محمود شحاتة.. ضحية الاعتقال العشوائي
في الوقت الذي تمتلئ فيه سجون الإنقلاب بعشرات آلاف الضحايا من الرافضين للإنقلاب العسكري، إلا أن من بين هذه الآلاف حالات “اتاخدت في الرجلين”، لا هم مع أو ضد الإنقلاب، ولكنهم اعتقدوا أن كونهم “في حالهم” لن يضرهم كيد “داخلية” الإنقلاب أو المواطنين الشرفاء شيئا.
ومن هؤلاء الشاب محمود شحاته، الطالب بكلية الزراعة، والمحكوم ب7 سنوات مشدد، بل ويقضي سجنه بمعتقل وادي النطرون، وعبر عن “محمود” زملائه أنه شاب مصري طموح محدش يعرفه، في يوم كان خارج من كليته (الزراعة) رايح معامل الكلية، كان فيه مظاهرة طلبة، اعتقل عشوائي وكمل سنتين من شهور، وحكم عليه بالسجن.
وأعاد عدد من النشطاء فتح ملف محمود شحاته، تحت شعار “يارب حرية لكل المظاليم”، و”هانفضل فاكرينكم”، و”الشباب فين”، بعد أن قضى محمود شحاته في أكتوبر الماضي، عامين من ال7 سنوات التي قضى بها أحد أبرز رموز “الشموخ” المستشار ناجي شحاته، واقتراب موعد النقض في القضية.
اختفاء قسري
وتم القبض على محمود يوم 28 أكتوبر 2014، أثناء خروجه من المزرعة التابعة لكليته (كلية الزراعة) بعد انتهاؤه من حضور “سيكشن العملي” بالتزامن مع فض الداخلية لاحدى المسيرات، حيث قام المواطنين الشرفاء “البلطجية” بالقبض عليه والاعتداء عليه بالضرب وتسليمه لقوات الامن ظناً منهم بانه احد افراد المسيرة، وهو ما أكدته شهادة ظابط القسم لاحقاً حيث اشار الي انه لا يعرف محمود وان الاهالي من قاموا بتسليمه للقوات الامن التابعة للقسم.
وأوضح النشطاء أن محمود تعرض للإختفاء القسري، وأنه بالبحث عنه فى أقسام الشرطة المحيطة بالجامعة لم يتم العثور عليه فى يوم الاول، رغم وجوده وهو ما انكره القسم، فى صباح اليوم التالي تم عرض محمود على النيابة وكانت به آثار اعتداء واضحة على وجهه وأنحاء متفرقة بالجسد، وتم طلب اثباتها فى محضر النيابة ولكن دون جدوى.
تقرير “الوطني”
نتيجة العرض علي النيابة كانت التأجيل للغد انتظاراً لتقرير أمن الدولة والذي لم يذكر فيه اسم محمود من بعيد أو قريب، بحسب أصدقاء محمود.
وعلى الرغم من تقرير الامن الوطنى تم تجديد الحبس لمحمود 15 يوماً، بعد اتهامه بخرق قانون التظاهر والتجمهر وقطع الطريق وترويع المواطنين والبلطجة.
وصدر الحكم على محمود بالسجن المشدد 7 سنوات ليتم ترحيله الي سجن وادى النطرون 440 الصحراوي لتنفيذ مدة عقوبته، لندرك جميعاً ان هذا السجن هو المعني الحقيقي والفعلي لكلمة “سجن”.
وادي النطرون
تقول أسرة محمود أن سجن وادي النطرون هو سجن سئ السمعة وأننا لامسنا ذلك بأنفسنا، فأغلبية محتويات الزيارة التي نقوم بتحضرها لمحمود من كتب ومجلات وأدوات نظافة وبعض أنواع الفاكهة والمأكولات جميعاً يتم رفضها، أيضاً التريض فيه ساعتين يومياً فى الممرات الدخلية بين الزنانين، فعاد محمود مجدداَ لا يري الشمس، بالإضافة الي مشكلة المياة فعلي الرغم من انها غير صالحة للشرب الا ان إدارة السجن تسمح بها 3 ساعات يومياً فقط في اليوم.
يذكر أنه خلال عامين كاملين داخل السجن، لم يستطع محمود استكمال دراسته المتبقي منها عام ونصف فقط، على الرغم من استخراج جميع الاوراق الخاصة بامتحانه فى السجن إلا ان كليته رفضت بحجة انه “تجاوز نسبة الغياب” الامر الذي لم نجد له تفسيراً حتي الان، كيف يستطيع محمود حضور المحاضرات وهو مسجون!
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …