التسول الإعلانى فى رمضان.. المتاجرة بآلام البشر
يبدأ شهر رمضان الفضيل وتبدأ معه سباق إعلانات “التسول والشحاتة” كما يطلق عليها المراقبون والمشاهدون، الذين يعلنون عن تذمرهم كل عام من كثرة انتشار هذه الإعلانات التى تتخذ من المرضى والمحتاجين وذوى الاحتياجات الخاصة مادة إعلانية لجذب المتبرعين إلى هذه المؤسسات.
وتتصارع المؤسسات الخيرية لتحصل على أكبر قدر من التبرعات من المواطنين خلال هذا الشهر، من خلال الإعلانات، فيعرض أحد الإعلانات مشاهد حقيقية وقاسية لأطفال مرضى، سواء كانوا مرضى بالسرطان أو القلب أو حروق بالغة.
إعلانات مؤلمة
“مقززة ومؤلمة”.. هكذا وصفت الناقدة ماجدة خير الله، إعلانات رمضان، مشيرة إلى أنها خالية من اللمسة الجمالية، ولا يوجد ابتكار ملفت فى إعلانات هذا العام.
وقال طارق الشناوي، الناقد الفني، إن الإعلانات الرمضانية تحتوى على جرعة زائدة فى إعلانات التبرع والجوع من ناحية، ومن ناحية أخرى جرعة زائدة فى إعلانات الثراء، مضيفا: “موضحا ليس من المنطقى أن يعرض إعلان عن الجوع والتبرعات والتسول ويعقبه إعلانات عن الثراء.
وأكد الشناوى أن إعلانات التبرعات تؤدى إلى نتائج عكسية على المستوى النفسي؛ لأنه من المطلوب والمفروض أن الإعلانات تطرح على الجمهور دون تأثير سلبى على المشاهد.
وأضاف: “فى الحقيقة لم تحقق الإعلانات أى مردود إيجابى على الإطلاق.. بل بالعكس وكأن البلد والشعب كله خارج المحيط العربى لذلك فعلى المسئوليين فى الدولة التدخل الفوري.”
واعتبر دكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، هذه الإعلانات وسيلة تنشر فى المجتمع ثقافة التسول والإعانة والاعتماد على الغير، خاصة أن عمل الخير لا يجب أن يرتبط بـ”الألم”.
وانتقد العالم استخدام الأطفال والمرضى كمادة إعلانية لجمع التبرعات، موضحا أنه غير مقبول إنسانيا استخدام الأطفال والمرضى فى إعلانات للحصول على التبرعات؛ لأن مثل هذا الأمر يمثل انتهاكا لخصوصية وحرمات البشر، بما تحويه تلك الإعلانات من مشاهد قاسية جدا للمرضى والمحتاجين، خاصةً أن استخدامهم بهذا الشكل يعتبر ضد حقوق الطفل المتعارف عليها.
النشطاء يتذمرون
وأثارت إعلانات جمع التبرعات غضب النشطاء، الذين أكدوا أنها تأتى بنتائج سلبية على المواطنين العاديين والمرضى الذين يتذكرون آلالامهم أثناء مشاهدة هذه الإعلانات.
وقالTamer Mowafy:” نص الإعلانات عايزاك تتبرع لخدمات صحية أساسية المفروض الدولة تبنيها من الضرائب اللى بتعفى منها أصحاب المنتجعات اللى نص الإعلانات التانية لهم.
وصنف عمرو محمد الإعلانات فى رمضان إلى نوعين، حيث قال: “الإعلانات فى رمضان نوعان: – الأول ادفع عشان تتبرع للفقراء – التانى ادفع علشان تسكن فى كومباوند جميل بعيد عن الفقراء”.
وعبرت شهد عن غضبها من هذه الإعلانات قائلة: “قمة السفه والعته والانحطاط لما تعرف أن مسلسلات رمضان مصروف عليها ما يقارب مليار جنيه، ويطلع لك فى الإعلانات يقولك اتبرع ولو بجنيه”.
وذكر كريم الهادى- أحد النشطاء – أن والدته، التى توفيت إثر إصابتها بمرض السرطان، كانت تعانى كلما عُرض إعلان المعهد طيلة شهر رمضان الماضى وحتى توفيت؛ حيث كانت تروج إلى أن السرطان يؤدى إلى الموت الحتمي.
وقال الهادى فى تدوينة قديمة له: “أمى رمضان اللى فات وقت الفطار.. واحنا بنتفرج على التليفزيون عادي.. كان فيه إعلان بييجى عادى عن عم محمد ..اللى بيمثل إنه عنده سرطان.. وإنه بيحوش فلوس لعياله قبل ما يموت عشان مش قادر يتعالج.. أمى وقت الإعلان كانت بتسيب الأكل ونفسها تتسد وتحسبن على اللى عمل الإعلان”.
وأضاف: “أمى كان عندها سرطان وكانت نتائج التحاليل كويسة والورم ينحصر فى الوقت دا، مع ذلك الإعلان دا كان مأثر فيها.. السنة دى العبقرى اللى عمل الإعلان دا طلع بإعلان تانى بيقولك السرطان= الموت.. اتبرع”.
وأكد أن مثل هذه الإعلانات تدمر معنويات المرضى الذين يشاهدونها ويعالجوا على حسابهم الشخصي، ولا يحتاجون من الدولة شيئا، مضيفا: “مرضى مرضى بالسرطان ماتوا ومرضى تانيين هيموتوا قبل ما يشوفوا الإعلان الجديد لمعهد الأورام فى رمضان 2015”.
ووجه صاحب حساب جيبارا حديثه للقائمين على الإعلانات قائلا: “أرجوكم حسوا بالمريض اللى قاعد بيتفرج على إعلانات لم التبرعات”.
وهاجمت Noran Etman هذه الإعلانات قائلة: “الإعلانات اللى بتجيب أطفال تستعطف بيهم الناس دى استغلالية مش إنسانية خالص
وتساءل تامر: “هو ليه الإعلانات عبارة عن وصف مصر بالمريضة والفقيرة والمسلسلات بلطجية وبنات من غير هدوم ده يعنى ايه؟!”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …