، ظهرت بعض المؤشرات التي توحي بمحاولات أمريكا الانتقال لتنفيذ المرحلة الثانية من المخطط الصهيوأمريكي الرامي إلى تهويد كافة الأراضي والمقدسات الفلسطينية الإسلامية، حيث استبق البيت الأبيض زيارة نائب الرئيس الأمريكي بإطلاق تصريحات استفزازية جديدة بشأن مدينة القدس والمقدسات الإسلامية هناك، وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، الجمعة الماضية: “لا نستطيع تصور أي وضع لا يكون فيه حائط المبكى جزءًا من إسرائيل، لكن كما ذكر الرئيس ترامب، فإن ترسيم حدود دولة إسرائيل السيادية سيكون جزءًا من الاتفاق بشأن الوضع النهائي”، فيما أشار مسؤول أمريكي آخر معلقًا على جولة بنس: الأسابيع الأخيرة في المنطقة كانت ردة فعل على قرار القدس، هذه الجولة جزء من إنهاء هذا الفصل وبداية ما أقول إنه الفصل التالي.

باتت النية الأمريكية واضحة بشأن الانتقال إلى مرحلة تهويد المقدسات الإسلامية بداية من حائط البراق وصولًا إلى المسجد الأقصى بالكامل، وذلك بعد أن مرت المرحلة الأولى من المخطط الأمريكي بنجاح وتم اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل كأمر واقع، وهو الأمر الذي عبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضه تمامًا، وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الموقف الأمريكي بشأن حائط البراق يؤكد مرة أخرى أن الإدارة الأمريكية الحالية أصبحت خارج عملية السلام بشكل كامل، مشددًا على أن المواقف الأمريكية أصبحت مرفوضة وتشكل استفزازًا خطيرًا، وأن استمرار تلك السياسة سواء بما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة الأمريكية إليها، أو البت في قضايا الحل النهائي من طرف واحد، كلها خروج عن الشرعية الدولية وتكريس للاحتلال، وهو أمر مرفوض وغير مقبول ومدان.

وبذلك يمر بنس نحو المرحلة الجديدة لتهويد المقدسات وانهاء الوجود العربي في القدس عبر مصر التي يقودها المنقلب عبد الفتاح السيسي في اكبر خيانة لقضايا العرب والمسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …