‫الرئيسية‬ منوعات «البايرن» و«الملكي» يلحقان بقطار الإنسانية.. واللاجئون السوريون يفضحون تواطؤ العرب
منوعات - سبتمبر 5, 2015

«البايرن» و«الملكي» يلحقان بقطار الإنسانية.. واللاجئون السوريون يفضحون تواطؤ العرب

فى الوقت الذى اكتفت الشعوب العربية بالتباكي على الواقع المأساوي فى سوريا، ومحاولات إدعاء الإنسانية على وقع صور الطفل الشهيد عدلان كردي التي أسقطت آخر أوراق التوت عن عورات القابعين على رأس السلطة فى البلدان الإسلامية، اتخذت أوروبا خطوات جادة من أجل إنقاذ اللاجئين السوريين والفارين من جحيم براميل بشار إلى أمواج البحر المتوسط.

أوروبا لم توصد أبوابها فى وجه القادمين من بلاد الشام، مدعومة بحراك شعبي هادر، تجسد فى محطات القطار وموانئ أكثر العواصم الغربية فى فيينا وبرن وبرلين، من أجل استقبال الهاربين من آلة القتل الطائفية التى تدور بأقصي طاقاتها فى سوريا لتحصد الأرواح دون تفريق بين طفل أو شيخ وتحيل الأرض إلى جحيم.

وفى محاولة لحث الحكومات على التحرك على نحو متسارع لإنقاذ اللاجئين من الغرق فى أعماق البحر المتوسط والفرار من الموت إلى الموت، والتأكيد فى الوقت نفسه على ترحيبها بالوافدين من الشرق الأوسط، استغلت جماهير أندية الدوري الألماني مباريات “البوندزليجا” –ذات المشاهدة العالية- من أجل توصيل رسالتها واضحة إلى الحكومة الألمانية لتقديم الإغاثة العاجلة للسوريين.

ومع مشاهد جثث الأطفال الطافية على سواحل شرق أوروبا، واعتقال الأب أمام صراخ أبناءه، ومحاولة الشاب السوري حماية أبناءه من ملاحقات الشرطة المجرية، طالبت الأندية الألمانية المستشارة أنجيلا ميركل نجدة اللاجئين ونصرة من خذلهم المسلمين وإيواء من تخلي عنهم العرب، وبالمثل فعلت الجماهير النمساوية والسويدية، لتجبر الحكومات الأوروبية على إصدار قرارات تمنح السوريين فرصة النجاة من الواقع الدامي فى الشام.

 

مبادرة البايرن

لم يغب نادي بايرن ميونيخ –أحد أشهر الأندية فى القارة العجوز- عن المشهد، وقرر المساهمة فى دعم اللاجئين عبر مبادرة شاملة تهدف إلى حث جماهيره على وجه الخصوص وسائر أنصار الأندية الأوروبية بشكل عام، على التبرع للضيوف، بالإضافة إلى إقامة معسكرات لتعليمهم اللغة الألمانية، وتوفير سبل عيش أدمية لـ”الأشقاء” السوريين.

وقرر الفريق البافاري التحرك على نحوة متسارع من أجل جمع مليون يورو تمثل حصيلة خوض مباراة ودية يتم تخصيصها بالكامل للمساعدة فى تخفيف معاناة اللاجئين السوريين، مع إقامة معسكر تدريبى لتنظيم دورات فى اللغة الالمانية يتضمن تقديم وجبات غذائية وأدوات كروية مجانية ومكان إقامة لائق .

لاعبو البايرن تفاعلوا مع إدارة ناديهم –بحسب وسائل الإعلام الألمانية- وقرروا دخول أرض الملعب فى مباراتهم القادمة أمام فريق أوجسبورج على ملعب إليانز أرينا، فى الثانى عشر من الشهر الحالى، وكل لاعب يمسك بيده طفل صغير من أبناء اللاجئين من أجل تعويضهم عن المعاناة التى لاقوها فى سبيل فى سبيل العبور إلى الآمان والمساهمة فى دمج الأطفال سريعا فى المجتمع الألمانى .

من جانبه، أكد كارل هاينز رومينجه -رئيس نادي بايرن ميونيخ- مساء الخميس: “إن النادي البافاري يرى أنه من الضروري تحمل مسئولية اجتماعية، تتمثل فى ضرورة مساعدة اللاجئين والمحتاجين من الرجال والنساء والأطفال والعمل على دمجهم فى ألمانيا وإزالة الحواجز النفسية فى البلد الغربي”.

 

توأمة «الأهلي»

الأهلي المصري تلقف المبادرة البافارية لإقامة مباراة خيرية لصالح اللاجئين، وحاول الدخول على الخط فى محاولة متأخرة لنصرة الأشقاء، حيث يدرس مجلس إدارة النادى الأهلى لعب مباراة ودية مع فريق بايرن ميونخ فى ألمانيا يًخصص دخلها لصالح اللاجئين السوريين فى مصر.

ويسعي نادي القرن الإفريقي لاستغلال التوأمة التى تربطه بالنادي الألماني، للتواصل مع مسئولى النادى البافاري لتحديد إمكانية إقامة المباراة، خاصة وأن إدارة النادي تري أن هذا التوجه يمثل واجبا قوميا والتزاما أخلاقيا تجاه النادي الأكبر عربيا والمصنف ضمن أندية الصفوة عالميا.

ويري مجلس إدارة الأهلي –بحسب “اليوم السابع”- أن المباراة تبقي مقدمة لسلسلة من الخطوات التى يرغب النادي المصري فى تبنيها لدعم الأشقاء السوريين، باعتبار أن هذا الدور يفتح الباب للعديد من المشاركات التى ستجلب تأييداً دولياً لقضية اللاجئين السوريين، و ليس فقط الدعم المالى.

 

الملكي يتحرك

نادي ريال مدريد الإسباني بدوره قرر اللحاق بركب الإنسانية الذى ضل طريقه إلى البلدان العربية، حيث أعلن النادي الملكي التبرع بمبلغ مليون يورو لإعانة اللاجئين فى إسبانيا، مشيرا إلى أنه يبحث سبل تقديم المزيد من المعونات من أجل رفع المعاناة عن الضيوف والمساهمة فى حل الأزمة.

وأوضح نادي العاصمة الإسبانية -فى بيان رسمى نشر على موقعه على الإنترنت- أن فلورنتينو بيريز رئيس البلانكو، تحدث هاتفيا مع ماريانو راخوى، رئيس الحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة وبحث إمكانية تعاون النادى لرعاية اللاجئين.

وأشار البيان إلى أن النادى يدرس مختلف المبادرات والخطوات مع التركيز بشكل خاص على اللاجئين الصغار، ويضع كافة منشآته الرياضية تحت تصرف اللجنة التنفيذية المختصة بشؤون اللاجئين.

 

“تيفو” اللاجئين

وبين المشهد المتخاذل فى الشرق والإنساني فى الغرب، قدمت جماهير الأندية الألمانية لفتة رائعة بحق اللاجئين السوريين، برفع لافتات أثناء مباريات الجولة الماضية من الدوري الممتاز تحمل عبارة “مرحبا باللاجئين”، مع ترديد الهتافات التي تؤكد على دعمهم موقف برلين فى التعامل مع القادمين من سوريا.

روابط مشجعين فريق بروسيا دورتموند حرصت على رفع “تيفو” ظهرت من خلاله لافتات، كتب عليها “مرحباً باللاجئين”، ترحيباً باللاجئين السوريين، الذين وصل عدد كبير منهم بحراً بعد رحلة مرعبة قضت على العديد منهم في عرض البحر.

ولم تغب جماهير فولفسبورغ الألماني عن المشهد وسارت على ذات خطى “أسود الفستفالين” حين رفعت لافتات ترحيبية بقدومهم الى الأراضي الألمانية، مثلما رحبت جماهير هامبورج أيضاً ورفعت ذات الشعارات الترحيبية.

 

هنا تركيا

تبقي تركيا هى العلامة المضيئة وسط ظلام الصمت الإسلامي، فى ظل احتضان البلد الأوروبي قرابة مليوني مع تقديم كافة أشكال الإعانة والحضانة الرسمية والشعبية، فضلا عن كونها أول من تحرك لنصرة الأشقاء المنكوبين.

وفى إطار التوجه الأوروبي لدعم الأندية لقضية اللاجئين، كانت دولة أردوغان كذلك صاحبة السبق حيث تم إنشاء مشروع “أكاديمية نجوم الغد” في مدينة اسطنبول والذي يضم فريق كرة قدم من اللاعبين الأشبال والناشئين من أبناء اللاجئين والذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً.

عصام نصر الدين -المشرف على المشروع- أوضح أن الفكرة جاءت لإنشاء قاعدة رياضية صحيحة تضم المواهب الكروية المتواجدة في مدينة اسطنبول كبداية، لتكون نواة حقيقة لمنتخب سوري يشارك في المحافل الدولية مستقبلا، حيث قمنا بتجرية العديد من الأطفال، وحاليا نعمل على تطوير مواهبهم الكروية عبر إقامة 3 حصص تدريبية في الأسبوع في أحد الملاعب التدريبية المتواجدة في منطقة الفاتح.

بدوره، عمد نادي بيشكتاش التركي -أحد أعرق الأندية في تركيا- على فتح أبوابه للاعبين السوريين الفارين من جحيم الأسد، على أن يتعاقد مع عدد من اللاعبين رسميا للانضمام إلى صفوف الفريق لتمثيل النادي فى الاستحقاقات المحلية والقارية.

مأساة الشعب السوري المتفاقمة منذ 4 سنوات على وقع براميل “بشار الأسد” المتفجرة وأشلاء “الأطفال” المتفحمة، وخزي الصمت الذى سيطر على المسلمين وتخلي العرب عن نصرة الأشقاء فى بلاد الشام من براثن السفاح بشار الأسد وجرائم الطائفية العلوية المدعومة بألة عسكرية إيرانية توسعية، ربما وجدت ضالتها فى ألمانيا التى أعلنت إلغاءها قانون إعادة اللاجئين السوريين إلى أول دولة أوروبية دخلوها، لاحتواء الأزمة، وتمنح أبناء بلاد الشام الآمان الذى غاب عنهم منذ اندلاع الثورة السورية، وتفاقم بتحركات الجيش المصري للإطاحة بالرئيس محمد مرسي والذى كان الملاذ الأخرين لضحايا بشار الأسد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …