“خادم الله”.. هكذا يرى السعوديون ترامب بعدما وصفهم بـ”البقر”
ذكرت مجلة أمريكية، أن داعية سعوديا قال إن الرئيس دونالد ترامب هو “خادم لله”، يأتي ذلك رغم رأي ترامب المسئ في المملكة، الذي أكد فيه أن “السعودية بقرة، متى جَفَّ حليبُها سنذبحها، وعلى آل سعود دفع ثلاثة أرباع ثروتهم كبَدَل عن الحماية التي تُقدّمها القوات الأمريكية لهم، داخلياً وخارجياً”، كان هذا في لقاء مع قناة “إن بي سي”.
وقالت مجلة “نيوزويك”، إن الداعية سعد بن غنيم، قال عن ترامب: “خادم لله، جنّده لخدمة مصالح المسلمين، ويأمل أن يتولى الله برعايته ترامب ويوجهه نحو الاتجاه الصحيح؛ لإنهاء الظلم الواقع ضد المسلمين”.
خادم الله
ترجمة المجلة الأمريكية أثارت جدلا واسعا، واضطرت ابن غنيم إلى إصدار بيان يوضح فيه حقيقة ما نقلته “نيوزويك”، وكان سعد بن غنيم غرد قبل أيام: “اللهم إن ترامب عبد من عبيدك ناصيته بيدك، وأمره إليك، فسخّره من حيث أراد أو لم يرد لما فيه خير المسلمين ورفع الظلم عنهم، واكفنا شره، واهده إليك”.
وبعد الانتقادات العديدة الموجهة ضده، حذف الداعية ابن غنيم التغريدة، إلا أنه دافع عنها ضمنا في بيانه الذي قال فيه، إن التغريدة جاءت بعد تصريحات ترامب “الإيجابية” تجاه المملكة، وزيارة ولي ولي العهد محمد بن سلمان “الناجحة والموفقة” إلى البيت الأبيض.
وقال ابن غنيم إن التغريدة جاءت أيضا في الوقت الذي “وضعت الأمور في نصابها الصحيح، وأعادت السيادة الأمريكية تجاه بلادنا إلى المسار الذي تركته ردحا من الزمن ركضا خلف إيران”.
وشبه ابن غنيم دعوته الله بأن يهدي ترامب، بدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام بأن “يعز الإسلام”، بعمر بن الخطاب، أو عمرو بن هشام، رغم كونهما من أشد “المشركين”، إيذاء للمسلمين، حينها.
.jpg)
كما اتهم سعد بن غنيم، وسائل إعلام تابعة للحكومة الإيرانية باستغلال تغريدته واستخدامها في الحرب الإعلامية ضد السعودية.
وعن زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية، قال سعد بن غنيم: “هو ضيف، وعادة العرب والمسلمين إكرام الضيف أيضا”.
لكن هل تغيّرت نظرة ترامب للمملكة فعلاً، أم أن الأمر لا يعدو كونه “مصالح السياسة” وضروراتها؟.
جِزْية القرن
ترامب لا يزال مُصِرَّاً على التعامل مع السعودية كصاحب المزرعة مع بقرته، وهو ما أفاد به مصدر كبير بالبيت الأبيض لوكالة “رويترز” بشأن عقد سلسلة من صفقات السلاح الأمريكية مع المملكة بمبالغ هائلة، تزيد عن 100 مليار دولار في المرحلة الأولى، و300 مليار دولار خلال الـ 10 سنوات المقبلة.
وبحسب المصدر فإن الصفقات تستهدف تعزيز القدرات الدفاعية للسعودية في مواجهة “التهديدات التي تُواجهها”، وتشمل أنظمةَ سلاح أمريكية دفاعية في مجال الدفاع الجوي، وسفناً وعقود صيانة.
وبَدَا واضحاً أن التهديدات المقصودة تتمثَّل في إيران وأذرعها السياسية والعسكرية بالمنطقة، بما يعني تحقيق إستراتيجية ترامب اليمينية المتطرفة في إذكاء نار المواجهة المشتعلة بين قطبي العالم الإسلامي بأموال آل سعود.
وإذ لا يُمكن تجاهل أهمية تلك الصفقات بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، إلا أن تكلفتها الباهظة تَسير في الاتجاه تماماً لحالة الاقتصاد السعودي، الذي يُعاني من عجز سنوي يقدر بنحو 84 مليار دولار؛ بسبب تراجع أسعار النفط عالمياً وتكلفة حرب اليمن.
وإزاء ذلك لا يُمكن تفسير الإقبال السعودي على هكذا صفقات إلا من زاويتيْ السياسة والدفاع، وهو ما يُرجّحه هندسة ولي ولي العهد لها، باعتبارها السبيل لاستقرار الحكم في العائلة المالكة، عبر العلاقات الوطيدة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والحصول على “شهادة تأمين” في مواجهة إيران.
ولعل ذلك ما يُفسّر وصف وكالة أنباء “فارس” الإيرانية للأموال السعودية المُقرَّرة لهذه الصفقة بأنها “جِزْية القرن”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …