أبرز 5 ملاحظات على انقلاب القصر الملكي السعودي
لم يكن الانقلاب الذي وقع في القصر الملكي السعودي، فجر اليوم الأربعاء، مفاجئًا في حدوثه بقدر ما كانت المفاجأة في توقيته والسرعة التي تم اتخاذه بها.
وفي هذا التقرير نرصد أبرز الملاحظات على انقلاب القصر الملكي السعودي، في ظل السياق الإقليمي الحالي، ولا سيما المخطط المرسوم لتشكيل تحالف أو ناتو عربي صهيوني برعاية أمريكية.
جزء من صفقة القرن
قد توقعنا في تحليل سابق بعد صفقة القرن التي أبرمتها الإدارة السعودية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 21 من مايو الماضي، بأن الجزية الكبيرة التي ستدفعها السعودية للأمريكان وقدرها 460 مليار دولار كبيرة، لابد أنها ثمن لصفقة كبيرة أيضا، وهي القبول الأمريكي بالتحولات في العرش الملكي إلى نسل الملك سلمان، مع قبول السعودية بالمخططات الأمريكية في المنطقة، والتي تصب كلها في صالح الكيان الصهيوني، والقضاء على حركات المقاومة.
ومنذ الزيارة المشئومة لترامب إلى المملكة، في 20 مايو الماضي، والتي وضع فيها النقاط على الحروف في مخطط التآمر على المنطقة، والحديث عن ناتو (عربي إسرائيلي) برعاية أمريكية، بدأت تتكشف ملامح صفقة القرن.
بدأت المؤامرة بحجب المواقع الإخبارية، يوم 24 مايو، والتي وصلت اليوم إلى أكثر من 100 موقع، ثم اختراق وكالة الأنباء القطرية، والشروع في حصار قطر بقطع العلاقات برا وجوا وبحرا، ثم تمرير اتفاقية تيران وصنافير للسعودية؛ والمستفيد الأكبر إسرائيل، ثم تحولات العرش السعودي التي جاءت بولي العهد الشاب ذي الـ32 عاما، والذي يشابه إلى حد كبير أفعى أبوظبي محمد بن زايد، في ولائه للأمريكان والصهاينة وأعداء الأمة.
تأكيد السلطوية
والملاحظة الثانية هي الترحيب الأمريكي والغربي بالنظام السلطوي في السعودية أو على الأقل القبول به وعدم انتقاده. كما هو الحال في الإمارات ومصر وغيرها من الدول التي تحكم بالحديد والنار.
فغياب مفهوم الشورى بمعناه الحقيقي مؤكد في ظل تشكيل المؤسسات السعودية لتكون ديكورا يستكمل به العاهل السعودي الشكل اللازم في اتخاذ القرارات وصبغها بألوان الشرعية، كما هو الحال في هيئة البيعة؛ إلا أن الحقيقة هي أن العاهل السعودي هو من يتحكم فعليا في تشكيل هذه الهيئات، سواء كانت هيئة البيعة أو مجلس الشورى، أو حتى هيئة كبار العلماء التي تحولت إلى بوق للعرش.
ترحيب صهيوني
الملاحظة الثالثة على الانقلاب الجاري في العرش السعودي، هي الترحيب الصهيوني بما يتم، بل والسعادة الغامرة بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد خلفا للأمير محمد بن نايف.
وعمت الفرحة الكيان الصهيوني، حيث اعتبر محلل الشئون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئيل، أن “محمد بن سلمان شكّل بمثابة بشرى سارة، حتى الآن، لكل من إسرائيل والولايات المتحدة بفعل مواقفه القاطعة ضد إيران، وهو ما يجعله شريكًا استراتيجيًّا مهمًّا، وليس فقط في الحرب ضد إيران؛ بل إنه يتفق كليًّا مع الولايات المتحدة بالحاجة لوقف التأثير والنفوذ الروسيين في المنطقة، وعلى ضرورة إسقاط نظام الأسد، والعمل بحزم ضد داعش ومنظمات راديكالية أخرى، من الإخوان المسلمين وحماس وحتى حزب الله”.
وكتب “أيوب قرا” الوزير الإسرائيلي الدرزي في حكومة بنيامين نتنياهو، على حسابه الشخصي بموقع “تويتر”، تغريدة جاء فيها: “أرحب بتعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية، متمنيا أن تحفز الخطوة عملية السلام مع الرياض وتزيد من وتيرة الحرب على الإرهاب والإسلام المتشدد الذي تقوده إيران”.
وجاءت التغريدة مرفقة بصورة كان “قرا” قد نشرها الشهر الماضي، تظهره خلال لقائه مسئولين خليجيين في الإكوادور، على هامش حفل تنصيب لينين مورينو قائدا جديدا للبلاد.
“100” مليار دولار ثمن سكوت ابن نايف
الملاحظة الرابعة هي الصفقة التي تم على أساسها الانقلاب، ترضية محمد بن نايف، حيث كشفت مصادر عن أن الصفقة بلغت 100 مليار دولار لابن نايف، ومثلها أصول وعقارات داخل المملكة وخارجها مقابل التنازل والسكوت.
جاء ذلك في حساب “العهد الجديد” على تويتر، والذي كان أول من سرب هذه التحولات أواخر مايو الماضي.
ويتردد أن ابن سلمان طلب من ابن نايف العيش خارج المملكة، إلا ابن نايف لم يرد على هذا المقترح حتى الآن، وأن الملك سلمان سوف يتنازل خلال الشهور القليلة المقبلة لنجله حتى يضمن استقرار العرش السعودي في حياته، وقد ضمن أن الملك من نسله.
ورغم محاولات الملك ترضية باقي فروع الأسرة الحاكمة بتعديل صغير، يقتضي أنه إذا كان الملك من أحفاد الملك المؤسس، فلا بد أن يكون ولي العهد من فرع آخر غير فرع الملك.
ولكنّ مراقبين يؤكدون عدم وجود ضمانات بذلك، وأنه حال استقرار الملك لابن سلمان فلن يمنعه أحد من تغييره وفق ما يراه؛ فالنظام في السعودي سلطوي إلى أبعد الحدود، ويتمتع فيه الملك بسلطات مطلقة بلا حسيب أو رقيب. ومؤسسات الحكم الأخرى مجرد ديكور لاستكمال الشكل.
عدم رضا فروع الأسرة الحاكمة
والملاحظة الخامسة هي دخول المملكة مرحلة التيه والمجهول، لاسيما وأن هذه الإجراءات لا تلقى قبولا لدى باقي فروع الأسرة الحاكمة، لا سيما بعد زيادة نفوذ محمد بن سلمان وسيطرته على مقاليد الحكم في بلاد الحرمين.
فابن سلمان لم يحقق نجاحا يذكر في كثير من الملفات التي أنيطت له؛ حيث أغرق الجيش السعودي في وحل الحرب اليمنية؛ كما فشل في إدارة مناطق جنوب اليمن بعد اصطدامه مع الإمارات، التي تدعم انفصال جنوب اليمن، ما قد يؤدي للإضرار بالمصالح السعودية.
ويرى الجيلان الأول والثاني من أبناء الملك عبدالعزيز أن سياسة محمد بن سلمان، والتي توصف بالتهور والتسرع في اتخاذ القرارات، خصوصا في ملفات مصيرية، مثل حرب اليمن، أو حسم العلاوات ثم إعادتها، وخصخصة “أرامكو”، وتصريحاته السياسية التي تسببت في حرج دولي للمملكة، وأهمها تصريحه بنقل المعركة إلى داخل إيران، قد تؤدي إلى إدخال البلد والمنطقة في نفق مظلم.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …