‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير خيانات العسكر.. هل يكرر السيسي وصبحي سيناريو (ناصر – حكيم)؟
أخبار وتقارير - أغسطس 27, 2017

خيانات العسكر.. هل يكرر السيسي وصبحي سيناريو (ناصر – حكيم)؟

يعيش العسكر في مصر على فكرة الانقلابات التي يرونها الطريق السهل للوصول للسلطة، وتأمين كرسي الحكم من تحت مقاعدهم، خاصة وأن ميراث العسكر في هذا الإطار يمتد لعقود طويلة، حتى أنها طالت بعضهم بعضا، وأدت لانقلابهم على أنفسهم حينما تضاربت مصالحهم، ويدور هذا الإطار بدءا من انقلاب “الرفيقين” وهما جمال عبد الناصر ضد عبد الحكيم عامر، ومرورا بانقلاب “المتنافسين” وهما حسني مبارك ضد المشير أبو غزالة، وانتهاءا بانقلاب “المتآمرين” وهما عبد الفتاح السيسي و صدقي صبحي.

ولعل ما كشفته صحيفة “العربي الجديد” يوم السبت الماضي، عن عدة مصادر مقربة من دوائر صنع القرار، بإن عبد الفتاح السيسي يسعى لتعديل المادة الخاصة بوزير الدفاع في الدستور والتي تحصن منصب وزير الدفاع لمدة 8 سنوات، ووضعها السيسي نفسه لتأمين منصبه، ثم استشعر الخطر منها بعد وصوله للرئاسة.

وتنص المادة 234 من الدستور على أن “يكون تعيين وزير الدفاع بعد موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وتسري أحكام هذه المادة لدورتين رئاسيتين كاملتين اعتباراً من تاريخ العمل بالدستور”. ولفتت المصادر إلى أن الزجّ بالمادة هدفه إلغاء التحصين الممنوح لوزير الدفاع.

وقالت المصادر إن السيسي وجه دوائره السياسية في برلمان العسكر، بإدخال تعديلات على هذه المادة خلال مناقشتها بداية الفصل التشريعي الجديد، والذي سينطلق في أكتوبر المقبل، بعد الترويج لتلك التعديلات عبر نواب وإعلاميين مقربين من السلطة.

وألمحت المصادر، أن دائرة السيسي من خلال ذراعه في المخابرات، هي التي أنتجت فكرة بحث تلك المادة بين المواد التي يعتزم السيسي طرحها على البرلمان عبر نواب يتم إدارتهم من جانب الأجهزة السيادية، موضحة أن هذه الدائرة تمثلت في رئيس الأركان الفريق محمود حجازي صهر الرئيس، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، إضافةً للسيسي نفسه.

في الوقت الذي يسعى فيه السيسي لتعديل الدستور لمد فترة الرئاسة لست سنوات، بدلا من أربعة سنوات، خلال الفترة المقبلة، لتكشف المصادر أن تعديل هذه المادة سيفتح بالتبعية باب التعديل لمادة تحصين وزير الدفاع الذي ترتبط فترة بقائه بالفترة الرئاسية.

وبدأت دوائر السيسي الإعلامية والمخابراتية في الترويج إلى أنه ليس من مصلحة الدولة أن تخرج المؤسسات عن سيطرة الرئيس أيّا كان اسمه، متابعة إن طرح المادة الخاصة بتحصين الوزير تأتي في إطار السعي لاستقلال المؤسسة العسكرية بما يضمن متطلبات الأمن القومي، والحفاظ على النظام الديمقراطي للدولة، على حد تعبير المصادر قريبة الصلة بمؤسسة الرئاسة.

رغم أن دستور 2012، الذي تم إسقاطه عقب انقلاب الثلاثين من يونيو 2013، لم يكن يسمح بوضع خاص لوزير الدفاع، إذ نص في مادته رقم 195 على أن “وزير الدفاع هو القائد العام للقوات المسلحة، ويُعين من بين ضباطها”، في حين منحت المادة 147 من الدستور ذاته لرئيس الجمهورية صلاحية تعيين الموظفين العسكريين وعزلهم، ولم تشترط على رئيس الجمهورية موافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة على تعيين الموظفين العسكريين ومن بينهم وزير الدفاع.

وكشفت المصادر أنه من بين السيناريوهات المطروحة لتعديل المادة أن يتم إعطاء المؤسسة العسكرية الحق في ترشيح ثلاثة أسماء، يقوم الرئيس بالاختيار من بينها لمن سيتولى منصب وزير الدفاع.

وسعى السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية عام 2014 إلى تعظيم صلاحية ووضع صهره الفريق محمود حجازي الذي يتولى منصب رئيس الأركان، داخل الجيش، على حساب وزير الدفاع الحالي الفريق أول صدقي صبحي.

ناصر vs حكيم

وتأتي قصة انقلاب الرفيقين أو كما يسميها الإعلام “انقلاب الأصدقاء” على رأس قصص خيانات وانقلابات العسكر ضد بعضهم بعضا، ويأتي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على رأس بطولة هذا العمل، الذي قام فيه بخيانة رفيقه عبد الحكيم عامر، حينما اختلفت المصالح بعد نكسة يونيو 1967.

وتدور قصة الخيانة على لسان جمال عبدالحكيم عامر، نجل المشير عبد الحكيم عامر وزير الدفاع آنذاك، حينما اتهم في لقاء متلفز، جمال عبد الناصر بقتل والده، ونفى فكرة انتحاره من الأساس.

وأضاف نجل عبد الحكيم عامر، أن أبيه أخبره بأن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يريد قتله، وكتب ذلك في مذكراته التي كشف عن نشرها قريبًا في كتاب.

ولفت إلى أنه خلال لقائه بالمشير عبد الحليم أبو غزالة أبلغه بقوله: “المشير عبد الحكيم عامر أبو القوات المسلحة وما نصدقش إنه يعمل كده”، في إشارة منه لما يتردد عن انتحار “عامر”.

وأوضح نجل عبد الحكيم عامر إلى أن الانقلاب الذي حدث في سوريا خلال الستينيات من القرن الماضي تأثر به والده، كما أن القيادة السياسية حملته هذا الأمر، كما حملته هزيمة النكسة في حرب 1967.

وأشار إلى أن المشير عبد الحكيم عامر عارض العدوان الثلاثي في حرب 1956 قائلاً: “هذا سيحطم البلد”، رافضاً المشاركة لضخامة أعداد القوات المشاركة في الحرب، وعرض استقالته وقتها، لكن عبد الناصر رفضها.

وكشف جمال عن أنه سيلجأ للمحكمة الدولية لإثبات أن والده لم ينتحر، مشيراً إلى أن النائب العام شكل لجنة للتحقيق في حقيقة وفاة أبيه، مؤكداً رفضه لرواية انتحاره، خاصة التي نُشرت في صحيفة “الأهرام”، وقت أن كان رئيس تحريرها محمد حسنين هيكل، متابعاً: “أول ما خدوه من البيت عرفت إنهم هيقتلوه” في إشارة منه وقت القبض عليه في بيته بعد نكسة 1967.

مبارك vs أبو غزالة

كشف حسني مبارك أنه شعر بالخطر من ثلاث شخصيات شعر خلال حكمه بالخطر من ناحيتها، وأن جهاز أمن الدولة قدم له ثلاثة تقارير وتسجيلات في أوقات زمنية مختلفة اضطرته لتغيير اثنين منهم، ولكن الأخطر فيهم كان عبد الحليم أبو غزالة.

وأبو غزالة شغل منصب وزير الدفاع والإنتاج الحربي منذ عام 1981 وحتى عام 1989، حتى أقاله مبارك فجأة، ويشهد الرئيس المخلوع أن المشير أبو غزالة لو وصل إلى التسعينيات لكان قد فكر في الانقلاب على الحكم، لأنه اعتبر مبارك –بحسب المذكرات- ليس قديرا بمنصب الرئيس، وأنه اختار الاحتفاظ بأبو غزالة كصديق مدى الحياة حتى لا تتطور الأمور بينهما لأي سبب.

مبارك يحكي أنه أجرى حديثا صادقا مع المشير أبو غزالة بعد أعوام من خروجه من الخدمة، سأله خلاله مبارك بشكل مباشر هل كان يطمع في الحكم، لكن أبو غزالة أكد له أن هذا غير صحيح، وأنه لم يكن يتطلع لأكثر مما وصل إليه في المنصب العسكري، وحزن أبو غزالة، وبعدها بيومين أخبر مبارك أنه سيترك مصر إلى باريس، لكن مبارك زاره وطلب منه تغيير رأيه وعرض عليه مساعدته في أي شيء يطلبه.

وفي أبريل 1989 ترك وزارة الدفاع وعين مساعداً لرئيس الجمهورية وقد أقاله الرئيس السابق مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989 وأحاط كثير من الروايات حول أسباب إقالته.

ويقول اللواء محمد فريد حجاج أحد الأصدقاء المقربين للغاية من المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، إنه خلال أحداث الأمن المركزى التى وقعت عام 1986 قام الجيش بالانتشار فى كل أنحاء مصر، وسيطر على الأوضاع تماما، وكان بوسع أبوغزالة لو أراد أن ينفذ انقلابا ويتولى الحكم، وما لا يعرفه الكثيرون هو أن 4 وزراء ذهبوا إليه وطلبوا منه أن يخلص البلد من مبارك وأن يتولى هو الحكم، وكان رده عليهم أن قال “أنا لا أطمع أن أكون رئيس جمهورية، وليس لدى هذا الطموح، كل طموحى أن تكون قوتنا المسلحة أقوى قوة بالشرق الأوسط”، وصرفهم أبو غزالة من مكتبه بهدوء، ورفض هذا الكلام مطلقا.

وأضاف أن أبو غزالة لم يستطع تنفيذ ما أراد من أفكار وطموحات بالنسبة للقوات المسلحة بسبب عراقيل مبارك، فى الوقت الذى كانت شعبية أبوغزالة تتزايد وبقوة، وهو ما استغله أصدقاء السوء والبطانة الفاسدة لتأليب مبارك ضده، برغم أن علاقة مبارك وأبوغزالة كانت جيدة جدا، حيث كانا صديقين وكانا زميلين وتخرجا فى نفس الدفعة، ولكن بعد العراقيل التى وضعت أمام أبوغزالة ففى عهده قدمت القوات المسلحة خدمات عديدة للضباط والجنود وتحسنت أوضاعهم المعيشية والاقتصادية إلى حد كبير، وكان مؤمنا جدا بأن الحل الوحيد للدفاع عن سيناء هو تعميرها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …