«50 درجة» تُحيل مصر إلى جحيم «خليجي».. والأرصاد تتكتم على «الانقلاب المناخي»
فوجئ المصريون مع انتهاء شهر رمضان واحتفالات عيد الفطر بارتفاع كبير وغير مسبوق في درجات الحرارة؛ حيث تجاوزت الـ50 درجة مئوية، لأول مرة في تاريخ مصر، لم يجد معه المصريون حلاًّ.
ما زاد الطين بلة توقف أغلب أجهزة التكيف عن العمل في وقت الظهيرة، وخلت شوارع القاهرة من المارة خاصة في ساعات النهار تجنبا لحرارة الشمس الحارقة، فيما اكتظت المحافظات الساحلية بالقادرين ماديًا هربًا من هذا الانقلاب المناخي، ورغم ذلك تصر هيئة الارصاد المصرية بتعليمات من النظام الحالي عدم الإعلان عن هذا الانقلاب المناخي، الذى شمل دول العالم، وتكتفي بالادعاء بعدم تجاوز درجة الحرارة عن 39 درجة أو 40 درجة مئوية .
ويؤكد المراقبون أن ما حدث في صيف هذا العام هو انقلاب مناخي وما يعني تغير مناخ مصر من المناخ الحار المعتاد إلى المناخ الخليجي شديد الحرارة صيفًا، مع ارتفاع نسبة الرطوبة.
وهو تغير مناخي في مصر وليس درجات حرارة معتادة في هذا الوقت من السنة، مؤكدين أن الانقلاب المناخي في مصر لن يقتصر على ارتفاع درجات إلى أكثر من 50 درجة صيفًا، بل سوف يقابله انخفاض كبير في درجات الحرارة الشديدة شتاءً حتى تصل إلى ما دون الصفر.
ويرجع المراقبون سبب تعمد الأرصاد الكذب على المصريين والادعاء إلى أن درجات الحرارة لم تتجاوز الـ40 درجة لأسباب نفسية تتعلق بربط المواطنين بين الانقلاب المناخي والكوارث التى ضربت الوطن منذ وصول عبدالفتاح السيسي للحكم، وأسباب عمالية تتعلق في حقوق العمال والموظفين في الامتناع في عن الذهاب لأعمالهم وفقًا لقوانين العمل.
وتقول الإعلامية آيات عرابي إن “الارتفاع الشديد في درجات الحرارة هو تغير مناخي في مصر وليس درجات حرارة معتادة في هذا الوقت من السنة كما يقول الكذابون في الأرصاد في مصر”.
وتقول عرابي على حسابها على الفيس إن “هناك دراسة موجودة على موقع برنامج التنمية للأمم المتحدة بمصر تصف بالتفصيل التغيرات المناخية وأثرها على البيئة في مصر والتوصيات التي يجب اتباعها، ولو كان هناك نظام ديمقراطي في مصر لكان اهتم بالدراسة وحاول مواجهة آثارها السلبية على مصر في مختلف المجالات”.
ولخصت “عرابي” هذه الآثار وفقًا للدراسة في التالي:
1- انخفاض الإنتاج الزراعي تدريجيًّا ويصحبه انخفاض في نسبة العمالة العاملة بقطاع الزراعة.
2- ارتفاع تدريجي في أسعار الطعام .
3-احتمال ارتفاع حالات الوفيات الناتجة عن الحرارة سنويًا من 2000 إلى 5000 آلاف حالة.
4-تدمير شبه كامل لقدرات مصر السياحية
5-غرق عدة مناطق ساحلية ومناطق بالدلتا بحلول عام 2060
قمة المناخ وخطط الحكومات
وتبحث قمة المناخ المرتقبة في العاصمة الفرنسية باريس، والمزمع عقدها برعاية الأمم المتحدة ديسمبر القادم، بحضور زعماء العالم ومندوبي 195 دولة، في كيفية إبقاء ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الناجم عن تركز الغازات الدفيئة في الجو، دون درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مستهدفة التوصل إلى خطة للحد من الاحتباس الحراري أو ما يعرف علميًا باسم “ظاهرة البيوت الزجاجية”.
وتقول كبيرة مسئولي الأمم المتحدة عن تغير المناخ كريستينا فيجيريس إن خطط الحكومات للحد من الانبعاثات الحرارية، وهي الأساس الذي سيبنى عليه اتفاق باريس ليست كافية لتحقيق هدف خفض الدرجتين المئويتين، مشددة على أن الحكومات عليها تغيير موقفها من الاقتصادات منخفضة الكربون، وأن تعتمد على الطاقة النظيفة “الطاقة الشمسية وطاقة الرياح” التي يمكنها أن تعزز النمو الاقتصادي وفي الوقت نفسه تقلص التلوث وتخلق فرص عمل.
قوة الدفع وراء تحقيق هدف خفض انبعاثات الغازات الدفيئة مدعوة ببيانات علمية محركها مفاوضو المناخ والعلماء الذين يؤكدون أن تخطي هذا الحد من الارتفاع في درجات الحرارة يعني معاناة العالم أجمع من أحوال طقس متطرفة مثل موجات شديدة من الفيضانات والجفاف والعواصف وارتفاع مستوى البحار.
تتراجع فرص التوصل إلى اتفاق يحتفظ بارتفاع درجة الحرارة تحت هذا السقف، حيث وصلت الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية خلال السنوات القليلة الماضية، والخفض المقترح في انبعاثات الكربون اعتبارا من عام 2020 والوعود بزيادتها خلال مراجعات لاحقة التي قدمتها حكومات تخشى على اقتصادها من تكلفة التحول من الوقود الأحفوري هي على الأرجح غير كافية من أجل تحقيق هدف قصر الزيادة على درجتين مئويتين.
حقائق علمية
ويحذر علماء المناخ في العالم من اجتياح موجة أحر للعديد من دول العالم يحتم على الجميع أن يتوقف بجدية إزاء مخاطر حقيقية محدقة قد تصل به إلى نتائج كارثية تهدد مستقبل الأرض ما لم تتول الحكومات والمنظمات والشركات الكبرى المسئولية وتعمل وفق رؤية استراتيجية منسقة وتضع حلولاً ومعالجات لمشكلة التغير المناخي ضمن أطر زمنية تستهدف التقليل من تأثير السحابة الكونية السامة التي تحيط بكوكب الأرض وتهدد مصيره.
يرى العلماء أن جميع الدول أن تتوقف أمام العديد من الحقائق من أبرزها استمرار ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض خلال القرن الحالي، وأن الصين والولايات المتحدة تنفثان 35% من إجمالي الانبعاثات الغازية على مستوى العالم في الوقت الحالي، وأن التغير المناخي المعبر عنه بظاهرة الاحتباس الحراري، هو حصيلة الانبعاثات المتراكمة على مدى العقود الماضية وأن الدول الغربية مسئولة عن الجزء الأكبر، كما يجب عدم التغاضي عن الأسباب الأخرى المتعلقة بالظواهر الطبيعية، وأن هناك حاجة ملحة لتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% حتى عام 2050، وذلك ضمن جدول زمني يتواكب مع إجراءات مساندة مثل دعم الطاقة المتجددة والنظيفة وتوسيع مساحات الغطاء النباتي.
وقد أرجع العلماء أسباب الانقلاب المناخي للنظام البيئي لكوكب الأرض يتعرض منذ فترة طويلة لصدام عنيف مع الحضارة الصناعية الحديثة بوضعها الراهن، ويترتب على الشراسة التي يتم بها هذا العدوان نتائج رهيبة تحدث بسرعة مذهلة، مما يحتم على العالم أجمع أن يتضافر ليخوض معركة ملحمية لإصلاح التوازن المختل على كوكب الأرض، وذلك من منطلق الإحساس المشترك بالخطر الذي يحيق بالبيئة العالمية.
وقبل عقدين من الزمان لم تكن التغيرات المناخية تشكل تهديدا مباشرًا للمجتمع الإنساني، على الرغم من التحذيرات المبكرة التي صدرت من جهات متخصصة في مجال البيئة، والتي بينت المخاطر الناجمة عن الاستخدام المفرط لمصادر الطاقة والفعاليات الاستثمارية للنشاط الصناعي، على مستوى العالم، والتي أدت إلى الانبعاث المستمر للغازات المرئية وغير المرئية، وخاصة ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، والذي أفضى إلى ما يعرف علميًّا بظاهرة الاحتباس الحراري.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …