‫الرئيسية‬ منوعات قصة طالب عين شمس الذي اغتالته الداخلية عقب خروجه من الامتحان
منوعات - مايو 21, 2015

قصة طالب عين شمس الذي اغتالته الداخلية عقب خروجه من الامتحان

(في أكثر اللحظات ظلامًا وأشدها ظلمًا لم نكن لنتخيل أن تصبح مصائرنا وأعمارنا تمتهن وتستباح بهذا الشكل الهمجى المهين.. لم نكن لنتخيل أن تصبح أحلامنا بالحرية والحق والعدل كابوسًا نحياه).. بتلك العبارات السابقة أعلن اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس تقديمهم استقالتهم الجماعية؛ احتجاجا على مقتل زميلهم الطالب “إسلام صلاح الدين عطيتو”، الطالب في الفرقة الرابعة “قسم كهرباء باور” على يد الداخلية.

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، الأربعاء 20 مايو 2015، عن تصفيتها جسديا للطالب “إسلام صلاح الدين” بعد تبادل إطلاق الرصاص في إحدى البؤر الإجرامية بالتجمع الخامس، لاتهامه بقتل العقيد وائل طاحون، مفتش مباحث الأمن العام بشرق القاهرة، بحسب بيان الداخلية.

وعلى الفور أعلن اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة عين شمس استقالتهم الجماعية احتجاحا على مقتل زميلهم، مؤكدين أن رواية الداخلية كاذبة، وأن زميلهم تم اختطافه على يد قوات الأمن أثناء خروجه من الجامعة، وتم اقتياده إلى منطقة صحراوية بالقرب من التجمع الخامس وتمت تصفيته جسديا، ثم أعلنت الوزارة- صبيحة يوم الأربعاء- أنها قتلت المتهم في قتل العميد وائل طاحون.

وطالب الاتحاد “بفتح تحقيق فوري لمحاسبة كل من تواطأ في تلك الواقعة، واتخاذ كافة الخطوات القانونية التى تثبت اختطاف الطالب من داخل الكلية وقتله، ونحملهم مسئولياتهم الكاملة تجاه الطالب وحقوقه”، كما طالب الاتحاد بالاطلاع على كاميرات المراقبة الموجودة في الكلية للتعرف على الأشخاص الذين قاموا بالسؤال عن إسلام؛ لتوضيح زيف وكذب الرواية المعلنة من قبل وزارة الداخلية.

عناصر أمنية بحثت عن إسلام في الكلية

وبحسب بيان الاتحاد، فإن زميلهم الطالب “إسلام صلاح الدين” حضر الامتحانات، يوم الثلاثاء 19 مايو، ودخل لجنته الامتحانية رقم (260أ) الدفعة الرابعة قسم “كهرباء قوى”، غير أنه وخلال تأديته الامتحان، فوجئ هو وزملاؤه الطلاب بدخول شخص مجهول الهوية بصحبة أحد موظفي الكلية، والسؤال عن الطالب “إسلام صلاح الدين عطيتو”، ومطالبته بالذهاب إلى شئون الطلاب بعد الانتهاء من امتحانه، كما لاحظ الطلاب انتظار هذا الشخص أمام باب اللجنة حتى الانتهاء من الامتحان، واصطحاب الطالب إلى مكان مجهول، ولم يُستدل على مكانه من حينها، وذلك بحسب بيان رسمي لاتحاد طلاب الكلية.

وتابع بيان الاتحاد “في صباح اليوم التالي، انتشرت أخبار مقتل الطالب كالنار في الهشيم، ولكنها رواية كاذبة بثتها وزارة الداخلية على أنه أحد الإرهابيين الذين تم قتلهم فى أحد الأوكار بعد تبادل لإطلاق النار”.

واعتبر الاتحاد- في بيانه- أن كلمات الدنيا كلها لن تكفي لوصف هذا الكذب والافتراء والإجرام الذى تمارسه الدولة ضد الشباب، فالقتل بدم بارد والاتهام والإدانة بدون محاكمة عادلة هي أفعال فاشية لا يمكن وصفها بأقل من ذلك”.

وشدد بيان اتحاد طلاب هندسة عين شمس على أن الغضب فى قلوب الطلاب يشتعل أمام هذا الإجرام، وأن مواقفهم لن تكفى لرد هذا الظلم والكذب واسترداد الحقوق.

كما أوضح الاتحاد أنه لم يتلق من إدارة الكلية- مُمَثَّلَة في عميدها حين تم إبلاغهم بالحادث- سوى الاستهجان من ربط ما حدث بالكلية بمقتله، كما أنهم لم يجدوا إجابة من إدارة الكلية حتّى الآن عن كيفية دخول وتواجد فرد أمنى مجهول داخل لجنة الامتحانات!.

عميد الكلية يشكك في رواية الداخلية

وفي اعتراف خطير يشكك في صحة ونزاهة رواية وزارة الداخلية حول مقتل الطالب “إسلام صلاح الدين”، أكد عميد كلية هندسة جامعة عين شمس الدكتور أيمن عاشور أن الطالب إسلام صلاح الدين، الطالب بالفرقة الرابعة قسم كهرباء باور، والشهير بإسلام عطيتو، أدى امتحان الفترة الصباحية أول أمس الثلاثاء 19 مايو.

وبتأكيد عميد الكلية على حضور الطالب “إسلام صلاح الدين” لامتحاناته قبل ساعات من إعلان الداخلية مقتله في اشتباكات مسلحة بالتجمع الخامس، فإن ذلك يشكك بشكل كبير في صحة رواية الداخلية، ويؤكد أن الطالب تم اختطافه بالفعل من أمام كليته وعقب خروجه من الامتحانات، وتمت تصفيته على يد الأجهزة الأمنية.

وفي إجابة مرتبكة على سؤال “حول إعلان الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية قتل إسلام صلاح الدين أبو الحمد عطيتو، في أحد الدروب الصحراوية بدائرة قسم شرطة ثانى التجمع الخامس، ومداهمة القوات لمكان اختبائه ومصرعه بعد تبادل إطلاق ناري”، أجاب عميد الكلية “أنا لا أعرف ملابسات بيان الداخلية، وهذا شأنهم وعملهم، وكل ما أعرفه أن إسلام حضر امتحان مادة أمس الثلاثاء، ولم يتم القبض عليه داخل الكلية”.

“مصر القوية” يحمل الداخلية المسئولية

من جانبهم، حمل ما يعرف باسم “طلاب مصر القوية” وزارة الداخلية مسئولية مقتل الطالب “إسلام صلاح الدين”، مؤكدين أن ما يتم تسويقه على أنه تم قتل الطالب أثناء مطاردة الشرطة له في صحراء التجمع الخامس أثناء اختبائه بها غير صحيح.

وأشار طلاب مصر القوية- في بيان لهم- إلى أن زملاء “إسلام” شهدوا وجوده في لجنة الامتحان قبل ساعات من اختفائه، ثم العثور عليه بعد ذلك في الصحراء، صباح الأربعاء 20 مايو 2015، بعد اختفائه بـ24 ساعة، وترجيح اعتقاله من قبل قوات الداخلية في مكان مجهول، بعد اختفائه طيلة اليوم، وعدم عثور أهله وزملائه عليه، وخصوصا بعد قدوم موظف من الكلية وشخص مجهول الهوية (غالبا من الأمن) إليه في لجنة الامتحان وتصوير بطاقته، بحسب البيان.

الداخلية خطفت “إسلام” وقتلته غدرا

وبمقارنة روايات “اتحاد طلاب عين شمس، وتصريحات عميد الكلية ورواية مصر القوية” بما قالته وزارة الداخلية، يتضح أن إسلام كان موجودا بالفعل، مع دخول قوات الشرطة للقبض عليه داخل اللجنة أو الحرم .

وبحسب المحامي والحقوقي محمد أبو هريرة، فإن الداخلية قامت باختطاف إسلام عقب خروجه من الامتحان، وقامت بتصفيته جسديا دون أدنى تحقيقات أو محاكمة، وبشكل يتنافى مع كل الأعراف والدساتير والقيم والأخلاق.

وقال أبو هريرة، عبر صحفته بموقع “فيس بوك”: “الطالب إسلام صلاح تم اعتقاله بالأمس من لجنة الامتحان بهندسة عين شمس، وتم تصفيته اليوم، وطلعوا رواية إنه متهم في قتل العقيد وائل طاحونة، رئيس مباحث المطرية، وأنه تبادل إطلاق النار معهم فتم قتله”.

وتابع أبو هريرة قائلا: “إسلام تم اعتقاله بالأمس من لجنة الامتحان بشهادة الشهود، الدولة تمارس الإرهاب والقتل والتصفية”.

وكانت منظمة هيومن رايتس مونيتور قد نددت- في بيان لها سابق- بما تنتهجه السلطات المصرية من استهدافٍ للمعارضين، إما بالتصفية الجسدية المباشرة والقتل خارج إطار القانون الممارس من قبل رجال الشرطة المصرية، أو بأحكام القضاء المسيسة بالإعدام التي تصدر بحق المعارضين، ليؤكد أن هذا ما تنتويه السلطات المصرية من إهدار الحق في الحياة لمعارضيها بكافة الصور غير القانونية، أو الأخرى التي تلبس ثوب القانون في استمرار للنهج القمعي، خاصةً مع تعيين وزير جديد لوزارة الداخلية المصرية، والذي بدأ عهده بتنفيذ أحكام إعدام غير نزيهة، وقتل للمعارضين داخل منازلهم عن طريق الاستهداف المباشر بالقتل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …