‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير رحيل الحاجة شادية.. صوت الثورة المنغص على الانقلابيين
أخبار وتقارير - نوفمبر 29, 2017

رحيل الحاجة شادية.. صوت الثورة المنغص على الانقلابيين

من مسجد السيدة نفيسة يشيع المصريون الفنانة المصرية شادية، ظهر اليوم الأربعاء أو كما عرفها المصريون الحاجة شادية، 86 عاما، التي عبرت في غير اتصال عن سعادتها بالإرهاصات الأولى لثورة يناير 2011، فكان نداء الثوار وأول أغاني ميدان التحرير من أول إذاعة تنصب في الميدان أغنية الحاجة فاطمة أحمد شاكر، اسمها الحقيقي “يا بلادى يا أحلى البلاد يا بلادى.. يا حبيبتى يا مصر.. ماشفش الرجال السمر الشداد.. فوق كل المحن.. ولا شاف العناد ف عيون الولاد.. وتحدى الزمن.. ولا شاف إصرار ف عيون البشر.. بيقول أحرار ولازم ننتصر.. أصله معداش على مصر”.

ودار ميدان التحرير من الحركة الثورية التي وصفت بالأطهر خلال 18 يوما، بعثت فيها الأغنية، وكانت الأبرز، في الشوارع ومن السيارات أعلى كوبري أكتوبر، في ليلة 12 فبراير، إلى أن بدأ شيئا فشيئا سرقة الميدان من أصحابه واستبدالهم بـ”ثوار” آخرين مع نفس أغنية شادية التي باتت أحد فواتح أي حركة من الميدان حتى استولى عليه العسكر ومنع صوت شادية.

فؤادة الثائرة
وخلال نحو 4 أعوام من عمر الانقلاب لم ينقل عن شادية مباشرة أو فؤادة فيلم “شيء من الخوف” لمؤلفه الراحل ثروت أباظة، أن أيدت الانقلاب في أي من خطواته إنما ينقل عن معتزلات أخريات نكثوا على أعقابهم، أو بعثوا من مرقدهم ومنهم ياسمين الخيام ونادية مصطفى وابنة أخيها أنها تناصر وتؤيد السيسي.

إلا أن حديث ابن اخيها صدق واستدرجها الأمنجي محمد الباز -برضاها أو بغير رضاها- قبل أشهر من وفاتها بعد دخولها مستشفى العاصمة على نفقتها الخاصة، وكانت المكالمة مفتاح تحويل السيسي بقرار الفنانة شادية إلى مستشفى الجلاء العسكري لاحقا بعدما وصله أن الثائرة رضيت بالمساومة كما رضي الفنان أحمد زكي أن يمدح مبارك ونجله جمال نظير دخوله مستشفى دار الفؤاد حيث كان يعالج من جملة أمراض.

حتى أن الزيارة غير الموثقة التي طنطنت اللجان الالكترونية والأذرع الإعلامية بأن السيسي وزوجته أجرياها للفنانة الراحلة في المستشفى. فور وصولهما لمطار القاهرة عائدين من مدينة شرم الشيخ، عقب انتهاء فعاليات منتدي شباب العالم ٢٠١٧، وادعوا أنها لفتة إنسانية رائعة، زيارة تمت والحاجة شادية في حالة غيبوبة، وانقضى أجل الزيارة -على فرضية أنها تمت- في دقائق، أفاقت بعدها صاحبة الحالة الحرجة لتطلب من مرافقيها العودة إلى البيت!

الثورة الثانية
وسبق أن ثارت فؤادة، منذ أن جمعها الله بالشيخ الشعراوي في لقاء عابر بالصدفة غير مرتب له بمكة المكرمة، وتقدمت لتُلقي عليه السلام بقولها: “عمي الشيخ الشعراوي”.

وكان الشيخ الشعراوي مقصدًا للفنانين، وخاصة الفنانات المُعتزلات، والذين يفكرون في الاعتزال والحجاب لقد انبهروا بالإمام الراحل كنموذج إنساني مُتميز، وداعية إسلامي مُتفتح يأخذ بناصية القلوب عندما استمعوا إلي دروسه في التليفزيون بأسلوبه السهل الممتنع، كان يعيش في كنف الله بكل حواسه، مُستغرقًا بكل جوارحه في ملكوت الله عز وجل.

في ليلة مولد سيد الأنبياء.. تغنت في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد انهمرت دموعها كالسيول عند قولها: “يا نبينا يا ختام المرسلين.. أدي حالي وحال جميع المسلمين.. خد بإيدي يا نبينا.. خد بإيدي يا ختام المرسلين”.

بأغنية كما يكمل د.محمود جامع، في أحد مذكراته، تحولت حياتها رأسًا على عقب حيث كانت نقطة التحول الكُبرى في حياتها، حيث ذهبت إلى الشعراوي وكانت جلستهما طويلة، وصارت فيما بعد نشاط حياتها هو قرأنها والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تنتظره بفارغ الصبر، حيث تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السحر.

أرشيف فني
وقدمت طيلة مسيرتها الفنية -التي استمرت أربعة عقود- ما يفوق 110 أفلام، وعشرة مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة، وعشرات الأغاني، قبل أن تعتزل التمثيل والغناء عام 1986، ثم ارتدت الحجاب وابتعدت عن الأضواء، رغم الإغراءات وآخرها جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.

وولدت الفنانة الراحلة شادية في 8 فبراير شباط 1931، وقدمت خلال مسيرتها الفنية التي قاربت 40 عاماً، وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلاً وغناء في الأفلام العربية، فضلاً عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، بدأت الفنانة شادية مسيرتها الفنية عام 1947، ومن أبرز أعمالها الفنية (نحن لا نزرع الشوك – شىء من الخوف -زقاق المدق- ميرامار).

آخر أغنيات شادية – خد بايدي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …