المفتي يتهم “قطب” بالتطرف ثم يسرق خواطره !
وقع الدكتور شوقى علام مفتى مصر، فى سقطة مهنية وفضيحة علمية؛ حيث قام باقتباس صفحتين من كتاب “فى ظلال القرآن” لصاحبه سيد قطب، وألف منهما مقالا، ثم نسبه إلى نفسه، حول “التقوى” فى الصيام.
وعلى الرغم من أن المفتى أصدر العديد من الفتاوى التى تحرم السرقة العلمية والاقتباسات من نصوص الغير ونسبتها إلى السارق، فإنه نشر كلام “قطب” ونسبه إلى نفسه دون أية إشارة إليه، كما تقتضى الضوابط العلمية والمنهجية فى مثل هذه الحالة.
وبحسب مراقبين، فإن السرقة والاقتباس بالنص دون ذكر المصدر، أمر مجرم أخلاقيا ومهنيا وسط عموم الباحثين والكتاب، لكنها تصبح كارثة كبرى إن صدرت من “شخص” فى منصب دار الإفتاء المصرية، والذى يفترض أنه أكثر الناس تحريا للدقة فى مثل تلك الأمور، فضلا عن أن سرقته نصوصا من الشهيد “سيد قطب” يأتى بعد تصديقه على أحكام الإعدام بحق العديد من قيادات “الإخوان المسلمين” وهى الجماعة التى كان ينتمى إليها الراحل الشهيد سيد قطب، كما أن دار الإفتاء تتهم آراءه بالتطرف وتبنى العنف، وهو ما يكشف حجم التناقضات لدى مفتى الجمهورية.
وكان شوقى علام مفتى الجمهورية قد كتب مقالا بجريدة “اليوم السابع” أمس الثلاثاء، تحت عنوان: “نجحت لعلكم تتقون”، بدأه هكذا: “إن الله -سبحانه- يعلم أن التكليف بالعبادة أمر تحتاج النفس البشرية فيه إلى عون، ودفع لتنهض به وتستجيب إليه مهما يكن فيه من حكمة ونفع”.
والعبارة عند سيد قطب، من طبعة دار الشروق، صفحة رقم 168، كالتالي: “إن الله -سبحانه- يعلم أن التكليف أمر تحتاج النفس البشرية فيه إلى عون، ودفع واستجاشة لتنهض به وتستجيب له؛ مهما يكن فيه من حكمة ونفع، حتى تقتنع به، وتراض عليه”.
ثم أضاف المفتي: “ومن ثم يبدأ التكليف بالصوم بذلك النداء المحبب إلى المؤمنين، الذين يذكرهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم -بعد ندائهم ذلك النداء- أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله فى كل دين، وأن الغاية الأولى هى إعداد قلوبهم للتقوى، والشفافية والحساسية والخشية من الله، قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
والعبارة عند سيد قطب كالتالي: “ومن ثم يبدأ التكليف بذلك النداء الحبيب إلى المؤمنين، المذكر لهم بحقيقتهم الأصيلة؛ ثم يقرر لهم -بعد ندائهم ذلك النداء- أن الصوم فريضة قديمة على المؤمنين بالله فى كل دين، وأن الغاية الأولى هى إعداد قلوبهم للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله: “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
وتابع المفتى مقاله: “وهكذا تظهر الغاية الكبيرة من الصوم أنها التقوى، فالتقوى هى التى تستيقظ فى القلوب، وهى تؤدى هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثارا لرضاه”.
أما العبارة فى “فى ظلال القرآن”، فجاءت كالتالي: “وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم.. إنها التقوى.. فالتقوى هى التى تستيقظ فى القلوب، وهى تؤدى هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثارا لرضاه”.
وأضاف شوقى علام: “فالتقوى هى التى تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، والمخاطبون بالقرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها فى ميزانه”.
والعبارة لسيد قطب تقول: “والتقوى هى التى تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التى تهجس فى البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها فى ميزانه، فهى غاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفا وضيئا يتجهون إليه عن طريق الصيام..(لعلكم تتقون)”.
وهنا نلاحظ أن المفتى لم يترك التعبير الأخير لقطب دون اختلاس أيضا، لكنه أخر ترتيبه فى مقاله ليقول: “فالتقوى إذا غاية تتطلع إليها أرواح المؤمنين، وهذا الصوم أداة من أدواتها، وطريق موصل إليها، ومن ثم يرفعها السياق أمام عيونهم هدفا وضيئا يتجهون إليه عن طريق الصيام (لعلكم تتقون)”.
وفى مقطع آخر يقول المفتي: “ثم يبين الله لعباده أن الصوم أياما معدودات، فليس فريضة العمر وتكليف الدهر، ومع هذا أعفى من أدائه المرضى حتى يصحوا، والمسافرون حتى يقيموا، تيسيرا”.
أما العبارة فجاءت عند قطب على النحو التالي: “ثم يثنى بتقرير أن الصوم أيام معدودات، فليس فريضة العمر وتكليف الدهر.
ومع هذا، فقد أعفى من أدائه المرضى حتى يصحوا، والمسافرون حتى يقيموا، تحقيقا وتيسيرا”.
وإلى هنا يكون المفتي، قد اقتبس قرابة ثلاثة أرباع مقاله حرفيا من كتاب “فى ظلال القرآن”، لسيد قطب، إلا أنه آثر أن يأتى الاختلاف عن قطب فيما تبقى من مقاله، وهو قرابة الربع، وخصصه للحديث عن التقوى.
ومما جاء فيه قوله: “وقد ضمن الله – عز وجل – للمؤمنين بالتقوى ثلاثة أمور: الأمر الأول: أعطاهم نصيبين من رحمته: نصيبا فى الدنيا ونصيبا فى الآخرة، وقد يضاعف لهم نصيب الآخرة فيصير نصيبين، الأمر الثاني: أعطاهم نورا يمشون به فى الظلمات، الأمر الثالث: مغفرة ذنوبهم، وهذا غاية التيسير، فقد جعل سبحانه التقوى سببا لكل يسر، وترك التقوى سببا لكل عسر”.
ليست السرقة الأولى للمفتى !
ومن جهتهم، أشار نشطاء وصحف إلكترونية إلى أن ما فعله المفتى ليس الحالة الأولى له،
وأشارت صحيفة “المصريون” إلى أن المفتى اقتبس مقاله المنشور بصحيفة “الشروق”، بعنوان: “للصائم فرحتان”، من كتاب “إحياء علوم الدين” للإمام أبو حامد الغزالي، وأنه نقل جزءا كبيرا من مقاله بعنوان “الدين المعاملة – منهج الصحابة فى التيسير 2″، بتاريخ 17 إبريل 2015، الذى نشرته صحيفة “المساء”، من كتاب الدكتور عبد الله بن إبراهيم الطويل، بعنوان: “منهج التيسير المعاصر”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …