هويدي يكشف كيف باع ترامب “التروماي” للعرب بزيارته السعودية
أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي، أن زيارة ترامب للمنطقة التي ستكون في العاصمة السعودية “الرياض” ستصبح “تاريخية” حقا، لأنها ستكون أكبر مقلب شربناه، بعد أن حصد ترامب أول مكاسب الزيارة بصفقة أسلحة من بينها نظام “ثاد” الصاروخي، مع السعودية تقدر بمائة مليار دولار.
وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة “الشروق” في عددها المنشور صباح اليوم الثلاثاء- أن عادل الجبير وزير الخارجية السعودى قال إن ترامب سيعقد 3 قمم أحدها مع الملك سلمان والثانية مع دول التعاون الخليجي والثالثة مع ما سمى التحالف العسكرى الإسلامى لمكافحة الإرهاب الذى دعت السعودية إلى تشكيله فى أعقاب الانقلاب فى اليمن والتدخل العسكرى الذى قامت به لمساندة وإعادة نظامها الشرعى.
وكشف هويدي أن ترامب اختار السعودية رمزا للعالم الإسلامى، وإسرائيل ممثلة لليهود والفاتيكان باعتبارها رمزا للعالم المسيحى، ثم بعد ذلك سيعرج على بروكسل وصقلية حيث يحضر فى الأولى اجتماعات حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ويحضر فى الثانية اجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتسول فيه قائد الانقلاب المصري عبدالفتاح السيسي زيارة ترامب لمصر.
وأضاف هويدي أن فريق الرئيس الأمريكى أدرك أن تحقيق إنجازات فى الخارج، خصوصا فى منطقة رخوة كالشرق الأوسط، أيسر بكثير منها فى الداخل الأمريكى، حيث لا تزال بعض مؤسساته الكبرى -القضاء والإعلام والمثقفون مثلا- تناصبه العداء، فى حين أن أغلب النظم العربية تحتفى به ولا تخفى إعجابها بسياساته.
وأشار هويدي إلى أن الرئيس السابق باراك أوباما حينما أراد زيارة المنطقة فى بداية عهده (عام ٢٠٠٩) ويخاطب العالم العربى والإسلامى اعتمد معيارا موضوعيا ولم تكن لديه تحيزاته المسبقة باستثناء الدعم التقليدى لإسرائيل، فإنه اختار القاهرة وتركيا ولم يدرج إسرائيل فى برنامجه، كما أنه لم يكن بحاجة إلى تحسين صورته فى المنطقة.
أما ترامب فلديه مواقف معلنة بخصوص انحيازه لليمين الإسرائيلى وعدائه لإيران. لذلك فإنه استهدف عقد صفقة لصالح ذلك الهدف المزدوج، بما يحقق له مراده ويرفع من أسهمه.
وهو ما يعنى أن زيارة أوباما كانت بريئة فى خدمة المصالح الأمريكية. أما زيارة ترامب فعنصر البراءة غائب فيها والانتهازية سمة أساسية لها، كما أن ترامب اختار السعودية وعينه على صفقة السلاح الكبرى، وكونها بلد المبادرة العربية التى يريد توظيفها لدفع التطبيع مع إسرائيل، وفى الوقت نفسه الإفادة من رمزيتها فى إقامة الاحتشاد السنى فى مواجهة إيران الشيعية.
وقال هويدي: “لن نبالغ إذا قلنا إذن إن ترامب سيبيع لنا «الترام» أثناء زيارته الميمونة. ذلك أن العرب لن يخرجوا منها بشىء يذكر، بل سيكونون الخاسر الأكبر من ورائها. أما إسرائيل فهى الفائز الأكبر والأوحد. إذ إن العرب سيدفعون دفعا إلى التطبيع مع الكيان الصهيونى، دون أى مقابل يذكر، وقد تسفر الزيارة عن استئناف المفاوضات بين أبومازن ونتنياهو. ولكن التنازل الوحيد الذى يقدمه الأخير أنه قبل بمجرد الجلوس على طاولة واحدة مع الرئيس الفلسطينى، دون أن يجد سببا واحدا يضطره لأن يقدم له شيئا، وفى هذه الحالة سيكون العرب والمسلمون الحاضرون شهود زور ومجرد «كومبارس» يظهرون فى خلف المشهد العبثى”.
وتابع: “الحلف الذى يراد إقامته للتصدى لإيران والذى ستشارك فيه إسرائيل بدعوى مكافحة الإرهاب، لن يصبح غطاء آخر للتطبيع فحسب، ولكنه سيكون بمثابة تقنين وتأييد للصراع بين السنة والشيعة، الذى يدخلنا فى آتون فتنة تشغل كل طرف بالاخر وتستهلك موارده وطاقاته، كما أنها ستلهيه عن التوحش والتغول الإسرائيلى، بحيث يصبح نتنياهو وحده شرطى المنطقة وراعيها.. في الوقت الذي أصبحت مصر باتت خارج المعادلة، ذلك أنها إما غائبة أو مغيبة، وإذا صح ذلك فلا تسألنى بعد عن العالم العربى!”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …