فتاوى عمم السلطان.. “دندو” مخابرات السيسي لإثارة الفتنة بين البسطاء
ما بين “داندو” الممثلة غادة عبدالرازق وبين إباحة معاشرة الزوجة المتوفاة يستمر المصريون في حالة من التيه التي يفرضها عليهم نظام الانقلاب، من خلال استدعاء هذا الشذوذ الفكري الذي يلجأ إليه النظام، كلما استشعر غضب الشارع المصري من ارتفاع الأسعار وحالة الاستبداد التي يحكم بها السيسي، خاصة في ظل مقتل المصريين يوميا ما بين السجون والصحراء والمرض.
ولا يمل نظام الانقلاب -الذي يديره مخابرات قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، وابنه في الجهاز نفسه- من استدعاء هذه النماذج الخبيثة، التي دائما ما يكون أبطالها مجموعة من “الاستربتيز” وأصحاب العمم المزيفة، الذين لا يخشون الله أن يفتنوا عباده عن نشر قولة زورا، ربما يكون من نتائجها خروج بعض الشباب الساذج من الملة، نتيجة هذا الهراء الذي يستعين به هؤلاء لإثارة الجدل بين المجتمع المصري، من أجل فض الناس عن مصائبهم الاقتصادية، والتفافهم حول فتنة ما أنزل الله بها من سلطان.
عمم الفتنة
ولعل آخر ما استعان به عبدالفتاح السيسي من عمم السلطان بعد انتهاء دور “دندو” غادة عبدالرازق، فتوى صبري عبدالرؤوف أستاذ الشريعة بالأزهر الذي تم تحويله للتحقيق حسب ما صرح به الدكتور أحمد حسنى، عضو لجنة التحقيق مع أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إضافة للتحقيق مع سعاد صالح، إثر فتاويهم الشاذة الأخيرة، والتي ضربت صفحا من الخيال من أجل فتنة الغلابة عن دينهم، واستغلالها في تثبيت عرش قائد الانقلاب العسكري.
وعلى الرغم من قرار الكتور محمد حسين المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، إحالة صبرى عبدالرؤوف وسعاد صالح للتحقيق، إلا أن فتاويهم الشاذة التي جاءت دون أي داعٍ غير أنه تم استدعاؤها من قبل أجهزة أمن الانقلاب، تؤكد أن ما حدث دبر له بليل، خاصة بعدما أفتى صبري عبدالرؤوف بجواز معاشرة الرجل لزوجته الميتة، وأن هذا الفعل حلال ولا يعد “زنا”، ولا يُقَام على مرتكبه الحد أو أى عقوبة.
وفي الوقت الذي رفضت فيه سعاد صالح أستاذ الشريعة بالأزهر، فتوى عبدالرؤوف وقالت بأنه لا يجوز للزوج أن يمارس العلاقة مع زوجته بعد وفاتها، لأنه بالوفاة تنقطع كل العلاقات الإنسانية وأصبحت الزوجة المتوفاة “لها حرمة” حتى على زوجها، ولا يجوز كشف عورتها. إلا أنها زادت الطين بلة كما يقول المثل القديم، وزعمت خلال لقائها ببرنامج «عم يتساءلون»، المذاع على فضائية «ltc»، أول أمس السبت، أن بعض الفقهاء أباحوا معاشرة البهائم من الحيوانات جنسيا.
وبررت سعاد صالح التي تم إحالتها للتحقيق، هراءها، لما صدر عنها من فتاوى أحدثت حالة من الجدل قائلة: “أنا شخصيا لم تصدر منى فتوى بل علقت على الدكتور صبرى عبدالرؤوف فى فتواه بمعاشرة الزوج لزوجته الميتة.. وحتى وإن أخطأت فكان كبار الصحابة يخطئون ويتراجعون”.
شذوذ فكري
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يخرج فيها أمثال صبري عبدالرؤوف وسعاد صالح بمثل هذه الفتاوى الشاذة، ولكن أباح عبدالرؤوف من قبل خيانة المرأة لزوجها، معتبرا أنها لا تفسد الزواج.
كما أباح صبري عبدالرؤوف تصوير العلاقات الجنسية بين الزوجين، بشرط أن يكون ذلك بهدف الاستمتاع فقط وعدم مشاهدة غيرهما ذلك، وبرر ذلك بقوله: «بدل ما يشوف حد أجنبي يشوف زوجته أو نفسه، إيه المشكلة؟»، كما أباح ممارسة الجنس الفموي، لكن بشرط عدم إنزال المني في الفم، لافتا إلى أن المني طاهر لأنه خارج من جسم الإنسان.
كما أجاز إقامة علاقة في حمام السباحة، مضيفا أن العلاقة الحميمية بين المتزوجين دون غطاء منهي عنه، مشيرا إلى أن تحريم استحمام الزوجين معا في الحمام “كلام فارغ”.
ودائما ما يستغل هذا الشذوذ الفكري في خدمة نظام الانقلاب، خاصة في الآونة الأخيرة، سواء كان باستدعاء أجهزة الأمن لمثل هذه الفتاوى بالأمر المباشر، أو تطوع مشايخها لإثارة حالة من الجدل.
وعادت في الآونة الأخيرة مؤسسة الأزهر بالتوافق مع وزارة الأوقاف ليؤكدان حرمة الخروج على الحاكم، خلال عقد مؤتمر مكافحة الإرهاب الأخير في مصر؛ ليكون ذلك دليلًا على تغير المواقف بتغير الحاكم، حتى أن السلفيين لعبوا هذا الدور بقيادة ياسر برهامي، ولم يتوقف الأمر على الأزهر فقط، ليكون الدين مطية بعض رجال السلطان الذين يتخذونه ذريعة لإثارة الفتنة بين البسطاء وتحريض بعض الشباب على الخروج من الملة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …