تسريبات “سوني – ويكيليكس” تكشف تلميع هوليوود لصورة الصهاينة
كشف تحليل إخباري قامت به “مينت برس” MintPress لرسائل البريد الإلكتروني الواردة في أرشيف ويكيليكس لتسريبات سوني كيف يعمل المديرون التنفيذيون في هوليوود لإصلاح وتلميع صورة الدولة الصهيونية في أعقاب عدد القتلى البشع نتاج عملية “الجرف الصامد” ضد غزة الصيف الماضي، ويشمل ذلك فيلمًا وثائقيًّا مقترحًا، من شأنه أن يحاول ربط دعم فلسطين بالعنف المعادي للسامية في أوروبا والولايات المتحدة.
اتخذت مجموعة من المتسللين تدعى “أولياء السلام” أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركة سوني رهائن لها العام الماضي قبل تسريب الآلاف من الملفات إلى الإنترنت، وقد حاولت حكومة الولايات المتحدة ربط الجريمة بكوريا الشمالية، قائلةً إن العملية كانت وسيلة للرد على فيلم سوني بيكتشرز المثير للجدل “المقابلة”.
أرشيف سوني يُظهر تحيز هوليوود الصهيوني
وكشف تحليل سابق للوثائق المسربة كيف قام تنفيذيو شركة سوني – بما في ذلك إيمي بيث باسكال رئيسة “سوني بيكتشرز جروب” في “سوني بيكتشرز انترتينمنت” منذ 2006 حتى بعد حدوث تسريبات سوني في عام 2015 – بالإدلاء بتصريحات عنصرية حول باراك أوباما.
أصدرت ويكيليكس أرشيفًا متاحًا للبحث لرسائل البريد الإلكتروني والوثائق الداخلية التي سُربت في 16 أبريل، ويبين التحقيق في الأرشيف وجود اتجاه لدعم إسرائيل وسياستها الصهيونية العنيفة أثناء وبعد الهجوم على غزة في 2014، وذلك من قبل موظفي “سوني” وأعضاء آخرين مهمين في صناعة السينما.
عرفت العملية باسم “الجرف الواقي” وقد كانت اعتداءً وحشيًا قتل 2000 مدني على الأقل وجعل 150 ألفًا تقريبًا بلا مأوى.
وقَّعت باسكال و200 تقريبًا من المديرين التنفيذيين الآخرين في هوليوود علنًا عريضة “المجتمع الإبداعي من أجل السلام” لإلقاء اللوم على حماس في الهجوم الاسرائيلي المدمر على غزة، وهو إجراء حذرت المجلة اليهودية أنه “لا ينبغي الخلط بينه وبين الشجاعة” في مقال افتتاحي بعنوان “صهاينة هوليوود على قيد الحياة وفي صحة جيدة”.
وتبين رسائل البريد الإلكتروني المسربة أن “المجتمع الإبداعي من أجل السلام” يعمل في المعارضة المباشرة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) التي تسعى لإنهاء الاستثمار في إسرائيل، قوية بشكل خاص في الجامعات.
ديفيد لونر، وهو منتج تلفزيوني عمل في برامج مثل “ديفيوس ميدز” يكتب إلى باسكال نيابة عن “المجتمع الإبداعي من أجل السلام”: “على مدى العامين الماضيين، أنشأت – بالاشتراك مع مجموعة من المديرين التنفيذيين ذوي النفوذ في مجال الموسيقى – جماعة تسمى “المجتمع الإبداعي من أجل السلام” تقاتل حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي حاولت منع الفنانين من إقامة الحفلات في إسرائيل.. لقد تمتعنا بنجاح كبير في التأكد من عدم تعرض فنانين مثل أليشيا كيز، وريهانا، وبول مكارتني وغيرهم للترهيب”.
في مقال لموقع “الانتفاضة الإلكترونية” كتب علي أبو نعمة في أبريل 2014 كاشفًا رسائل بريد إلكتروني تظهر تعنيف تنفيذيي سوني لايهاب الشهابي المدير التنفيذي لقناة الجزيرة أمريكا، ردًّا على تقارير الشبكة غير المتحيزة حول فلسطين. وتقتبس رسائل بريد إلكتروني من أغسطس كلمات مدير تنفيذي آخر، هو ستيفن برنارد، يشكو إلى العديد من المديرين التنفيذيين الآخرين، بما في ذلك باسكال، أن تقريرًا صدر عن “برس تي في” الإيرانية يربط كاميرات سوني بأنظمة توجيه الصواريخ الإسرائيلية.
ويظهر تحليل أعمق قامت به “مينت برس” لرسائل البريد الإلكتروني أن ثقافة شركة سوني تتواءم بعمق مع الصهيونية، وأن كثيرين داخل هوليوود يسعون إلى الاضطلاع بدور أكثر نشاطًا في خلق دعاية مضادة للحقوق الفلسطينية ولإقامة الدولة الفلسطينية.
نكسب الحرب الإعلامية!
كانت باسكال على القائمة البريدية لـ”مشروع إسرائيل” وهي مؤسسة غير هادفة للربح لها علاقات مالية مع المجموعات المشاركة في أشكال الدعاية الأخرى، بما في ذلك زرع قصص مؤيدة لإسرائيل في وسائل الإعلام الاجتماعية عبر متدربين يدفع لهم مقابل ذلك.
في إحدى رسائل البريد الإلكتروني التي تهدف لجمع التبرعات، تلقتها في سبتمبر 2014، ويقول “مشروع إسرائيل” لباسكال إن “انتصرت إسرائيل.. والآن دعونا نكسب الحرب الإعلامية” ويواصل البريد الإلكتروني قائلاً: “انتصرت إسرائيل. وانهزمت حماس. وأُجبر الإرهابيون على وقف هجماتهم دون تحقيق أي شيء.. لكن الصراع لم ينته بعد.. الآن، تنتقل المعركة إلى وسائل الإعلام العالمية.. ساعدوا في المعركة ضد حماس من خلال التبرع اليوم”.
على الرغم من أنه من غير المعروف ما إذا كانت باسكال قد تبرعت أبدًا لهذه الحملة أو لحملات مماثلة يدل أرشيف ويكيليكس بوضوح على إن سوني وغيرها من تنفيذيي هوليوود يرغبون في الانتصار في “الحرب الإعلامية”.
وقد غطت مصادر إعلامية في هوليوود و”موندوويس” بالفعل سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة في أغسطس 2014 بين ريان كافانو، الرئيس التنفيذي لشركة “ريليتفلي ميديا” وأحد منتجي هوليوود (أنتج فيلم “الشبكة الاجتماعية The Social Network”)، ومنتج آخر، هو رون روثولز (أنتج فيلم “اللحمن المقدد الكنديCanadian Bacon “)، وشملت العشرات من المشاهير ونخبة هوليوود في القائمة البريدية – وهي القائمة التي كشفت عن غير قصد بريد إلكتروني سري يخص ناتالي بورتمان – كما كما وقعت كافانو عريضة “المجتمع الإبداعي من أجل السلام”.
خلال هذا التبادل شكى كافانو:
“المشكلة هي ظهور قانون مور. قبل الصيف كان 50 في المئة من طلاب الجامعات مؤيدين لإسرائيل، اليوم أقل من 25 في المئة يؤيدوها. هناك جرائم كراهية في كل المدن الكبرى الرئيسية تقريبًا، بما في ذلك الولايات المتحدة حاليًا”.
يقلق كافانو وغيره من المشاركين من أن الآراء المتراجعة حول إسرائيل يمكن أن تؤدي إلى محرقة ثانية، فيتساءل “فماذا نفعل؟”.
تعود نفس سلسلة البريد الإلكتروني للظهور في أكتوبر، عندما يحييها كافانو من خلال تبادل رابط لتقرير إخباري من أخبار “CBS” المسائية حول حراس مسلحين يحمون المعابد اليهودية في ألمانيا خلال يوم الغفران. لدى البريد الإلكتروني الآن عنوانًا جديدًا: “سنة جديدة سعيدة.. من السيئ للغاية أن ألمانيا أصبحت الآن منطقة لا يسافر إليها لليهود”، وهنا يبدأ العديد من المسؤولين عن صناعة السينما في التخطيط لدور أكثر نشاطًا في “الحرب الإعلامية”.
“أعظم آلة للمراسلة”
كاسيان إلويس، وهو منتج البريطاني (من أفلامه”نادي مشتريي دالاس The Dallas Buyers Club”)، يرد على الرابط الذي أرسله كافانو:
“ماذا إذا احتمعنا كلنا معا، وصنعنا فيلمًا وثائقيًا عن ظهور موجة عداء للسامية جديدة في أوروبا. وسأكون على استعداد للمساهمة والمساهمة بوقتي فيه إذا كان الآخرون هنا سوف يفعلون الشيء نفسه. بوجودنا جميعًا أنا متأكد من أننا يمكن أن نجدوا طريقة لتوزيعه ووصلوه إلى أماكن مثل مهرجان كان، فيكون لنا ردًا على رجال مثل لوتش… ربما نحاول استخدامه لحشد الدعم من أوساط السينما في أوروبا لمساعدتنا في توزيعه هناك”.
“لوتش” يشير إلى كين لوتش، المخرج البريطاني، الذي دعا إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية الثقافية في مهرجان سراييفو السينمائي 2014.
وقوبلت الفكرة بحماس.
رد كافانو “أنا معكم.”
وقالت باسكال “أنا أيضًا”، كما يقول باسكال.
أما مارك كانتون، منتج أفلام مثل “300” فيدلي باقتراح “دعونا ننظيم هذا.”
يعرض جيسون بن، مؤسس مجلة الأزياء الفاخرة “دوجورDuJour”، أن يرويج للفيلم، الذي لم ير أي شيء عنه بعد، بينما يعرض المحامي بهوليوود والممثل في بعض الأحيان جلين فيج التمثيل القانوني.
من هذه النقطة، تبدأ، مجموعة جديدة أصغر في تبادل روابط تقارير معاداة السامية في أوروبا والولايات المتحدة، ولكن مع الحرض على بناء براهين لفيلمهم الوثائقي المقترح. بالإضافة إلى إلويس، وكافانو، ةباسكال، كيج، وبن، وروثولز، انضم للمجموعة المنتج التليفزيوني بن سيلفرمان (منتج مسلسل “Mob Wives “).
كتب إلويس يوم 10 أكتوبر: “نتحدث أنا ورن غدًا حول الإدارة.. لا أعرف إذا كان أي منكم يعرف أو له رأي حول إيرول موريس، له ولكن أنا معجب به”.
يُذْكَر ايضًا “جون باتسك” وهو منتج أفلام وثائقية لشركة “باشون بيكتشرز،” لاحتمال مشاركته.
من الواضح أن إلويس يدرك القوة التي تتمتع بها هوليوود على الرأي العام العالمي.
كما يكتب في 5 اكتوبر “نحن نعمل في أعظم آلة رسائل في العالم، وإذا لم نتمكن من توصيل على هذه الرسالة لن يتمكن أحد”.
ربط فلسطين بمعاداة السامية
تربط رسالة المجموعة بشكل صريح معاداة السامية ليس فقط بالهجمات العنيفة الأخيرة على اليهود في جميع أنحاء العالم ولكن إلى أي معارضة لسياسات إسرائيل؛ لأنهم يعتقدون أن انتقاد إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى محرقة جديدة ضد اليهود، لا بد من معارضة شديدة لكل هذا النقد.
في سبتمبر، هاجم روثولز وكافانو عرض في مدينة نيويورك يدعى “وفاة كلنج هوفر،” وهي أوبرا حديثة تنتقد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وكونها تؤدي إلى اضطرابات وإرهاب.
يربط كافانو صراحة الأوبرا بمخاوف من تجدد المحرقة:
“يمكننا الاستمرار في التزام الصمت ونتظاهر إن هذا لا يحدث لأنه ليس في بلادنا بعد. يمكننا تجاهل العداء للسامية الأقرب إلى حالة ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية … تملأ الآن شوارع لندن وألمانيا وفرنسا وحول العالم. قد نعتقد جميعا أننا محميون هنا في الولايات المتحدة الحرة. ولكن ذلك ليس صحيحًا. لقد ضرب الأمر الآن عقر دارنا، ولا زلنا صامتين؟ “
في الرد، بكتب روثولز ما يلي:
” يصوتون غدا في برلمان المملكة المتحدة للاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يعني الاعتراف بالحكومة الحالية. والتي تشارك حماس في إدارتها ……قامت السويد وبولندا والمجر بالفعل بالاعتراف بها……. عابرين العديد من خطوط (الحمراء) …… .. انه واقع جديد بالنسبة لنا. إن الاعتراف الضمني والخفي من الحكومات الغربية لحماس كحكومة شرعية له سياسات المشروعة وميثاق شرعي، هو جريمة كراهية على نطاق عالمي.”
وضع روثولز رابط لمقطع فيديو بعنوان “أصوات يهودية في الحرم الجامعي”، والذي يربط فيه طلاب ف الجامعات الامريكية دعم فلسطين لهجمات معادية للسامية.
“المسألة هي أننا نواجه الكثير من معاداة السامية، في العديد من الطرق المختلفة”، كما يقول هنري، وهو طالب في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، في واحدة من أول الجمل التي قيلت في مقطع الفيديو.
في اللقطة التالية، نرى مايكل، وهو طالب في جامعة هارفارد، يتحدث في الميكروفون. ويقول: “نكون صادقين معكم تمامًا، كما تعلمون، فأن تكون ضد إسرائيل قد أصبح شيئًا رائعًا للقيام به”.
مباشرة بعد هذا البيان تعرض لقطات لمظاهرة سلمية مؤيدة لفلسطين يرددون في حرم جامعة غير معروف، بينما نسمع طالب آخر يصف أستاذًا جامعيًّا قيل إنه كان يدعو تلاميذه “الجهاديين الصغيرين”.
في وقت لاحق، في أكتوبر 2014، يتبادل الفريق العامل على مشروع الفيلم الوثائقي أخبارًا عن اعتراف الحكومات الأوروبية بفلسطين، وعن رسم صلبان معقوفة في الجامعات، و ذلك باهتمام والفزع متساويين.
استنادًا إلى أرشيف ويكيليكس وغيرها من المصادر المتاحة، كانت “مينت برس” غير قادرة على تحديد ما إذا كان مشروع الفيلم الوثائقي لا يزال نشطًا إذا استمرت المناقشات بعد عملية الإختراق، فلن تكون متاحة للجمهور.. لا توجد قوائم لموقع IMDB أو أخبار غيرها من الصناعات قد وجدت أي أثر للأفلام المقترحة.
رغم أن الوثائقي المقترح قد لا يصل إلى قاعات السينما أبدًا، من الواضح أن هوليوود – “أعظم آلة رسائل” في العالم – تورطت في إنتاج دعاية نيابة عن إسرائيل.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …