‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “العقيد” ينقل آخر رسائله.. “عاكف”: التفوا حول قيادتكم ستخرجون وتفتح بكم الدنيا
أخبار وتقارير - أكتوبر 28, 2017

“العقيد” ينقل آخر رسائله.. “عاكف”: التفوا حول قيادتكم ستخرجون وتفتح بكم الدنيا

روت أميمة العقيد عن اللقاء الأخير الذي جمع شقيقها الشاب المعتقل بسجن العقرب خليل العقيد بالمرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف، وذلك في رسالة على لسانه، اعتبر أنه وصية الشيخ  لكل الأجيال وذلك في اليوم الذي سبق في علم الله أنه سيكون اللقاء الأخير بينهما.

يقول العقيد: فوجئت يوم الخميس بصوته الجهوري ينادى (يا خليل يا ولدى ….تعالى أدخل عايزك ضروورى )وكان على مسافه عشرين متراً فأقتربت منه وبيننا سلك من حديد وعدد من المخبرين يحاولون منعى من الكلام معه؛ فقال أدخل متسمعش كلامهم تعالى( يا خليل عايزك يا ولدى)وفقدت وقتها كل شعور بمن حولى؛ فتوجهت إلى الباب وبدأ التدافع من الحراس وأنا أسمع صوته (يا ظلمه سيبوه يسلم عليا تعالى يا ولدى متخلهمش يمنعوك)كانت ثورته عارمه يلوح بعكازه….يدعو ربه بالنصر والفرج القريب ….

 
أنتم على الحق
وأضاف “فبدأ النور جلياً من دُجى الليل العصيب ؛ فنجحت بالوصول إليه ونزلت على ركبتى مُقبلاً ليده ورأسه فحاول المخربون أخذى فإذا به يضربهم بعكازه قائلاً (اللى حيمد أيدو عليه هكسرها …سيبوه معايا شويه) نعم إنها الهيبه و الإجلال.
ولفت إلى أنه وجد دموعه على خده فى الوقت الذى صّوب نظره إلى عينى فأنتبهت إلى كلماته التى لا زال صداها لا يفارقنى 
كلمات وقعت فى صدرى وسكنت بين أضلعى إنها وصية لنا جميعاً قال(أنتم على الحق….. طريقكم من نور التفوا حول قيادتكم ستخرجون ستفتح بكم الدنيا بلغ إخوانى السلام)
 
آخر اللحظات
وقال “ووضع يده على رأسه مره وعلى كفه مرة أخرى وقال (لا تبكِ) ثم عادت أصوات السجانين مرة أخرى إلى أذنى ويبدو أنهم لم يتوقفوا عن الكلام لحظه ولم يغيبوا. 
بل أنا الذى كنت غائبا ًعنهم حاضراً مع أستاذى فترجانى أحد الشاويشه أن أخرج (علشان مينضرش)وقبل أن يرد عليه شيخى قلت (لا …أن أخرج حتى يأمرنى هوا)ووضعت يدى على ركبته قائلاً(سأنفذ ما تريد ……ماذا تطلب منّى؟)قال أنا أطمئننت عليك عُد إلى مكانك أنا كدا مرتاح 
قلت له (خلينى معاك شويه)قال لا إذهب الأن 
فأخذت أقبله على يده ورأسه ونظرت إلى من حولى ينظرون لا يحركون ساكناً كأن على رؤوسهم الطير وتعلوهم علامات الحزن والفشل ثم تركت أستاذنا لأ علم بعد ذلك أنه تم نقله بعد ساعات إلى خارج السجن …… إلى مستشفى المنيل (القصر العيني) حيث توفى إلى رحمة الله تعالى 
فكانت هذه اللحظات هى اللحظات التى جمعتنى كأخر فرد من أفراد الإخوان المسلمين يلتقى بشيخ المجاهدين ويحمل عنه هذه الوصيه بل هذه الأماكن التى أديتها لكم كما سمعتها وحفظتها 
وأضاف خليل العقيد “أسأل الله أن أسير فى هذا الطريق باذلاً روحى فداءً لدينى ..واسعاً يدى فى يد كل مخلص غيور
اللهم بلغت …..اللهم فأشهد”.
 
أجمد يا خليل
وروى خليل أنه لم يكن يعلم أن الأقدار ستجمعنى فى سجن وأحد مع الرجل الذى أذاق الإنجليز المحتلين لبلادنا الويلات والذى وقف مجاهداً أمام اليهود الغاصبين لأرض فلسطين عام ١٩٤٧
إنه شيخ المجاهدين أ/مهدى عاكف والذى أشار إلى بيده كثيراً (فى وضع القبضه) كلما مررتُ عليه يومياً فى مستشفى ليمان طره وهو جالس على كرسيه المتحرك شامخاً يأبى إلا أن يتجلد أمام الظالمين رغم الأمراض الكثيره التى داهمته فى هذا السن الكبير قائلاً (يا ولدى يا خليل كيف حالك وكيف أحوال الوالده سلملى على كل إخوانك …….إجمد يا خليل) 
من الممكن أن تقف طويلاً عند قوله تعالى
(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وما بدلوا تبديلا)
ولكن الوقفه لابد أن تكون أعمق وأكثر تأثيراً فى نفسك ؛إذا وجدت هذا الصنف من الرجال المنتظرين على هذا السبيل ماثلاً أمامك 
أسعى إلى الوصول إليه فيمنعنى السجان وفى كل محاوله يأمرنى أستاذنا بالإنصراف لتفويت الفرصه على السجان بأفتعال الصدام معى 
 
 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …