كيف استقبلت أسر الشهداء والمعتقلين شهر رمضان الكريم ؟
(بابا حبيبى .. كل سنة وأنت طيب .. تانى رمضان يعدى علينا وأنت مش معانا) بتلك الكلمات عبرت “إسراء أشرف إبراهيم – 12 عاما” عن بالغ اشتياقها لأبيها الذى منعته أسوار السجون أن يكون حاضرا مع بناته وزوجته خلال شهر رمضان الكريم.
معاناة “أسرة أشرف إبراهيم – المحكوم عليه بالمؤبد فى قضية إدارة اعتصام رابعة العدوية “هو نموذج من معاناة آلاف الأسر الذين غيبتهم أسوار السجون والمعتقلات عن ذويهم وأهلهم بسبب معارضتهم للانقلاب العسكرى فى الثالث من يوليو 2013.
وفور ظهور هلال شهر رمضان امتلأت صفحات ومواقع التواصل الاجتماعى بعبارات الشوق والحنين من قبل أسر الشهداء والمعتقلين لذويهم الذين غيبتهم رصاصات القمع، أو المعتلقون الذين غيبتهم السجون ويلاقون أحكاما بالسجن لسنوات طويلة.
آسف .. لم أعد أنتظر رمضان
“آسف أن أقول أنى لم أعد أنتظر رمضان ككل عام” بتلك الكلمات عبر خالد أحمد دلة نجل المهندس أحمد دلة المحكوم عليه بالمؤبد فى القضية المعروفة إعلاميا باسم “التخابر” عن اشتياقة لأبيه الذى غيبته أسوار السجون والمعتقلات عن حضور رمضان ككل عام وسط أبنائه وأهله.
وعلى حسابه الشخصى بالـ”فيس بوك” كتب خالد دلة “رمضان بدون أبى!! .. رمضان بفقدان أعز من نملك بين شهيد ومعتقل .. رمضان وأنت مطارد ولا أمان لك إلا فى مأواك!! أين أصلى التراويح؟ وخلف من؟ وبصحبة من؟ أين تعتكف وتتهجد؟ وأنى لأسرتنا الشتيتة أن تتجمع ثانيةً ! يارب تجاوز عنا، الطف بنا”.
مشغولون بترتيب الزيارات للسجون
فيما أكدت “سوزان لبيب” والدة الشاب المصرى أحمد يوسف المحكوم عليه بالسجن عشر سنوات، فيما عرف بأحداث رمسيس الأولى، أن الصعوبات التى كانت تواجه الأسرة فى السابق تتمثل فى الاستعداد لرمضان، وتلبية متطلبات الأسرة فى ظل غلاء الأسعار المستمر، لكن رمضان هذا العام لدى أهالى المعتقلين همّ من نوع آخر، وهو ترتيب إجراءات الزيارة لابننا المعتقل، وتوفير حاجاته وضمان وصولها إليه”.
وتضيف الأم وهى تتحدث عن ابنها الذى قضى حتى الآن رمضانيْن فى السجن، “تبدلت الأمور بشكل كامل، فلم يعد للشهر لذته ولم يعد أهالى المعتقلين يشعرون بخصوصيته”.
وتصف معاناتها هى وغيرها من أسر السجناء السياسيين، فتقول “تتضاعف المشقة خلال ترتيب إجراءات الزيارات فى رمضان، وأخذ التصاريح لإدخال مستلزمات الشهر، وفى أحيان كثيرة لا تجدى محاولاتنا نفعا”.
وللمعتقلين معاناة أخرى !
معاناة أخرى كشفها المعتقل السابق أحمد لطيف، الذى قضى قرابة عام فى السجون المصرية للمعتقلين داخل أسوار السجون فى شهر رمضان الكريم؛ حيث أكد أن أشد ما يواجهه السجناء خلال رمضان “عدم السماح لهم بإقامة صلاة التراويح جماعة، وما يواجهه ذووهم من معاناة أثناء الزيارات”.
كما أوضح أنه كان ينغص عليهم خلال فترة الاعتقال أن تنتظر نساؤنا ساعات النهار كاملة لإجراء الزيارة، يتعرضن خلالها لمعاملة سيئة من قبل بعض عناصر الأمن”.
رمضان منزوع منه الفرحة
الناشط هشام سويدان، فقد تذكر عبر حسابه الشخصى بالـ”فيس بوك”، شقيقه الشهيد محمد سويدان طالب كلية الهندسة الذى استشهد فى فض اعتصام رابعة العدوية، وشقيقة الآخر المعتقل “عمر السويدان” المعتقل منذ قرابة العام”.
وكتب هشام سويدان عبر حسابه بالـ”فيس بوك” قائلا “ثانى رمضان من غير أخواتى عمرو .. محمد شهيد .. وعمرو معتقل منذ 12 شهرا .. حسبى الله ونعم الوكيل .. اللهم هون على كل أسر الشهداء والمعتقلين .. اللهم انتقم ممن فرق شملنا يارب العالمين”.
اقرأ أيضا:
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …