“البلح الطائر” و”حقيبة الخير” أهم سمات رمضان..عربيا

تتميز الدول العربية بوجود العديد من المظاهر الرمضانية التكافلية التى قد لا توجد فى بلاد أخرى؛ حيث يحرص الكثيرون على أن يساعدوا غيرهم، خاصة المحتاجين والفقراء، ويؤكد القائمون على تقديم تلك الخدمات للآخرين على أنها بالإضافة إلى أنها ترفع أعباء عن كاهل الفقراء، فإنها ترفع فى الوقت نفسه من الروح المعنوية للمساهمين فيها والمستفيدين على حد سواء، رافعين شعار “خدمة المجتمع فريضة إسلامية”.

البلح الطائر

إذا أذن عليك المغرب فى نهار رمضان بأى بلد عربى، فلا تكن قلقا من التأخر دقائق أو عدم اللحاق بالإفطار مع أسرتك أو أصدقائك، لأنك بالتأكيد سوف تلاحظ أن هناك من “يعزمك” على إفطار سريع، يختلف من بلد إلى آخر فى الأنواع والكميات وطريقة التقديم، إلا أنه يبقى فى النهاية أحد مظاهر التكافل والتراحم بين المسلمين، الأمر الذى ينشر حالة من المودة والحب وقت الإفطار، ندر أن تتوفر فى أى وقت أو مكان آخر.

تنتشر الخدمة تقريبا فى كافة المناطق والمدن العربية، خاصة التى تقع على الطرق السريعة؛ حيث يستوقف الشباب المنتشرون على الطريق حاملين زجاجات المياه والحليب، أو أكواب التمر وعلب العصير؛ لتقديمها إلى المتأخرين بسياراتهم على الطرق، والذين لم يتيسر لهم الوصول إلى منازلهم قبل الإفطار، وقد تختلف الصورة فى مناطق أخرى؛ حيث يستوقفك متطوعون يرتدون زيا موحدا، حاملين وجبات جاهزة لتوزيعها على المارين فى الطريق، أو على أصحاب المحلات الذين يتعذر عليهم العودة إلى منازلهم أو التوجه إلى مطاعم لتناول الإفطار هناك.

حقيبة رمضان

وفى رمضان تنتشر إحدى أهم الوسائل التكافلية، وخاصة فى المناطق الفقيرة من عالمنا العربى، وهى “حقيبة رمضان” التى يقوم خلالها أهل كل حى بتجميع أكبر قدر ممكن من المأكولات والمحفوظات فى حقائب وتسليمها للمحتاجين؛ لتوفر لهم جزءا من المواد الغذائية التى تحتاجها أسرهم فى شهر رمضان.

وتعتبر تلك الفكرة الخيرية – الحديثة نسبيا – واحدة من أكثر الوسائل نفعا للفقراء، وفى الغالب يحرص مقدموها على عدم التصريح بأسمائهم، وتقديم تلك الحقائب فى مناطق غير التى يسكنون فيها؛ حتى لا يتسببوا فى حرج لمن يقدمون لهم تلك المساعدة.

وقد تقوم على هذه الخدمة الجمعيات الخيرية، أو رجال أعمال، أو شباب يجمعون من أموالهم الخاصة ما يتمكنون معه من تقديم الخدمة إلى أكبر عدد من الفقراء، وتنتشر على شبكة الإنترنت بشكل واسع قبيل قدوم شهر رمضان دعوات للشباب للاشتراك فى هذه الخدمة، ثم يقومون بشراء مواد غذائية ووضعها فى حقائب يتم توزيعها حسب استحقاقها، ويتم التأكد من أن الأسرة تستحق المساعدة، ويقوم القائمون على تلك الأمور بعمل شراكات مع جمعيات خيرية يحصلون منها على دراسات حالة للأسر المستحقة، كما يتم الاتفاق مع التجار لتمويلهم بالمواد الغذائية.

الصوانى المغطاة

ومع أذان المغرب تنتشر ظاهرة أخرى يمكن أن يطلق عليها “الصوانى المغطاة”، والتى تضم وجبات ساخنة يتم تقديمها من أهل الخير إلى عائلات لا تستطيع تدبير إفطارها لأى سبب، سواء كان السبب ضيق ذات اليد، أو أنها تقدم إلى عمال أو طلاب لا يتمكنون من إعداد الوجبات لأنفسهم، أو لموظفين تفرض عليهم ظروف عملهم الإفطار فى الشارع.

وجبات السيارات

ولا تبتعد عن تلك الظاهرة ما يقوم بعض الموسرين من التجول قبل الإفطار فى الشوارع، والتوقف أمام بعض الفقراء أو جامعى القمامة، أو العمال البسطاء، ليعطيهم قائد السيارة وجبة تكفى لإفطار شخص أو أكثر، وهى ظاهرة ليست قديمة، وتعتبر استجابة طبيعية من المقتدرين لزيادة أعداد المحتاجين.

الموائد العامرة

أما الموائد العامرة التى يحرص بعض الأغنياء على تقديمها بشكل دائم خلال شهر رمضان، والتى يطلق عليها البعض “موائد الرحمن” فأصبحت واحدة من العلامات المميزة لشهر الصيام، وبدأت تضم سنويا أعدادا أكبر من الذين ينتظرونها سنويا لتؤمن لهم وجبة إفطار يوميا بشكل كريم.وقد تقام الموائد فى الشارع أوالمساجد وفقا لظروف كل منطقة.