أسر الشهداء والمعتقلين والمطاردين: “رمضان لم يجمعنا”

يعتبر شهر رمضان موسمًا لصلة الأرحام والتواد والتراحم بين أفراد العائلة، إلا أن هناك الآلاف من الأسر المصرية التى تفتقد أحد أفرادها أو أكثر خلال هذا الشهر الكريم، إما باعتقال أو بقتل أو بمطاردة.

ووفقا لتقرير حديث لمنظمة “هيومن رايتس مونيتر” نشرته الخميس الماضي، فإن أعداد المعتقلين السياسيين فى السجون المصرية وصلت إلى أكثر من 40 ألف معتقل، يعيشون فى أوضاع متردية، وسط تكدس الزنازين، والتى وصلت إلى 400% فى بعض أماكن الاحتجاز.

وأعلن عبد الفتاح السيسى عن الإفراج عن 165 شابا فقط من معتقلى الرأى بمناسبة الشهر الكريم، وهو ما يراه عدد من المراقبين مجرد محاولة للتنفيس عن غضب المواطنين، خاصة أن عدد المفرج عنهم لا يتناسب مع أعداد المعتقلين الضخمة.

المعتقلون وذووهم.. معاناة مركبة

وشهدت الأيام الأخيرة قبل قدوم الشهر الكريم ترديا كبيرا فى أوضاع المعتقلين السياسيين فى ظل تعنت إدارات السجون فى إدخال الزيارات من طعام وملابس وأدوية للمرضى، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يضاعف من معاناتهم.

أما ذوو المعتقلين، فرفعوا شعار “اللهم بلغنا رمضان من غير زنزانة ولا سجان”، وذلك أملا فى خلاصهم من آلالام فقد المعتقل ومعاناة الزيارات التى يقضون فيها يومًا كاملا فى ظل الحر والصيام، لينعموا فى النهاية بزيارة المعتقل لدقائق معدودة، قد يحرموا منها بسبب رفض إدارة السجن السماح لهم بالدخول.

ومن جانبها، أعلنت صفحة “لأجل المعتقلين” عن تدشين حملة توزيع شنط رمضان على أكبر عدد من المعتقلين من أجل تهنئتهم ومشاركتهم فرحة استقبال شهر الصيام، إضافة إلى تخفيف العبء على أسرهم، مشيرة إلى أنها ستعمل على إرسال الشنط إلى داخل الزنازين.

جواز إفطار المعتقل

ومن ناحية أخرى، أفتى الشيخ عصام تليمة، عضو المجلس العالمى لعلماء المسلمين، بجواز إفطار المعتقلين، الذين تعرضوا لأعمال شاقة أو تعذيب، فى نهار رمضان، مستشهدا بالفتوى الخاصة بجواز إفطار أصحاب المهن الشاقة.

وقال تليمة: إن صيام رمضان يتوقف على القدرة الجسدية والحاجة، فأصحاب المهن الشاقة ومن يتعرضون لعمل صعب يجوز لهم الإفطار، وعليهم إطعام مسكين أو فقير، مستشهدًا بقوله الله تعالى: “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”.

المطاردون محرومون من موائد أسرهم

ولا يختلف الحال كثيرًا لدى المطاردين، الذين يحرمون من الإفطار وسط أسرهم خوفا من المداهمات والاقتحامات الأمنية المستمرة، والتى لا تتوقف فى الشهر الكريم، بحثا عنهم، فيلجأوا إلى موائد الرحمن للتعويض عن “لمة” الأسرة.

طلاب الثانوية.. رمضان وامتحانات وسجن

ومن جهة أخرى، يعانى المئات من طلاب الثانوية العامة من صعوبات بالغة خلال الشهر الكريم الذى تستمر فيه امتحانات الثانوية العامة، حيث تجتمع على بعضهم مرارة السجن أو المطاردة والبعد عن ذويهم وصعوبة الامتحانات مع مشقة الصيام في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، فهناك ما يقرب من 200 طالب، يؤدون امتحاناتهم باللجان المركزية فى 6 سجون هى “القناطر الخيرية، وليمان طرة، وليمان 440 بوادى النطرون، وبرج العرب، وجمصة، وأسيوط”.

ذكريات أليمة لأسر الشهداء

ويأتى رمضان هذا العام مع حلول الذكرى الثانية للانقلاب العسكرى الذى سفك دماء الآلاف من المصريين المعارضين له، ما يعنى أن هناك الآلاف من الأسر التى ستفطر رمضانها الثانى أو الأول بدون أحد أفرادها الذين قتلوا برصاص الداخلية والجيش على مدار العامين الماضيين.