‫الرئيسية‬ مقالات لا ندم.. فالمبادئ لا تتجزأ وبضدها تتميز الأشياء
مقالات - مايو 6, 2016

لا ندم.. فالمبادئ لا تتجزأ وبضدها تتميز الأشياء

– قال كثيرون خلال أزمة النقابة إن الإعلاميون هم أنفسهم الذين حرضوا وادعوا على الثوار ورقصوا على دمائهم.. فلماذا نتضامن معهم عندما شربوا اليوم من الكأس ذاته؟

– قال كثيرون إن ما يجري في نقابة الصحفيين لعبة محبوكة في إطار صراع الأجنحة داخل جبهة الانقلاب، لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد.. والتغطية على جريمة بيع الجزيرتين..

– قال كثيرون إن أحداث نقابة الصحفيين هي جزء من مشهد التغيير الذي يعده من استخدموا السيسي وأتوا به ليحقق أهدافًا معينة، ويرون أنه آن الأوان لتغييره من خلال فعاليات فئوية وشعبية تصدر شخصيات جديدة للمشهد، وتقصي الثوار المرابطين في الميادين منذ 3 سنوات من المشهد، وتصنع مشهدا جديدا بلا السيسي وبلا إخوان.. قالوا.. وقالوا.. وقالوا… ورأينا

– رأينا منذ بداية عهدنا بهذه المهنة كيف تم تشويهها، واستمالة الكثير من رموزها، بل صناعتهم على أعين أصحاب السلطة السياسية والمالية، بل لقوى خارجية أيضًا..

– رأينا استغلالًا لشباب وشابات الصحفيين برواتب زهيدة مقابل حلم التعيين في النقابة، بينما يتمتع السادة من كبار الصحفيين برواتب وأرباح خيالية في ظل طاعة السلطة السياسية..

– رأينا رؤساء تحرير صحف قومية تكتب المقالات والروايات باسمهم ويحصدون الجوائز، بينما هم لا يجيدون كتابة فقرة منضبطة.. ويسرقون جهود المبدعين المجهولين..

– رأينا كيف يدفع الشرفاء في هذه المهنة الثمن ويبقون دائما خلف الكواليس، بينما من يتلقون تقاريرهم ويستقون أخبارهم من مكاتب أمن الدولة والمخابرات تفتح لهم الشاشات وتخصص لهم البرامج.. رغم الغثاء الذي يقدمونه..

– رأينا زوجات وأبناء الزملاء المعتقلين من الصحفيين يخرجن من بيوتهن منذ الواحدة مساء ليصلن إلى أبواب السجون والمعتقلات في الثالثة فجرًا ويقفن هناك بالساعات يتعرضن للتضييق والإهانات ليظفرن بنظرة أو كلمة من زوج أسير في قبضة الانقلاب.. قلما تتاح لهن الفرصة ليحظين بها.. بينما تأبى نقابة الحرية أن تتحمل على جدرانها صورًا وكلمات بحق هؤلاء الأبطال فيقوم العمال ورجال الأمن بأمر من الإدارة بنزع الملصقات خلال وقفة احتجاجية لأسر الصحفيين المعتقلين داخل نقابتهم..

– وأخيرًا رأينا كما رأى الجميع البيان المخزي لمجلس النقابة أمس، الذي ينتقد حرية تداول المعلومات والتغطية الإعلامية داخل نقابة الحرية والتعبير، الذي يتهم زملاء له مطاردين يساندون قضية مهنتهم بـ”الإرهاب” كأنه يتحدث بلسان وزارة الداخلية، بدلا من أن يدافع عن حقهم في العودة لأوطانهم وممارسة عملهم في وطن آمن..

والحقيقة أن هذا البيان المخزي لا يصدمني.. فطريقة اختيار مجلس النقابة والنقيب معروفة منذ زمن لكل أرباب المهنة، وأداؤهم كذلك (عدا استثناءات قليلة معروفة كذلك لأرباب المهنة).

نعم.. قال الكثيرون تحليلات وأفكار.. ورأينا وقائع لواقع مرير.. ولكن؟! – من قال إن المبادئ تتجزأ؟.. نطالب بالحرية للجميع وندافع عمن ظلمنا يومًا إذا ظلم اليوم.. فهذه مبادؤنا وأخلاقنا وديننا.. لا نصنف الناس بين من يستحق الدفاع عن حريته ومن لا يستحق وفقا لأيديولوجيته أو دينه أو عرقه أو مهنة أو مستوى اجتماعي.

– من قال إن هذا المجلس أو هؤلاء “الأذرع” الإعلامية هم صحفيو مصر.. فوالله وإن لم يبقَ في بلاط صاحبة الجلالة سوى قلم واحد يؤمن بحريته وبقيمة وشرف مهنته لكان هو رمزًا لصحافة وصحفيي مصر.. ولو كان وحده.. وسواه غثاء يذهب كالزبد ولو كان بالآلاف..

– من قال إن هؤلاء الذين يقبلون أن يبقى 100 من زملائهم خلف القضبان وأضعافهم مطاردين لمجرد اختلافهم معهم أيديولجيا يمثلون روح الجماعة الصحفية؟!.. هؤلاء سيبقون قلة ولو ظنوا غير ذلك.. وسيبقى أولئك الذين تجمعهم حرية الكلمة وشرف المهنة وإن اختلفت أيديولوجيتهم ومواقفهم السياسية هم عصب الجماعة الصحفية وعمودها الفقري..

– من قال إن دفاعنا عن حرية زملائنا وشرف مهنتنا هو دعم لإدارة أو يعد تغاضيا عن ممارسة منحطة تمت في وقت محنة وقسمت الوطن؟!.. كلا والله.. ندافع عن المبادئ لا عن الأشخاص.. ونتوحد في الوقت الذي يستدعي الوحدة.. ونحاسب المخطئ في وقت الحساب.. ولكل وقت ضرورته.. والتعميم آفة نسأل الله أن يعافينا منها..

القول الأخير.. لم نكن نعول على مجلس النقابة لنشعر أنه خذلنا ببيانه المخزي.. فيكفي أن بيانه الأول تضمن استهجانا لاقتحام النقابة دون أن يذكر اسميّ الزميلين الذين تم اعتقالها من داخل النقابة (عمرو بدر ومحمود السقا).. وكأن الجدران أهم من الإنسان.. ندافع عن حرية زملائنا.. وإن خالفونا الرأي أو الموقف.. وعن شرف مهنتنا.. وإن استهان بها البعض واستغلها لتقسيم الوطن والتفرقة بين أبنائه.. وسأستمر في ذلك غير نادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …