‫الرئيسية‬ مقالات قراءة لمقالات علاء الأسواني.. داس على المبادئ ووقع في الفخ
مقالات - نوفمبر 12, 2015

قراءة لمقالات علاء الأسواني.. داس على المبادئ ووقع في الفخ

أكد الباحث السياسي علاء بيومي أن الكاتب الروائي علاء الأسواني داس على مبادئ الديمقراطية وتخلى عنها كما وقع في فخ “الكراهية” ضد الإخوان والإسلاميين.

جاء ذلك في مقال للباحث، اليوم الخميس، على صحيفة “العربي الجديد” اللندنية تحت عنوان “علاء الأسواني وفخ الكراهية”.

قراءة نقدية لمقالات الأسواني
وفي مقاله عمد بيومي إلى قراءة نقدية وصفها بغير المتحزبة لمقالات الأسواني، خصوصا تلك التي كتبها قبل الانقلاب مباشرة في 30 يونيو 2013 والشهور التالية، التي كان همه الوحيد فيها هو بث روح الكراهية ضد الإخوان، والتأكيد على أن 30 يونيو ثورة وليست انقلابًا على الديمقراطية والرئيس المنتخب.

يقول بيومي: «هذه السطور قراءة نقدية غير حزبية في مقالات الروائي المصري علاء الأسواني في العام التالي للانقلاب، وهو الكاتب الشهير الذي يقرأ له ويتابع كتاباته مئات الآلاف، وربما الملايين، ولا يُنسى أنه يوقع مقالاته بشعار “الديمقراطية هي الحل”».

ويتحدث بيومي عن المعايير والضوابط التى وضعها لنفسه في قراءته النقدية لمقالات الأسواني، مضيفا «هنا قراءة نقدية في مقالاته، وفقا لمعايير الديمقراطية والحريات التي يرفعها الأسواني دائما، خصوصًا من يونيو/حزيران 2013 وحتى يونيو/حزيران 2014، الفترة التي شهدت الانقلاب العسكري على تجربة الحكم الديمقراطي في مصر، معتمدين أساساً على مقالات الأسواني في صحيفة “المصري اليوم” المصرية».
خصومة الأسواني للإخوان أوقعته في مزالق خطيرة
ويؤكد الباحث أنه من «الواضح من مراجعة تلك المقالات أن خصومة الأسواني السياسية مع “الإخوان المسلمين” والسلفيين أوقعته في مزالق خطيرة، في العام التالي للانقلاب العسكري، في مقدمتها دعم دستور لجنة الخمسين، على الرغم من رفضه مادة المحاكمات العسكرية، ومشاركة الأسواني في انتخابات الرئاسة التي جاءت بقائد الانقلاب العسكري رئيساً، على الرغم من أن الأسواني كان يراها غير ديمقراطية.

ففي 19 مايو/آيار 2014 كتب الأسواني في مقاله “ملاحظات على العرس الديمقراطي …!”: “بسبب الانتخابات غير الديمقراطية، وعودة الدولة القمعية والتشويه الإعلامي المستمر لشباب الثورة، واتهامهم بالخيانة وإلقائهم في السجون، قرر كثيرون منهم أن يقاطعوا الانتخابات أو يبطلوا أصواتهم.. مع احترامي لهذا الموقف فأنا أختلف معه.. أولاً، لأن إقبالنا على التصويت في هذه الانتخابات، بغض النظر عن مدى ديمقراطيتها، سيكون رسالة واضحة بأن ما حدث في 30 يونيو موجة ثورية، تمثل إرادة الشعب، وليس انقلابًا عسكريًّا، كما يروج الإخوان”».

ويعلق بيومي: «وهكذا يبدو أن خلاف الأسواني السياسي مع “الإخوان” أوقعه في فخ التناقض مع مبادئه، والحشد لمواقفه، بغض النظر عن المبادئ التي تقوم عليها، ونركز في هذا المقال على أحد المزالق التي وقع فيها الأسواني، بسبب خصومته مع “الإخوان”، وهو فخ ترويج الكراهية».

بث روح الكراهية والعنصرية
ويمضي الباحث قائلا «على الرغم من أن التعبير عن الكراهية أمر سلبي للغاية ومرفوض، ولا يليق بروائي معروف، كالأسواني، لما يترتب عليها من تبعات خطيرة، نجد أن الأسواني يستخدم لفظ الكراهية ضد “الإخوان” صريحًا، في مقاله “كيف للرئيس أن ينام؟” في 17 يونيو/حزيران 2013 حيث كتب: “الشعب أصبح يكرهك يا مرسي، ويكره الإخوان، الشعب اكتشف حقيقتكم يا تجار الدين”، بل ينخرط الأسواني في التمييز والوصم والتشويه في حق جماعة الإخوان المسلمين، وأعضائها بشكل صريح أيضًا؛ حيث كتب في 24 يونيو/حزيران في مقاله “انفجروا.. أو موتوا”: “الإخوان ليسوا حزبًا سياسيًّا ولا حتى جماعة دعوية، وإنما هم طائفة دينية سرية فاشية، تربى أبناءها على التعصب والإحساس بالتفوق على الآخرين واحتقارهم، والاستهانة بحقوقهم، ومن ثم، يكونون على استعداد لارتكاب كل الجرائم، بدءًا من الكذب والحنث بالعهود حتى القتل، كل شيء مباح لديهم، ما دام يحقق مصلحة الجماعة”».

ويستنكر بيومي هذه الروح العنصرية لدى الأسواني «هكذا، يرتكب الأسواني أكثر من خطأ، لا يليق بكاتب معروف، يؤمن بالمنطق الديمقراطي».. مشددا «لم يكن “الإخوان” وحقوقهم وحرياتهم الضحية الوحيدة لمنطق الأسواني القبلي، وكراهيته لهم، فالضحية الرئيسية الأخرى كانت الديمقراطية نفسها” القائم على الحقوق والحريات الفردية والجماعية، فهو يصِم أعضاء جماعة كاملة قد يقدرون بمئات الآلاف بالكذب، و”الاستعداد لارتكاب كل الجرائم”، ويصفهم بالفاشية، على الرغم من أن الفاشية ظاهرة سياسية ترتبط بظروف تاريخية خاصة، تختلف كثيرا عن ظروف بلادنا».

موقف الأسواني من قرية دلجا
ويستدل بيومي على  عنصرية الأسواني بما ذكره الكاتب بقوله «للأسف، كراهية الأسواني الصريحة “للإخوان المسلمين” قادته إلى مزالق أخطر تعد نموذجًا لتبعات خطاب الكراهية المعروفة في العالم، ففي 16 سبتمبر/أيلول 2013، جاء في مقاله “من يعرف إسكندر طوس؟” على أحداث عنف طائفية وقعت خلال تلك الفترة في قرية دلجا، وكتب: “سكان قرية دلجا 120 ألفًا، يبلغ عدد المسيحيين 20 ألفا والباقون مسلمون، وهم ليسوا مسلمين عاديين، وإنما معظمهم من أنصار الإخوان المسلمين، كانوا يؤمنون بأن محمد مرسي هو الخليفة المنتظر.. أنصار الإخوان في دلجا جميعا مسلحون، بمن فيهم النساء وأحيانا الأطفال”».

ويدين بيومي هذه الاتهامات الجزافية من الكراهية والتمييز «هكذا تحول الأسواني لمحقق وشرطي وقاض، بل وصل الأمر به إلى اتهام نساء قرية كاملة، وأحيانا أطفالها، بأنهم “مسلحون”».

مذبحة رابعة ودفاع الأسواني عن الأجهزة الأمنية
كما يستشهد الكاتب بما كتبه الأسواني يوم 19 أغسطس/آب 2014، بعد مذبحة ميدان رابعة العدوية التي وصفتها منظمة هيومان رايتس واتش بأنها قد تكون أكبر جرائم القتل الجماعي في تاريخ مِصْر الحديث، وقد ترتقي إلى جريمة ضد الإنسانية؛ حيث كتب الأسواني في مقال “من يخذل مِصْر؟”: “فقط نذكر أن الإخوان رفضوا كل الحلول السياسية التي قدمت إليهم، ورفضوا الإنذارات المتكررة لفض الاعتصام، ورفضوا الخروج في الممرات الآمنة التي وفرتها الشرطة لهم، كما أنهم بدءوا بإطلاق النار على رجال الشرطة، فسقط منهم أربعة شهداء، قبل أن يقوم زملاؤهم بتبادل النيران مع المعتصمين المسلحين، إذا كانت الشرطة قد استعملت القوة المسرفة، ما زاد من عدد الضحايا، فلا بد من محاكمة الضباط المسئولين عن ذلك، لكننا، في النهاية، لسنا أمام جريمة قتل للمتظاهرين السلميين، كما حدث في ثورة يناير، وإنما نحن بصدد مواجهة بين الدولة وإرهابيين مسلحين، يسقط فيها ضحايا من الطرفين، وتكون المسئولية الأولى على عاتق من رفع السلاح في وجه الدولة”.

ويعلق الباحث بقوله «هكذا تحول الأسواني لمحقق في حادثة كبرى، هي بمثابة مذبحة لم يكن قد مرّت عليها أيام، حادثة قتل فيها مئات المصريين. فورًا، أدرك الأسواني أن “الإخوان” هم من رفعوا السلاح أولا، وصدّق تمامًا الرواية الأمنية، وقدم تبريرات لما حدث، وألقى بالمسئولية على الضحايا أنفسهم. لذا، لم يكن مستغربًا أن يرحب الأسواني بجهود السلطات الحاكمة في التغطية على الانتهاكات التي حدثت، وفقًا لمعايير حقوقية وتقارير منظمات حقوقية دولية، يستشهد بها الأسواني في مقالاته؛ حيث كتب في مقاله في 26 أغسطس/آب 2013 “أخطاء فادحة وسط المعركة”: “كنا نتوقع من الحكومة المصرية أن تنشط إعلاميًّا، لكي تقدم حقيقة ما يحدث في مِصْر إلى ملايين الغربيين. ولكن، للأسف باستثناء المؤتمر الصحفي الناجح الذي عقده الدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس، فإن الأنشطة الإعلامية التي قدمتها الحكومة لم ترق إلى الأداء المطلوب، في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ مصر”.

الديمقراطية إحدى ضحايا عنصرية الأسواني
ويؤكد بيومي أن “الإخوان” وحقوقهم وحرياتهم لم يكونوا الضحية الوحيدة لمنطق الأسواني القبلي، وكراهيته لهم، فالضحية الرئيسية الأخرى كانت الديمقراطية نفسها، فصراع الأسواني مع “الإخوان” جعله ينسى كثيرًا من مبادئ الديمقراطية، وخبرة الثورة المصرية، ففي 8 يوليو/حزيران 2013، أو بعد أيام قليلة من الانقلاب العسكري، كتب الأسواني في مقاله “ملاحظات صريحة على مشهد رائع”: “تغيرت قيادة الجيش، وأثبتت لنا القيادة الجديدة أن حرصها على مصلحة الوطن أكبر من مراعاتها الضغوط الدولية، أو تواؤمها مع جماعة الإخوان، كما أن جهاز الشرطة قد استوعب درس الثورة، ورفض آلاف الضباط أن يتم استعمالهم مرة أخرى لحماية نظام استبدادي، توحدت أجهزة الدولة جميعًا مع الشعب، لتنفيذ عملية تحرير مصر من الإخوان.. الجيش غير راغب في الحكم، وقد ساند الشعب لتحقيق إرادته بدافع وطني خالص”.

كيف يمكن حماية المثقف من الانزلاق نحو العنصرية والكراهية؟
ويختم بيومي «استمر علاء الأسواني في دفاعه عن النظام الجديد شهورًا، للتأكد من هزيمة “الإخوان المسلمين”، وإحباط منطقهم ومساعيهم، وإنجاح مسار يرى الأسواني أنه يحقق أهداف الثورة والديمقراطية، لم تتوافر فيه ضمانات أساسية للتحول الديمقراطي، كما حذرت أصوات داخلية وخارجية كثيرة لم ينصت لها الأسواني في ظل صراعه السياسي مع الإخوان والسلفيين، حتى تبين له نفسه تباعًا أن شيئًا لم يتغير.. ويبقى السؤال: كيف وقع مثقف مؤثر كالأسواني في كل تلك الأخطاء؟ وكيف يمكن حماية المثقف من الوقوع في مزالق خطيرة، بسبب الصراع السياسي؟!».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …