ابحث عن مضمون اللوحة ودلالة التوقيت.. لماذا اشترى ابن سلمان “المسيح المخلص”
أثارت أخبار شراء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان “لوحة المسيح المخلص” بمبلغ 450 مليون دولار، من خلال وكيل أعمال سعودي -الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، الذي يرأس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق- ردود أفعال دولية وعالمية، للقيمة الثمنية الغالية للوحة، التي رسمها الإيطالي ليوناردو دافنشي، في الوقت الذي تعجّ فيه السعودية بآلاف الفقراء والمحتاجين.
وبخلاف الحديث عن الأوضاع الاقتصادية في السعودية والعالم العربي، التي تكفي ثمن لوحة “المسيح المخلص” التي اشتراها ابن سلمان لإشباع بطون ملايين الفقراء في العالم الإسلامي، أو استمرار الحديث عن تدمير ابن سلمان لثروات المملكة العربية السعودية، ومن بينها دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ”450 مليار دولار”، مقابل شراء ثمن الدعم الأمريكي في جلوس ابن سلمان على كرسي العرش في السعودية متجاوزا كل صقور العائلة المالكة.
أثار التوقيت والرمز الذي ترمز إليه اللوحة علامات استفهام وتعجب شديدة، خاصة حينما يقوم بشرائها رجل مثل محمد بن سلمان الذي يتحكم فعليا في السعودية، والقرار العربي بشكل عام.
وبالنظر في تاريخ اللوحة الشهيرة ومعناها تجسد اللوحة صورة السيد المسيح في وضعية “سالفاتور مندي”؛ أي “مخلّص العالم”، وهي الوضعية التي يتخذها “يسوع” المسيح -حسب ما يعتقده المسيحيون- ويظهر فيها جالسًا رافعًا يده اليمنى، وفي يده اليسرى يحمل كرة زجاجية يعلوها صليب.
وقد رسمت اللوحة بين عامي 1506 و1516 لأجل الملك لويس الثاني عشر، ملك فرنسا، ثم ضاعت مدة من الزمن، ثم أعلن اكتشافها وأعيد عرضها عام 2011، وكانت في يوم ما ضمن المجموعة الفنية التي يملكها تشارلز الأول ملك إنجلترا عام 1763.
وتساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي: “ما هو الهدف الذي يشتري من اجله محمد بن سلمان لوحة بهذا الثمن الخيالي 450 مليون دولار من اجل لوحة ترمز للمسيح المخلص في هذا التوقيت، مع ضياع القدس والحرب علىا لمسلمين في كل أرجاءءالأرض بدعوى الأرض.
وأضافوا: “هل ابن سلمان يريد أن يوصل رسالة للعالم الغربي بأنه مع أوروبا وأمريكا في الإيمان بفكرة المسيح المخلص والحرب على المسلمين وأن هذا الوقت هو زمن المسيح وليس زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم”.
وتابعوا، أنه لا يمكن أن يكون رجل مثل ابن سلمان يشتري لوحة مثل هذه اللوحة شديدة الرمزية دون هدف، خاصة مع إفصاح وسائل الإعلام الأجنبية عن المشتري الحقيقي وهو ابن سلمان نفسه وبهذا الثمن.
وأكدوا أن الصحف الأجنبية لم تهلل لشراء ابن سلمان لمثل هذه اللوحة سوى للإفصاح عن السبب الحقيقي للشراء؛ وهو رمزية اللوحة في الإيمان بالمسيح المخلص في هذا التوقيت.
وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل: “الكل مركز على ثمن اللوحة التي اشتراها محمد بن سلمان، في حين أن مضمون اللوحة ودلالة توقيت الشراء هما الأخطر بكثير”.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي اشترى لوحة المسيح المخلص بمبلغ 450 مليون دولار، من خلال وكيل أعمال سعودي هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، الذي يرأس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.
وحسب أجهزة المخابرات الأمريكية فإن ابن سلمان هو المشتري الفعلي للوحة سالفاتور مندي للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، التي بيعت في مزاد أقيم في الرابع عشر من نوفمبر الماضي، في صالة “كرسيتنز”.
ويعتبر السعر الذي دفعه وكيل ابن سلمان هو الأغلى في تاريخ اللوحات الفنية، كما أنه يأتي في وقت يسعى فيه ابن سلمان إلى تهميش كل الشخصيات القوية والثرية في العائلة السعودية الحاكمة، حيث زجّ بالعشرات منهم في السجون بتهم تتعلق بالفساد، حسب الصحيفة.
وسبق لوكيل ابن سلمان (الأمير بدر) أن تعاون معه في بعض المشاريع؛ منها التجاري والخيري، وقد ظهر على أنه مشتر اللوحة قبل أن تكشف المخابرات الأمريكية أن ولي العهد السعودي هو المشتري الفعلي للوحة.
وتكشف الصفقة محاولة جديدة من ابن سلمان من أجل الدخول إلى عالم الفن والمزادات؛ بهدف سحب البساط من تحت أقدام قطر التي عرف عنها دفع مبالغ لاقتناء التحف الفنية، خاصة الإسلامية، وعرضها في متحف الفن الإسلامي، علمًا بأن السعودية لا يُعرف عنها أنها كانت تسعى وراء مثل هذه الأعمال، كما أن الحركة الثقافية فيها لا يمكن مقارنتها بمثيلتها في الدوحة أو الإمارات.
وتشير الصحيفة إلى أن شراء اللوحة تزامن مع تفشي حالة عدم ثقة بالسعودية اقتصاديًا وسياسيًا؛ فالبلد يعيش مرحلة تقشف واسعة شملت كل وزارات الدولة الحكومية لمواجهة انخفاض أسعار النفط، كما أن شراء اللوحة يأتي مخالفًا لتلك التوجهات والحملة التي شنّها ابن سلمان لمكافحة الفساد.
مسئول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الخبير في السياسة السعودية بروس ريدل قال للصحيفة الأمريكية: إن هذا المبلغ الضخم الذي دفع للوحة يأتي معاكسًا لحملة مكافحة الفساد التي أطلقها ابن سلمان.
وسبق لمعرض اللوفر أبوظبي أن أعلن من خلال حسابه على “تويتر”، قبل نحو شهر، أنه سيقوم بعرض لوحة “المسيح المخلص” دون أن يحدد زمن ذلك، كما رفض المتحدث باسم المتحف إعطاء أي تفاصيل حول الموضوع.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …