‫الرئيسية‬ منوعات غاب الإسلاميون في السجون فظهرت “موائد” الكنيسة
منوعات - يونيو 21, 2015

غاب الإسلاميون في السجون فظهرت “موائد” الكنيسة

مع دخول شهر رمضان الكريم، تتوجه أنظار العديد من الفقراء المصريين إلى ما يعرف بـ”موائد الرحمن الرمضانية”، إلا أن “رمضان” لم يأت هذا العام بما تشتهيه أنفس الفقراء، حيث رصد نشطاء ومغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي انخفاضا ملحوظا في أعداد الموائد بشكل عام.

وأرجع العديد من النشطاء أسباب هذا الانخفاض إلى قيام حكومات ما بعد الانقلاب العسكري في مصر بمصادرة وإغلاق مئات الجمعيات الإسلامية والمؤسسات الخيرية التي كانت تشرف عليها تيارات إسلامية مختلفة، أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، والتي بدورها كانت تشرف على إقامة تلك الموائد وتجهيز الشنط الرمضانية وغيرها من الأعمال الخيرية.

وكانت حكومة”حازم الببلاوي” قد أصدرت قرارا- عقب الانقلاب العسكري بأشهر قليلة- بتجميد 1033 جمعية خيرية بتهمة انتمائها أو تبعيتها للإخوان المسلمين.

وبحسب مراقبين، فإن تجميد أموال تلك الجمعيات الخيرية لم يكن السبب الوحيد الذي جعل الأنشطة الرمضانية تتقلص بشكل كبير من الشارع المصري، ويختلف عما سبقه من الأعوام، إلا أن اعتقال آلاف الشباب من الإسلاميين الذين كانوا يقومون بأعمال البر والخير طوال هذا الشهر أسهم بشكل أو في تجفيف منابع الأعمال الخيرية في العديد من محافظات الجمهورية طوال هذا الشهر الكريم.

الكنيسة تلعب دورا جديدا

وفي مقابل تراجع أعداد الموائد التي كانت تشرف عليها جمعيات إسلامية، رصد نشطاء ومغردون تزايدا في أعداد الموائد التي تقيمها بعض الكنائس المصرية وتحرص على إقامتها كل عام، إلا أن التوسع فيها لوحظ بشكل كبير خلال العام الجاري.

كما لوحظ حرص الكنائس المصرية على تصدير”أعمالها الخيرية” لوسائل الإعلام الخاصة والحكومية، وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة عن السر وراء ذلك، وحقيقة ما يتردد بشأن مساعي الكنائس المصرية باحتلال ولعب الدور الذي كانت تقوم به الجمعيات الخيرية الإسلامية.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، تداول النشطاء والمغردون عشرات من صور لموائد طعام تقيمها بعض الكنائس، وسط تباين في ردود الأفعال والتغريدات، بين من يتهم الكنيسة بمحاولة استغلال غياب التيار الإسلامي ولعب دور يفترض ألا تقوم به، وبين من يرى أن ذلك في إطار الوحدة الوطنية التي ينغبي أن يرسخ لها في نفوس المصريين.

موائد للنخب قبل الانتخابات

وفي الوقت الذي تحرص فيه الكنائس المصرية على إقامة موائد رمضانية لعوام الشعب المصري، لوحظ كذلك حرص الكنيسة على إقامة موائد خاصة للنخب السياسية وقيادات العمل الحزبي، وهو الأمر الذي يأتي بالتزامن مع الاستعدادات النهائية للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها بعد شهر رمضان الكريم.

وأعلن مجلس الحوار والعلاقات المسكونية، بالكنيسة الإنجيلية عزمه تنظيم إفطار رمضاني، يوم ٢٣ يونيو، بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، بحضور عدد من الشخصيات العامة بالمجتمع، ورجال الدولة، والدين الإسلامي والمسيحي، والفكر والفن والثقافة.

فيما أكدت الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة أنها ستقيم مائدة الرحمن، بمناسبة حلول شهر رمضان تحت عنوان “مائدة إفطار المحبة الوطنية”، بميدان سيمون بوليفار وعند مسجد عمر مكرم، ومن المقرر أن تنظم الكنيسة هذه المائدة في الجمعة والسبت من كل أسبوع في شهر رمضان.

وقال مصدر بقصر الدوبارة، إن هذه المائدة تأتي تعبيرًا عن المحبة الوطنية التي تربط أبناء الشعب المصري الواحد، مضيفًا أن المائدة تسع 200 فرد، فيما سيتم إقامة مائدة إفطار للشخصيات العامة والسياسية والدينية، بحضور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، القس أندرية زكى.

شباب الكنيسة محل شباب الإخوان

ولم يقتصر دور الكنيسة في إقامة الموائد الرمضاينة، لكن امتد الأمر إلى إعلان العديد من الشباب المسيحيين مشاركتهم في بعض الجمعيات الأهلية لإعداد شُنط رمضان، بجانب حملتهم لإفطار صائم، مثل توزيع الماء والتمر والعصير على المُسافرين على الطريق الزراعي ببنها، أو داخل المدينة ساعة آذان المغرب، وهي الأمور التي كانت مقتصرة لفترة زمنية على شباب التيارات الإسلامية الذين غيبتهم أسوار السجون والمعتقلات عن القيام بالأدوار التي اعتادو عليها.

وفي شبرا الخيمة، أعلنت كنيسة شبرا الخيمة عن إقامة مائدة الرحمن طوال شهر رمضان، فيقول أسقف الكنيسة الأنبا مرقس: إن الكنيسة هذا العام ستُقيم موائدها بجميع كنائسها، بشبرا الخيمة والخصوص، وسيقوم أبناؤها بإعداد الطعام، كما يُشارك بعض المسلمين بمساعدة الكنيسة بموائدها.

تناقضات الكنيسة في زمن الانقلاب

ويبدي محللون استغرابهم من السماح للكنيسة المصرية بلعب دورا سياسي وحزبي ومجتمعي بشكل منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013، في الوقت الذي تم حل وحظر أغلب الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، باستثناء حزب النور السلفي الموالي للسلطة.

وبينما يعتبر مراقبون أن ما تفعله الكنيسة حاليا هو تناقض في خطابها، الذي دعت إليه في دستور 2014 لحظر تأسيس أحزاب على أساس ديني، يرى آخرون أن الكنيسة بقيادة “تواضروس الثاني” تسعى جاهدة لحصد أكبر مكاسب سياسية ومادية ومجمتعية جراء دعمهم الشامل لعبد الفتاح السيسي منذ الانقلاب وحتى اليوم، وحشدهم الكبير له في مظاهرات 30 يونيو التي تم على إثرها وقع انقلاب 3 يوليو وأطيح بالرئيس محمد مرسي.

وفي تصريح سابق لـ”وراء الأحداث”، وصف د. حسام عقل، رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري، “قيام الكنيسة الأرثوذكسية بإعداد قوائم للمرشحين الأقباط لتقديمها للأحزاب والتحالفات الانتخابية”، بالتدخل الصريح في صميم اللعبة السياسية، ويعد تناقضا على الأقل بالمقارنة بالشعارات المعلنة من قبل الكنيسة والتي دعت فيها لفصل الدين عن السياسية”.

وحذر “عقل”- من خطورة ذلك؛ باعتباره يشكل نوعا من الممارسة السياسية والطائفية أيضا، بمعنى أنه زجٌّ وإدخال للعامل الديني مما يشعل المشهد في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …