كيف تحارب أكاذيب إمبراطورية البروباجندا الغربية؟
في البدء يقومون بصناعة الأكاذيب الكبيرة، ثم يخبروننا بعد ذلك أننا يجب ان نكون موضوعيين! فهل الهدف المتجرد للحب هو العاطفة؟ وهل الأحلام قابلة للدفاع عنها منطقيًا وفلسفيًا؟.
عندما يتعرض منزل للهجوم بواسطة اللصوص، وعندما يتم اجتياح قرية بواسطة رجال العصابات، وعندما يتصاعد الدخان وألسنة اللهب والعويل من كل مكان؛ فهل يجب علينا وقتئذ أن نمنح أنفسنا متسعًا من الوقت من أجل أن نحسب، ونحلل، ونستهدف وضع حلول منطقية وأخلاقية وشاملة وموضوعية؟.
أنا أعتقد اعتقادًا جازمًا بأنه لا يجب أن يحدث ذلك! فنحن مضطرون حينها لمحاربة أولئك الذين يحرقون منازلنا، وأن نهاجم بكل قوة أولئك الذين يحاولون اغتصاب نسائنا، وأن نحارب النار بالنار عندما يتم ذبح الأبرياء.
وكذلك عندما توظّف أقوى قوة موجودة على وجه الأرض وأكثرها تدميرًا طاقاتها الإقناعية الضخمة، عن طريق استخدام كل شيء؛ بدءًا من وسائل الإعلام الكبيرة وحتى المرافق التعليمية، من أجل تبرير جرائمها، وعندما تنشر دعاياها المسمومة وأكاذيبها من أجل قمع العالم وكبت الأمل، فهل يجب علينا أن نتراجع خطوة إلى الوراء والبدء في خطط عمل تفصيلية لا تنتهي من أجل الوصول إلى رؤى دقيقة وموضوعية؟ أم يجب علينا البدء في مواجهة الأكاذيب والدعاية عن طريق رؤيتنا الخاصة المدعومة بواسطة حدسنا وعاطفتنا وأحلامنا من أجل عالم أفضل؟.
** ** **
تكذب الإمبراطورية بشكل مستمر؛ إذ تكذب في الصباح، وأثناء النهار، وفي المساء، وحتى في الليل عندما يكون معظم الناس يغطون في نوم عميق. وقد اعتادت الإمبراطورية على فعل هذا لعدة عقود وقرون. ومن أجل خدعة كبرى، تقوم الإمبراطورية بالاعتماد على عدد لا يحصى من المروّجين للدعاية الذين يتشكلون على هيئة أكاديميين، ومعلمين، وصحفيين، و”مفكرين”. ومن ثم، تم الوصول إلى حد الكمال في فن التضليل. الإعلام الغربي (الذي يعجب به الكثيرون وتم استخدامه بواسطة النازيين الألمان) لديه بعض الجذور المشتركة مع الدعاية، على الرغم من أن الدعاية أقدم منه وأكثر اكتمالًا.
ويبدو أن بعض قادة الإمبراطورية الآن يصدقون معظم أكاذيبهم. ومعظم المواطنين يصدقون أيضًا هذه الأكاذيب بالتأكيد، وإلّا كيف يمكنهم النوم ليلًا؟.
وأجهزة الدعاية الغربية هي أجهزة ذات كفاءة وفعالة بشكل كبير. كما أنها بارعة أيضًا في أن تضمن توجيه، وتوزيع، وقبول أكاذيبها في جميع أنحاء العالم. كما أن النظام الذي يتم من خلاله نشر المعلومات المضللة معقد بشكل غير معقول. كما تعمل وسائل الإعلام المحلية الخانعة والأوساط الأكاديمية في جميع القارات بشكل جدي لضمان السماح لسردية واحدة فقط بأن تسيطر على عقول المليارات من البشر.
وكانت النتيجة هي: الجبن الفكري والجهل في جميع أنحاء العالم وخاصة في دول الغرب والدول التابعة لها.
** ** **
ما الذي من المفترض أن نفعله، نحن المعارضين للنظام؟
أولًا وقبل كل شيء، يجب أن نعلم أن الأمور لم تعد ميؤوسًا منها كما كانت عليه من قبل؛ حيث لم يعد هذا العالم أحادي القطب كما شهدناه في أوائل التسعينيات؛ حيث تدعم اليوم فنزويلا وروسيا والصين وإيران وكالات الإعلام الكبيرة التي تعارض الإمبراطورية. ونشأت محطات تليفزيونية قوية مثل: RT، وPress TV، وTeleSUR، وCCTV. كما ظهر عدد كبير من المجلات والمواقع على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة وكندا وروسيا تعارض أيضًا أكاذيب الدعاية الغربية الرسمية مثل: كاونتربنش، انفورماشن كليرنج هاوس، جلوبال ريسيرش، فيترنز نيوز، ستراتيجيك كلاتشر، نيو إيسترن أوتلوك، وهي مواقع تتبادر بسرعة إلى الذهن. وهناك المئات من المواقع المهمة تقوم بنفس الشيء باللغة الإسبانية والصينية والروسية والبرتغالية والفرنسية.
وتدور المعركة حول: القتال من أجل الحصول على عالم متعدد الأقطاب فكريًا. وهي معركة صعبة وقاتلة. إنها معركة حاسمة بسبب الانتشار المتنامي لسرطان الدعاية الغربية في كل مكان، ملوِّثًا كل القارات، حتى بعض أكثر الدول شجاعة وبعض العقول التي تقاتل بجدية ضد الإمبريالية الغربية والفاشية! لا يوجد أحد في مأمن. ولأكون صريحًا، جميعنا ملوثون.
وإذا لم نربح هذه المعركة، عن طريق: أولًا، التعرف على وإثبات “سردياتهم” على أنها أمور مزورة، وثانيًا عن طريق طرح تصورات إنسانية ووجدانية؛ فإننا لا يمكننا حتى أن نحلم
بالثورة، أو بأي تغيرات كبيرة في نسق العالم.
** ** **
كيف يمكننا أن نحقق النصر؟ كيف يمكننا أن نقنع الجماهير، هؤلاء المليارات من البشر؟ كيف يمكننا أن نفتح عيونهم ونجعلهم يرون أن النظام الغربي مخادع وسام ومدمر؟ إذ إن معظم البشر مدمنون على دعاية الإمبراطورية؛ حيث إن هذه الدعاية لا تنتشر من خلال وكالات الإعلام الضخمة وحسب، ولكن أيضًا عن طريق موسيقى البوب، والمسلسلات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإعلانات، والسلوك الاستهلاكي، وتوجهات الموضة، وعن طريق الكثير من الوسائل السرية الأخرى؛ سواء الثقافية أو الدينية أو الإعلام التافه الذي يؤدي إلى التغييب الفكري والعاطفي الكامل، ويتم إدارته مثل بعض المواد المخدرة بانتظام واستمرار.
فهل نحن نواجه تكتيكات واستراتيجيات الإمبراطورية المدمرة والشرسة عن طريق صدقنا، وأبحاثنا العلمية، وعن طريق قول وكتابة الحقائق بشكل دقيق ومفصّل؟.
الإمبراطورية تشوّه الحقائق. إنها تقوم بتكرار الأكاذيب من خلال مكبرات الصوت والقنوات الخاصة بها. إنها تصرخ بتلك الأكاذيب الآلاف والآلاف من المرات، حتى تغوص هذه الأكاذيب في العقل الباطن للناس، وتنفذ إلى جلدهم، وتنتشر في أنحاء عقولهم.
فهل يمكن لحسن النية، والصدق الساذج، “وقول الحقيقة إلى السلطة”، أن يغيروا العالم والسلطة نفسها؟ أنا أشك بدرجة كبيرة في ذلك.
الإمبراطورية وسلطتها كلاهما غير شرعيين، وهما مجرمان. فهل هناك أي فرصة لإخبار العصابات بالحقيقة؟ الحقيقة يجب أن تقال بالكاد إلى الناس، إلى الجماهير، وليس إلى أولئك الذين يُرهِبون العالم. وإذا ما تحدثنا إلى الأوغاد من خلال التوسل إليهم لإيقاف تعذيب الآخرين، فنحن في هذه الحالة نقوم بشرعنة جرائمهم، ونعترف بسلطتهم. وإذا ما قام الناس بمحاولة استرضاء العصابات، فإنهم يضعون أنفسهم تحت رحمتهم.
وأنا أرفض تمامًا أن أكون في مثل هذا الموقف!
** ** **
ولكسب مليارات البشر، علينا أن نلهمهم، ونوقظهم. يجب علينا أن نغضب منهم، ونحتضنهم، ونربكهم، أن نجعلهم يضحكون ونجعلهم يبكون. ويجب علينا أن نتأكد من أنهم يقشعرون بدنًا عندما يرون أفلامنا أو يقرؤون كتبنا أو مقالاتنا أو عندما يستمعون إلى خطاباتنا. يجب أن نخلصهم من السموم، ونجعلهم يشعرون مرة أخرى، وأن نوقظ الغرائز الطبيعية فيهم. والحقيقة البسيطة مثلها مثل السموم، فهي لن تجدي؛ حيث إن سموم خصومنا قد توغلت بعمق. ومعظم الناس نائمون ومحصَّنون ضد الحقائق البسيطة والهادئة التي يتم الإعلان عنها. وقد حاولنا القيام بذلك كما حاول البعض أيضًا.
فقد قام جون بيركنز أحد معارفي الشخصيين (ولكن بالطبع ليس رفيقي) بكتابة وصف تفصيلي لأفعاله البشعة في الإكوادور وإندونيسيا وفي أماكن أخرى في كتابه “اعترافات قاتل اقتصادي”. وهو وصف دقيق ومفصل لكيفية زعزعة الغرب للدول الفقيرة باستخدام الفساد والمال والكحوليات والجنس. وقد بيع من الكتاب ملايين النسخ في جميع أنحاء العالم. وحتى هذه اللحظة، لم يتغير شيء! ولم يثر الكتاب ثورة شعبية في الولايات المتحدة. ولم تكن هناك احتجاجات، أو مطالب بتغيير النظام في واشنطن.
وفي الماضي القريب، كتبت ونشرت كتابين أكاديميين ،أو شبه أكاديميين على الأقل، يكتظان بتفاصيل كثيرة واقتباسات وكثير من الهوامش: الأول كان حول إندونيسيا، وهي الدولة التي تستخدم بواسطة الغرب كنموذج على سيناريو الرعب لبقية العالم بعد الانقلاب العسكري الذي حدث عام 1956 والمدعوم بواسطة الولايات المتحدة. وأسفر الانقلاب عن مقتل 2-3 ملايين شخص، كما قتل جميع المثقفين، والسيطرة على عقول سكان رابع أكبر دولة من حيث عد السكان على وجه الأرض. ويسمى الكتاب “إندونيسيا-أرخبيل من الخوف”.
وكان الكتاب الثاني فريدًا من نوعه؛ لأنه يغطي جزءًا كبيرًا من العالم؛ بولينيزيا وميلانيزيا ومايكرونيزيا، ويسمى “أوقيانوسيا: الاستعمار الجديد، والأسلحة النووية والعظام” ويبين كيف قامت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلاندا وفرنسا بتقسيم وتدمير ثقافات وشعوب جزر جنوب المحيط الهادئ. والآن، يتم استخدام كتبي للتدريس في الفصول، ولكنّ عددًا محدودًا جدًا من الأفراد هم من يتأثرون بالحقائق التي كشفت عنها هذه الكتب. وتؤكد النخبة في كل من إندونيسيا وأوقيانوسيا أن تلك الكتب لم يتم قرائتها على نطاق واسع بين الناس.
لقد قضيت سنوات وسنوات في تجميع الحقائق والبحث الدؤوب وإجراء التحقيقات. ولكن، الفعالية الثورية لعملي الأكاديمي -وعلي أن أعترف بذلك- هي تقريبًا صفر.
من السهل أن نرى التناقض الآن: عندما أكتب مقالًا قوي البنية وعاطفيًا، أطالب فيه بالعدالة متهمًا الإمبراطورية بالقتل والسرقة، فإنني أحصل على ملايين القراء في جميع القارات،
بالإضافة إلى ترجمات لعشرات اللغات.
فلماذا أكتب هذا المقال، ولماذا أقوم بمشاركته مع قرائي؟ لأنه يجب علينا جميعًا أن نكون واقعيين. يجب علينا أن نرى، وأن نفهم ما يحتاجه الناس وما يطالبون به. الناس غير سعداء وخائفون. ومعظمهم لا يعرف لماذا. إنهم يكرهون النظام. إنهم وحيدون ومحبطون. إنهم يعرفون أنه قد تم ممارسة الكذب والاستغلال عليهم. ولكنهم لا يستطيعون تحديد هذه
الأكاذيب. بينما الكتب الأكاديمية التي تقوم بفضح هذه الأكاذيب معقدة جدًا بالنسبة لهم لكي يقوموا بقراءتها، كما أن الجماهير ليس لديهم وقت لقراءة آلاف الصفحات عسيرة الهضم، بالإضافة إلى التعليم الضروري الذي يمكّنهم من فهم ما يقرؤون.
وواجبنا هو مخاطبة هؤلاء الناس، وهم الأغلبية، وإلّا أي نوع من الثوريين نكون نحن؟ وبعد كل هذا، من المفترض أن نقوم بالإبداع من أجل إخواننا وأخواتنا، وليس من أجل عدد قليل من الباحثين في الجامعات، خاصة عندما ندرك أن معظم الجامعات تقوم بخدمة الإمبراطورية عن طريق سك مجموعة المصطلحات الرسمية ودعم الديماغوجيين.
** ** **
تتحدث الإمبراطورية دائمًا وتكتب، ثم تكرر بعض أكاذيبها الشنيعة حول نزعتها إلى الخير، واستثنائية حكمها، أو حول “شرور” الاتحاد السوفيتي، والصين، وإيران، وفنزويلا، وكوريا الشمالية، وكوبا. ويحدث كل هذا بشكل يومي. وفي الواقع لقد تم تصميم هذا الأمر بحيث يحصل كل إنسان تقريبًا على جرعته من تلك المادة السامة عدة مرات على الأقل يوميًا.
ونحن نشعر أننا بحاجة إلى أن نتصرف حيال هذا الأمر، فنبدأ بقضاء سنوات من حياتنا لكي نثبت بدقة وخطوة خطوة أن دعاية الإمبراطورية إما أنها كذبة كبيرة، أو مبالغة، أو كلاهما.
وبعد أن نقوم بجمع حججنا، نقوم بنشر النتائج في بعض دور النشر الصغيرة، على هيئة كتاب ضئيل على الأرجح، ولكن تقريبًا لا أحد سيقرأه بسبب رواجه الصغير، وبسبب أن النتائج عادة ما تكون معقدة للغاية، وعسيرة الهضم، وببساطة لأن الحقائق لم تعد تصدم أحدًا بعد الآن. لقد تم قتل مليون شخص بريء في مكان ما في إفريقيا، في الشرق الأوسط، في آسيا.. فما هو الجديد في هذا الأمر؟.
عندما نقوم بالبحث والمحاولة من أجل قول الحقيقة كاملة وبصدق، فإننا نشعر أننا نقوم بعمل علمي ومهني عظيم. في حين أن جميع دعاة بروباجندا الإمبراطورية يموتون من الضحك وهم يشاهدوننا! فنحن نمثل خطرًا ضئيلًا عليهم. إنهم ينتصرون دون عناء!.
لماذا يحدث ذلك؟ أليست الحقيقة المفصلة أمرًا ذا شأن؟.
نعم إنها كذلك، من وجهة نظر المبادئ العليا تعتبر كذلك، وأخلاقيًا تعتبر كذلك، ومعنويًا تعتبر كذلك، وفلسفيًا تعتبر كذلك. ولكن استراتيجيًا، عندما ينخرط أحدهم في حرب أيديولوجية، فإنها لا تهم كثيرًا! نعم.. الحقيقة دائمًا ذات شأن، ولكن ببساطة الحقيقة القابلة للهضم التي يتم تقديمها بشكل قوي وعاطفي.
عندما يسود الانحراف العالم بلا رحمة، عندما يموت ملايين الأبرياء، ما يهم هو إيقاف المذبحة، أولًا،عن طريق تحديد القوة القاتلة، ثم احتوائها. يجب على اللغة أن تكون قوية، أن تكون مادة خام للعاطفة.
عند مواجهة الجحافل القاتلة، دائمًا ما يصبح الشعر والأغاني المفعمة بالعاطفة والقصائد الوطنية أكثر فعالية من الدراسات الأكاديمية العميقة. وكذلك كانت الروايات والأفلام السياسية والأفلام الوثائقية العاطفية وحتى الملصقات والرسوم الكارتونية.
وسوف يسأل البعض: “هل يجب أن نكذب أيضًا كما يكذبون؟”.. لا! يجب علينا أن نحاول أن نكون صادقين ما استطعنا. ولكن، يجب أن تكون رسالتنا في كثير من الأحيان “موجزة” حتى يمكن للمليارات، وليس فقط لقلة مختارة منهم، أن يفهموها. وهذا لا يعني أن تتأثر جودة عملنا بذلك. فالبساطة في كثير من الأحيان يكون الوصول إليها أكثر صعوبة من الوصول إلى الأعمال الموسوعية ذوات آلاف الهوامش. كتاب “فن الحرب” لصن تسو هو كتاب صغير، إنه مجرد كتيب، ولكنه يصل به إلى غايته مباشرة. وكذلك كان الأمر بالنسبة لـ “البيان الشيوعي” ومقالة “أنا أتهم”.
ولا يجب أن تكون أعمالنا الثورية مختصرة بالضرورة، ولكنها يجب أن يتم عرضها بطريقة تمكّن الكثيرين من أن يفهموها. فأنا دائمًا أحاول العمل على تعديل صيغة الكتابة، ولكنني لا أساوم أبدًا على جوهر المعنى. وقد صدر كتابي الأخير “فضح أكاذيب الإمبراطورية” في أكثر من 800 صفحة، ولكنني حرصت على أن يحتوي على قصص آسرة، وشهادات أناس من جميع أنحاء العالم، مع وصف حيوي لكل من الضحايا والطغاة. ولا أريد لكتبي أن يتراكم عليها الغبار في المكتبات الجامعية؛ بل أريدها أن تحشد الناس.
** ** **
أنا أعتقد حقًا أنه لا يوجد الكثير من الوقت “للموضوعية” في أي معركة، بما في ذلك المعارك الأيديولوجية، خاصة عندما تكون هذه المعارك من أجل بقاء الإنسانية؛ لذا يجب مواجهة أكاذيب العدو فهي أكاذيب سامة وهائلة.
وبمجرد أن يتوقف التدمير، وتتوقف التضحية بملايين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال، يمكننا حينها أن نرجع إلى مفاهيمنا الفلسفية المعقدة، وإلى التفاصيل والفروقات الدقيقة.
ولكن، قبل أن نفوز بمعاركنا النهائية ضد الإمبريالية والعدمية والفاشية والاستثناء والأنانية والجشع، يجب علينا الاستفادة بشكل كامل وفعال من الأسلحة الأقوى لدينا: رؤانا لعالم أفضل، حبنا للإنسانية، عاطفتنا نحو العدالة. يجب أن نعرض عزمنا ومعتقداتنا بصوت عالٍ وبقوة وحتى بسلوك “متعصب”، يجب أن يكون صوتنا مبدعًا وفنيًا وقويًا.
المنزل يشتعل والرفاق! المدينة بأكملها تتحول إلى رماد. الكوكب بأكمله يتم نهبه، وتدميره، والسيطرة عليه. ولا يمكننا أن نواجه المتعصبين بالأسلحة النووية والسفن الحربية. ولكن، مواهبنا وإلهامنا وقلوبننا حاضرة هنا معنا ومستعدة للانضمام إلى المعركة.
دعونا نتفوق على أعدائنا. دعونا نكن حريصين على أن يبدأ العالم في الضحك عليهم! هل رأيت هؤلاء الخاسرين المثيرين للشفقة والمهرجين والرؤساء التنفيذيين؟ هل استمعت إلى هؤلاء الموسومين برؤساء الوزراء والرؤساء، هؤلاء من عبيد “السوق”؟ دعونا نقنع الجماهير أن الطغاة من المستعمرين والمستعمرين الجدد وجميع المبشرين بهم ليسوا سوى حمقى بائسين وجشعين وأصحاب سموم. دعونا نشوه سمعتهم ونسخر منهم!.
إنهم يسرقون ويقتلون الملايين. دعونا نبدأ بالتبول عليهم على الأقل! دعونا نحارب الدعاية الغربية من خلال فضح أولئك الذين يقفون وراءها أولًا. دعونا ننفذ إلى الأشخاص.
دعونا نحول هذه الثورة إلى شيء مبدع، ومرِح، وممتع حقًا!
………………………………….
المصدر موقع “التقرير”
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …