“خنساء جديدة في ديرب” قصة أم اعتقل الانقلاب أبناءها الأربعة

تضرب أمهات مصر مثالا مستمرا على الصبر والمثابرة والصمود ، سواء من ناحية المشاركة في الحراك الثوري ، أو حث الأزواج والأبناء على المشاركة في الثورة التي انطلقت في 2011 ولم تنته حتى الآن .

لم يتوقفن لحظة عن الدفع بأبنائهن في أتون الثورة ، ولم يجزعن حين يتم نعي أبنائهن إليهن ، مشددات على أن الدين يستحق التضحية ، كما يستحق الوطن التضحية حتى بالروح .

ومن هؤلاء الصابرات “أم محمودالعطار” التي قدمت للثورة أربعة أبناء ، كلهم معتقلون ، غيبهم الانقلاب داخل ظلمات السجون ، غير عايئين بأنهم يستنزفون روحها شيئا فشيئا مع كل اعتقال لأحد أبنائها.

وتبدي أم آل العطار ، كما يطلق عليها نشطاء مواقع التواصل الذين يعرفون حكايتها ، قلقها من تعرض أبنائها للتصفية الجسدية في سجون الانقلاب التي لا يعرف أحد ماذا يحدث فيها بالتحديد من انتهاكات جسيمة للمعتقلين الذين تم اختطافهم من بيوتهم أو الشارع ليعيشوا بلا هوا أو شمس أو حرية لأيام أو شهور أو سنوات .

وتصرخ “أم آل العطار” قائلة :”ابني الرابع أخدوه وهو مسافر ، خايفه عليه ليقتلوه ، ولادي حبايبي .. الأربعة ضاعوا .. بالله عليكم اعملوا أي حاجة .. البيت ما عدش فيه حد” .

محمود .. ابنها تم اعتقاله يوم الخميس الماضي ، أثناء سفره لأسوان، وتم إخفاؤه قسريا لمدة ثلاثة أيام ، وبعد التعذيب الشديد تم ضمه إلى قضية ملفقة “حرق مركز شرطة ديرب نجم” .

ابنها الأول “عبد الله” تم اعتقاله منذ فترة ، وهو الآن محتجز بمركز شرطة ديرب ، أما الابن الثاني”محمد” فقد تم إخفاؤه قسريا لمدة 36 يوما ، وبعد التعذيب الشديد تم ضمه إلى قضية ملفقة ، وهو محتجز في سجن طره .

أما الابن الثالث “أحمد” فقد تم اعتقاله في ليلة عيد الأضحي ، ومعه السيارة التي كان يعمل عليها ليعول الأسرة، وتم إخفاؤه يوما ، وهو الآن بمركز شرطة ديرب نجم .

يذكر أن والد الأبناء الأربعة ، فهو مريض ، ويحتاج للرعاية الصحية الفائقة ، وتقوم زوجته الصابرة بالاستعانة بالجيران حين يتم نقله إلى الأطباء للعلاج .