‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير شاهد.. داخلية السيسي تعرض تدريب كشافة الكنيسة.. الدلالات والمخاطر
أخبار وتقارير - يونيو 18, 2017

شاهد.. داخلية السيسي تعرض تدريب كشافة الكنيسة.. الدلالات والمخاطر

كشفت مصادر بالكنيسة الأرثوذوكسية أن قيادات عليا بوزارة الداخلية بحكومة الانقلاب عرضت تدريب شباب وفتيات الكشافة التابعين للكنيسة على عمليات التأمين ومواجهة الأعمال الإرهابية.

وقال الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، في تصريحات حسب صحيفة الوطن اليوم الأحد، إن اللواء ممدوح عبدالمنصف، مدير أمن المنيا اقترح على الكنيسة ترشيح مجموعة من شباب الكشافة الكنسية لعمل دورة تدريبية لهم، من خلال هيئة الحماية المدنية، وذلك لتدريبهم على كيفية مواجهة المواقف الخاصة أثناء تأمين المصلين فى الكنائس.

وأضاف مكاريوس: «مع تقديرنا للاقتراح ورغبة الداخلية فى المساعدة، فإن ذلك قد يُساء فهمه من أصحاب العقول المريضة، على أنه تشكيل جناح عسكرى داخل الكنيسة، وقد يُفهم ضمناً بالتالى أنه سيتم تسليحه بشكل أو بآخر، وهو أمر لا توافق عليه الكنيسة بلا شك».

هذا وفي خطوة مفاجئة، قررت أديرة قبطية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية، إلغاء استقبال كل الرحلات وزيارات الأفراد إليها خلال الفترة المقبلة ولمدة أسبوع، وأرجعت ذلك لأسباب أمنية وبناء على توصية من الأجهزة الأمنية دون ذكر تفاصيل.

وكانت صدرت تصريحات لمصادر أمنية مصرية، وأخرى كنسية، يناير الماضي 2017 عقب تفجير كنيسة البطرسية، تحدثت عن تدريب وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب، لمجموعات من الكشافة الكنسية تمهيدًا لحمل مهام تأمين الكنائس وحمايتها أمنيًا، وفي بلاد منقسمة على نفسها، كما الحال في مصر، تسبب الخبر في إثارة الشبهات والتعليقات والتشكيك في طبيعة ومسؤولية الكشافة داخل الكنائس، وشن البعض هجومًا عنيفًا، وتساءل بعضهم عن طبيعة التدريبات التي يتلقاها أفراد الكشافة، وعما إذا كانت تلك خطوة لتسليحهم.

ومن المعروف أن كشافة الكنيسة المصرية، كانت جُزءًا من الكشافة المصرية التي اُنشئت في عشرينيات القرن الماضي، لكنها انفصلت عنها في الخمسينيات. وكان أبرز أدوار الكشافة تنظيم نظرة الوداع على الراحل شنودة، وشارك في التنظيم وقتها 3 آلاف عضو كشافة.

 

لماذا رفضت الكنيسة؟
الكنيسة من جانبها رفضت العرض لسابقة حدثت بعد تفجير 11 ديسمبر 2016 في الكنيسة البطرسية، التي تبعد أمتار من الكاتدرائية المرقسية في العباسية بوسط العاصمة القاهرة. وأودى الانفجار بحياة عشرات الضحايا ما بين قتيل ومصاب، معظمهم من النساء والأطفال.

وعقب الحادث، حاولت بعض الجهات الأمنية في أكثر من تصريح، تحميل لجنة شبابية متطوعة في الكنيسة وهي كشافة الكنيسة، مسئولية الاختراق الأمني الذي حدث للكنيسة وأدى لوقوع الانفجار.

ونقلت صحيفة البوابة المقربة من نظام الانقلاب، تصريحات عن مصدر أمني لم تُسمّه، قال إن «تأمين الكنائس من الداخل مسؤولية الكشافة الكنسية، وموظفي المركز الثقافي، الذين يقتسمان العمل الأمني داخل الكاتدرائية بالتعاون مع وزارة الداخلية، المسؤولة عن الحراسة الخارجية».

ولم تكن تلك التصريحات فردية، إذ مثّلت اتجاهًا لدى البعض، سواءً من القيادات الأمنية أو بعض المسيحيين، وتكررت في عدة صحف لمصادر أمنية غير مُسماه، قال بعضها إن مدير أمن الكاتدرائية وهو لواء سابق، هو المسئول عن عملية التأمين بالداخل من خلال أفراد الكشافة المعنيين بتفتيش المترددين ذاتيًا دون أجهزة الكشف عن المفرقعات،
ووصل الأمر إلى أن المحامي المسيحي أمير نصيف، حمّل الكشافة الكنسية مسئولية الاختراق الأمني، قائلًا في تصريحات تلفزيونية، إن أفراد الكشافة «يفترض بهم أن يعرفوا المصلين المعتادين للكنيسة»، مُتسائلًا باستنكار: هل دور الكشافة تأمين الكنيسة فقط عندما يزورها الرئيس؟».

ونقلت صحيفة المصري الىوم عن مصادر أمنية، قولها إن «التأمين الداخلي للكنائس يخص الكشافة التابعين لها، وذلك لعلمها بهوية كل الأشخاص المترددين على الكنائس»، واختتم المصدر حديثه بأن الداخلية المصرية تدرس تدريب أفراد الكشافة «ليكونوا أكثر احترافية في الجوانب الأمنية».

لهذه الأسباب رفضت الكنيسة العرض حتى لا تتحمل مسئولية الحوادث التي تقع على الكنائيس وحتى تتحمل الأجهزة الأمنية مسئوليتها كاملة عن تأمين الكنائس وحتى لا يتسبب تدريب الكشافة حال حدوثه على مستويات التأمين.

ماذا يريد السيسي؟
وبحسب مراقبين فإن رئيس الانقلاب يستهدف من هذا الطرح تخفيف الأعباء على الأجهزة الأمنية، كما يستهدف مشاركة كشافة الكنيسة في المسئولية الأمنية حال وقع أي حادث أو هجوم.

ويرى مراقبون أن قائد الانقلاب يريد نقل تجربة القبائل السيناوية في العريش كما هو الحال مع قبائل “الترابين” إلى الكنائس على غرار تجربة الحشد الشعبي الشيعي في العراق والتي حققت تقدما في مواجهة تنظيم داعش.

يعزز من هذا ما أكده أسقف المنيا أن تأمين دور العبادة هو مسئولية رجال الشرطة، بالطريقة والاستعدادات التى تقررها الوزارة، بينما يقوم شباب من الكنيسة المحلية بالتنظيم الداخلى أو التمييز بين شعب الكنيسة والغرباء عن المنطقة، لافتاً إلى أن رجال الداخلية أثنوا كثيراً على الدور التنظيمى للشباب، فى فترة الأعياد الأخيرة.

وأشار أسقف المنيا إلى أن غرض الوزارة من هذا العرض هو تفعيل أكثر لدور الكشافة فى حماية المنشآت المسيحية، أو إيجاد آلية إضافية للحماية، ولكن يُخشى من تبادل الأدوار وإلقاء اللوم عند وقوع حادث ما، على الكشافة الكنسية والشباب الذى تم تدريبه.

ولكن خبراء يحذرون من أن هذه المسار يعني تسليح حركات شعبية وتحولها إلى مليشيا سوف تستخدم في صراعات سياسية في المستقبل القريب ما يعرض البلاد إلى السقوط في مستنقع الحرب الأهلية.

ويأتي رفض الكنيسة حتى لا تتحمل مسئولية التقصير الأمني، من جهة وحتى لا يعزز هذا المسلك ما يتردد عن وجود مليشيا مسلحة تابعة للكنيسة.

ساويرس يفضح مليشيا الكنيسة
وكان رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس قد ساهم بقوة في تشكيل مليشيا البلاك بلوك التي مارست أعمال الإرهاب والبلطجة والتخريب وفق مخطط إسقاط التجربة الديمقراطية وقبل الانقلاب على الرئيس مرسي.

وكان ساويرس قد هدد بشن حرب أهلية في مقطع فيديو مشهور ومتداول على السوشيال ميديا، وشدد على أن مليشياته سوف تتقدم الصفوف لمواجهة الإسلاميين الذين تم الانقلاب عليهم وقتلهم وسجنهم في قضايا ملفقة بعد أن فازوا بكل الانتخابات النزيهة بعد ثورة يناير 2011م. 

وكان أحد القساوسة هدد المشير محمد حسين طنطاوي عندما كان المجلس العسكري يحكم البلاد بعد خلع مبارك في 2011م على خلفية أزمة إحدى الكنائس قائلا: لا بد أن تتم إقالة المحافظ والقبض على الجناة وبناء الكنيسة وإذا لم يحدث ذلك فالمشير عارف إيه اللي ممكن يحصل!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …