طالبة أكسفورد التي تنتظر الإعدام في مصر
لم تتوقع تلك الفتاة الرقيقة، التي تلقت تعليمها في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب وبالجامعة الأمريكية، أن تتعرض لهذا الاختبار القاسي في عمرها الصغير؛ حيث لم تتعد السنوات التي عاشتها سندس عاصم شلبي 28 عاما، إلا أنها أصبحت إحدى المحكوم عليهم بالإعدام، وفي انتظار رأي المفتي الذي غالبا لا يبدي اعتراضا على قرارات المحاكم في هذا الشأن.
ولم تتخيل دارسة السياسة في جامعة “أكسفورد” أن يوضع اسمها إلى جوار الرئيس الذي عملت منسقة للقاءاته مع وسائل الإعلام الأجنبية، في قضية واحدة، وأن يكون الحكم الذي يصدر ضدها هو إنهاء الحياة، التي تعتبر أنها لم تبدأ حتى الآن، وهي التي ربما لم تدخل قسم شرطة أو تعرف الفرق بين الجنحة والجناية.
وربما ما ضاعف من صدمة سندس، أن الحكم عليها صدر عقب سنوات قليلة من ثورة يناير التي ظنت مع ملايين الشباب في مثل عمرها أنها تمكنت من القضاء على القمع إلى الأبد، إلا أنها اكتشفت معهم أن الثورة ربما لم تبدأ حتى الآن.
تنتمي سندس إلى أسرة معروفة؛ حيث يتصدر والدها اتحاد الناشرين المصريين باعتباره رئيسا له، بعد أن ظل لسنوات طويلة يحصد أصوات هؤلاء الناشرين، بينما تعتبر والدتها الدكتورة منال أبو الحسن، أمينة المرأة بحزب “الحرية والعدالة”، أحد أبرز الوجوه النسائية في الحزب، وخاضت الانتخابات على قوائمه في الانتخابات البرلمانية، إضافة إلى أنها أستاذة بكلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر.
وتنفرد الفتاة – التي تتحدث الإنجليزية بطلاقة – بأنها الأولى في تاريخ الإخوان – منذ تأسيس الجماعة في 1928- التي تحصل على مثل هذا الحكم القاسي، إضافة إلى أنها الفتاة الوحيدة – أيضا- التي أحيلت أوراقها إلى المفتي في القضية التي عرفت إعلاميا بقضية “التخابر”.
وهي ناشطة وصحفية ومترجمة، حاصلة على ماجستير الصحافة والإعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وملتحقة بجامعة “أكسفورد” البريطانية لدراسة السياسة.
وكانت سندس تشغل قبل الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو 2013 عضوية لجنة العلاقات الخارجية بحزب “الحرية والعدالة”، واعتادت التحدث باسم جماعة الإخوان وحزبها في وسائل الإعلام الغربية، كما عملت منسقة لوسائل الإعلام الأجنبية بمكتب رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي .
تخرجت سندس من قسم اللغة الإنجليزية بآداب القاهرة، ثم حصلت على ماجستير في الإعلام والاتصالات من الجامعة الأمريكية بمصر، وكان موضوع بحثها “لجوء الشباب المصري إلى مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها مصدرا موثوقا للمعلومة بدلا من وسائل الإعلام التقليدية”.
وقد تابعت دراستها في لندن في إحدى كليات جامعة أوكسفورد، وهي مهتمة بالحوار بين الحضارات، وتنشط على مواقع التواصل الاجتماعي .
انضمت لفريق تحرير موقع جماعة الإخوان المسلمين الإلكتروني باللغة الانجليزية، عام 2009، وأصبحت مديرة له عام 2012، وشاركت في ثورة 25 يناير ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وقد مكنها إتقان الإنجليزية من المشاركة في مؤتمرات ولقاءات دولية إعلامية، وبرزت واحدةً من المتحدثين الرسميين باسم حزب “الحرية والعدالة”، وعدها البعض سفيرة جماعة الإخوان والحزب في الغرب.
وعقب صدور الحكم عليها، وجهت سندس عبر حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” رسالة باللغة الإنجليزية إلى العالم أكدت فيها “أنها سوف تلجأ إلى جميع القنوات القانونية المتاحة لدرء هذه الاتهامات الكاذبة، حتى وإن كان من الصعب الحصول على محاكمة عادلة في مصر في ظل الانقلاب العسكري، موضحة أن العالم الآن يدرك طبيعة هذه المحاكمات الهزلية عبر هذا النظام القضائي الذي فقد استقلاله ونزاهته، وأصبح أداة سياسية في أيدي النظام العسكري الذي ارتكب أسوأ الانتهاكات لحقوق الإنسان في تاريخ مصر”.
كما وصفت الحكم بـ”السخيف”، وأنه يستند إلى اتهامات زائفة وسياسية، ويفتقر كذلك إلى أساسيات الإجراءات القانونية المنصوص عليها في القانون المصري والدولي .
وطمأنت سندس الجميع بأنها في بريطانيا تدرس السياسة العامة بجامعة “أكسفورد” والتي بدأتها قبل عام، وأنها لا تخطط للعودة إلى مصر في الفترة الحالية.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …