‫الرئيسية‬ مقالات رؤية واقعية للحالة المصرية (1)
مقالات - يونيو 26, 2015

رؤية واقعية للحالة المصرية (1)

الحالة المصرية لا يجب أن ننظر إليها بمعزل عن ما يحدث فى المحيط الإقليمى والدولى، حيث المتغيرات الجذرية فى كل بلدان الربيع العربى، والتحالفات الدولية الأخرى التى ظهرت جليا فى التقارب الأمريكى الإيرانى، وهو الأمر الذي بات يفرض على القائمين على الحراك الثوري المناهض للانقلاب العسكري في الداخل والخارج وضع تلك المتغيرات في الحسبان والتعامل معها بالشكل الذي يخدم قضيتنا.

ومع كثرة المباردات وتزايد الأطروحات، تبقى الرؤية العامة للقائمين على الحراك المناهض للانقلاب تائهة، لا تعرف لها طريقا واضحا للوصول إلى غايتها، وهو الأمر الذي ربما ساهم بشكل أو بآخر في تأخر تحقيق الأهداف رغم وجود إنجازات على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، لذلك يجب على كافة الأطراف المعارضة للنظام العسكرى فى مصر أن تعلن عن رؤية واضحة للمستقبل الذى يبدو أنه غامض بالنسبة للكثيرين، وفي مقدمتهم القائمون على الحراك الثوري.

ومن خلال قراءتي للمشهد الراهن، أرى أن على معارضي النظام العسكري في مصر أن يحددوا بشكل واضح رؤيتهم المستقبلية في الملفات التسعة التي أذكرها هنا بالتفصيل، لعلها تكون مساهمة مني في وضع إطار عام وملامح واضحة لما ستكون عليه الأوضاع بعد سقوط وزوال الانقلاب.

أولا: يجب أن يتم وضع رؤية واضحة للتعامل مع المؤسسات الأمنية والمخابراتية؛ لأنه من الواضح ظهور العداء الصريح من القائمين على هذه المؤسسات للثورة، ولذلك يبقى السؤال: هل أعددنا لها رؤية للتعامل معها؟.

ثانيا: رؤية التعامل مع شركاء الوطن (النصارى)؛ لأننا سواء اتفقنا أو اختلفنا على دور الكنيسة الواضح والداعم للنظام العسكرى، إلا أنهم يظلون جزءا مهما من النسيج الوطني الذي لا يمكن إغفاله، وإن كنا جميعا قد تمنينا أن لو نأت القيادات الكنسية بنفسها عن الصراع السياسي، وأن يحتفظوا لأنفسهم بالدور الروحى للمحافظة على النسيج الوطنى الذي ساهموا فى تمزيقه بشكل كبير، والذي ربما سينعكس بشكل سلبي على الكنيسة، ولن يصب في صالحها على الإطلاق إذا ما استمر الصراع القائم حاليا على ما هو عليه.

ثالثا: يجب وضع رؤية واضحة للتعامل مع مؤسسة الأزهر، والذى شارك وبارك وجود النظام العسكرى وشرعن له بالفتاوى والأحكام، وكان له دور واضح في انقلاب ومشهد 3 يوليو، ومعه بالطبع وزارة الأوقاف، والتي باتت بوقا من أبواق الانقلاب العسكري الدموي.

رابعا: رؤية التعامل مع النظام العام فى مصر، وهنا أتساءل: هل قمنا بالدور المنوط بنا فى توضيح ضرر ما حدث لكافة شرائح المجتمع باختلاف طبقاته ومستوياته؟ أم لا زلنا نناصب جزءا كبيرا منه العداء، على اعتبار أن شرائح معينة كانوا شركاء أصليين فيما حدث؟ وما هى رؤيتنا لمعاجة الشرخ المجتمعى الحاصل؟ ومما لا شك فيه أن هناك قصورا فى هذا الاتجاه بشكل كبير.

خامسا: الرؤية فى التعامل مع رجال الدولة من رجال المال والأعمال، وسواء اتفقنا أو اختلفنا أيضا على دورهم المشئوم فى زعزعة استقرار الوطن وتردى أوضاعه، إلا أن الاقتصاد يجب أن يكون بمعزل عن المواءمات والمشاكل السياسية.

سادسا: الرؤية الواضحة فى التعامل مع الهيئات القضائية والشرطية، وهنا دعونا نعترف أننا نصير في هذه النقطة تحديدا دون أية ملامح رغم أهمية هاتين الفئتين، وأعتقد أن مناهضي الانقلاب في حاجة ماسة لوثيقة تصدر موجهة للقضاء والشرطة، توضح آليات التعامل المستقبلي معهم، وإن كنت أشك أن طريقا غير المصالحة سيجدي مع تلك الفئات.

سابعا: رؤيتكم فى تقسيم السلطة؟ وهنا نسأل: هل لا يزال مناهضو الانقلاب- تحديدا جماعة الإخوان المسلمين- يحملون شعار المشاركة لا المغالبة أم الاستئثار؟.

ثامنا: رؤية واضحة في سيناريوهات العودة للحكم، وآليات عودة الشرعية الدستورية، وحكم الرئيس مرسي من عدمه بعد سقوط الانقلاب، وهذه النقطة بالتحديد تحتاج إلى طرح خطوط واضحة وصريحة ويتم الإعلان عنها؛ لأن الغموض فيها سبب أساسي في تخوف العديد من القوى المناهضة للانقلاب في التحالف والتوحد مع باقي الفصائل المناهضة.

تاسعا: الرؤية التاسعة والأخيرة تتمثل في وضع استراتيجية عامة طويلة المدى حول ماذا نريد في تلك المرحلة، وإلى ماذا نسعى، وما هي نظرتنا للغرب وأمريكا، وما هو موقفنا من الدول الخليجية وباقي دول العالم، مع الأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات الدولية، وكما يقول أحد أصدقائي دائما: “إحنا محتاجين نلعب سياسة صح بدلا من أن نظل يلعب بنا نحن”!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …