من يقف وراء تمثيلية “سيدة المطار”؟

لا يزال مقطعا الفيديو اللذان انتشرا مؤخرا على القنوات الفضائية وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعى لـ “ياسمين النرش” التى عُرِفت إعلاميا بـ”سيدة المطار”، أثناء مشاجراتها مع المقدم حازم فوزى بمطار القاهرة، تثير جدلا واسعا، من ناحية الشخصيات التى تقف إلى جوار “ياسمين”، وسر الهدوء غير المعتاد من قبل ضابط بالداخلية أمام سيدة بالغت فى تطاولها عليه بالألفاظ واليد.

وبحسب مراقبين، فإن توقيت ظهور الفيديو للرأى العام مريب، خاصة وأنه يأتى فى أعقاب حملة إعلامية غير مسبوقة ضد انتهاكات الداخلية وتجاوزاتها ضد المصريين، وفى مقدمتهم المعتقلون والمحتجزون داخل السجون وأقسام الشرطة .

“وراء الأحداث” حاول رصد ما تم تداوله خلال الساعات الماضية بشأن بطلة فيلم “خناقة المطار” والوقوف على أسرار التعامل الراقى لها من قبل ضباط الشرطة، فى الوقت الذى لا يحظى فيه أغلب المصريين بنفس هذا التعامل الراقي؛ حيث جاءت تفسيرات الحادثة كالآتى:

1- ابنة مليادير ومسنودة من كبار الدولة

“أنا هوريكم.. أنتم متعرفوش أنا مين .. أنا هوريكم أنا مين” بهذه الكلمات عبرت “ياسمين النرش” صاحبة مقطع “خناقة المطار” عن نفسها، ما جعل نشطاء ومراقبين يؤكدون أن النرش لا تجرؤ على فعل وقول ذلك، إلا إذا كانت بالفعل مسنودة من أحد كبار الدولة.

وكشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى أن “ياسمين النرش” التى اعتدت على ضابط أمن المطار، هى فى الحقيقة ابنة ملياردير وزوجة رجل أعمال وزوج أمها وزير سابق.

وتحت عنوان “ابنة المليادير والضابط”، كتب النشطاء: “مشهد المطار المبتذل الذى يجمع بين المقدم حازم فوزى من شرطة المطار وياسمين النرش”.

وكشف النشطاء أن ياسمين هى فى الحقيقة ابنة الملياردير محيى الدين النرش، وزوجة رجل الأعمال رانى مهنى، وزوج أمها ممدوح البلتاجى وزير السياحة السابق، بحسب ما تداوله النشطاء، وهو ما لم يتم التأكد منه بعد.

وبحسب ما نقله موقع “دوت مصر” عن مصادر أمنية، فإن ياسمين النرش هى بالفعل ابنة رجل الأعمال الملياردير، محيى النرش، رئيس مجلس إدارة شركة “نرش إكسبريس” للسياحة، ومالك العديد من المشروعات السياحية والأراضى بمنطقة المقطم وبمحافظة الغردقة، على حد قولهم.

2- تاجرة مخدرات

وفى سياق الروايات المختلفة عن صاحبة مقطع “سيدة المطار” قال مصدر أمنى بمطار القاهرة، إن المتهمة ياسمين النرش، صاحبة واقعة “فيديو” المطار الشهيرة، كانت متوجهة من القاهرة إلى الغردقة فى زيارة لابنتها، مشيرا إلى أنها صاحبة محل أدوات منزلية بالجونة، وأن سبب إثارتها فى مقاطع الفيديو التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، يرجع إلى أنه أثناء تفتيش حقائبها، وجد 197 جراما من مخدر الحشيش، قبل دقيقتين من موعد إقلاع الطائرة، ولذلك تم توقيفها ومنعها من ركوب الطائرة، وقوبل ذلك من طرفها بثورة عارمة على رجال الأمن، مثلما جاء فى مقطع الفيديو.

3- فيلم هندى لتحسين صورة الداخلية

نشطاء ومراقبون، اعتبروا أن مشهد استكانة ضابط الداخلية أمام المرأة التى بالغت فى اعتدائها عليه، ليس سوى “فيلم هندي” بحسب وصفهم لتحسين صورة الداخلية، والتى تعانى هجوما وانتقادا واسعا خلال الأيام الماضية من قبل مؤيدى الحكومة فى مصر قبل معارضيها.

ويطلق المصريون تعبير “فيلم هندي” على الحادثة التى لا يصدقونها، ويعتبرون أنها مدبرة من قبل طرف معين لتحقيق غرض ما، وهو بالضبط ما فسروا به حادثة المطار؛ حيث اعتبروا أن الداخلية هى من صنعت هذا المشهد؛ لإظهار تعاملها الراقى مع المواطنين، حتى من يتعرضون لهم بالإهانة.

ورغم أن مقاطع الفيديو نجحت فى جلب عدد من التأييد والتعاطف مع ضابط الداخلية، إلا أن آلاف النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى أكدوا أن ياسمين النرش بطلة الفيلم، لم تكن تجرؤ على هذا التصرف إلا بتنسيق مسبق مع الأجهزة الأمنية وضابط الشرطة الموجود فى الفيديو، وبهذا التفسير يرى النشطاء أن الداخلية نفسها هى من تقف وتساند تلك المرأة وليس أحد غيرها.

4- عمل مخابراتى لإلهاء المصريين

نشطاء آخرون، أكدوا أن مقطع الفيديو كان من الممكن أن يكون مشهدا عابرا لولا نشر القنوات الفضائية المؤيدة للسلطة له، واهتمام كافة المواقع الإخبارية المحسوبة على تأييد السلطة للخبر، وهو ما اعتبروه دليلا على أن أجهزة مخابراتية هى من تقف وراء نشر الفيديو واهتمام الصحف به بهذا القدر، وذلك فى إطار ما يعرف بـ “سياسة الإلهاء”، والتى يتم رصدها مؤخرا فى الشارع المصري.

ويؤكد نشطاء ومراقبين أن هناك عشرات المقاطع والمشاهد والقضايا يتم تداولها فى الشارع المصرى مؤخرا، تنم عن أن نشرها ليس اعتباطا؛ لكنه أمر مدبر من جانب جهات رسمية؛ بهدف إلهاء الناس عن المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وإتاحة الحريات التى كانت على رأس أولويات الثورة المصرية، وهو الملف الذى تتهم الحكومة بإغلاقه نهائيا منذ انقلاب يوليو 2013.

5 ــ كانت عضوة في حملة السيسي

جانب آخر كشفه الكاتب الصحفي والمدون وائل عباس عن ياسمين النرش (المعروفة بسيدة المطار) حيث أكد أنها كانت عضوة في حملة السيسي الانتخابية.

وغرد عباس عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلا: (ياسمين النرش كانت في حملة السيسي .. لكن “لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا”).

6ـ ريهام سعيد: كانت زميلتي وبنت ناس جدا

من جهة أخرى قالت الإعلامية ريهام سعيد، إنها حزينة لعرض فيديو “سيدة المطار” التي اعتدت على ضابط، مؤكدة أن “هذه السيدة بنت ناس جدًا، وكانت زميلتها في المدرسة، ثم دخلت كلية تجارة إنجليزي وتعمل حاليًا في مجال الديكور بمدينة الجونة”.

وأضافت سعيد، خلال برنامجها “صبايا الخير” المذاع على قناة “النهار”، أنها “سيدة مقتدرة جدًا ووالدها رجل أعمال كبير، ووالدتها كانت متزوجة من ممدوح البلتاجي، وزير السياحة الأسبق”، مؤكدة أن السيدة لا تتناول المخدرات.

وفي مفاجأة مثير أثار شقيق ياسين النرش شقيق “ياسمين النرش التي اعتدت على ضابط المطار” مفاجأة مثيرة للجدل حيث أكد أن شقيقته لم تكن تحمل أى نوع من أنواع المخدرات أو كما قيل ” الحشيش ” ولم يتم القبض عليها من الأساس وهى الآن موجوده بمنتجع الجونه حيث تمتلك فيلا بالقريه السياحيه الموجوده بمدينه الغردقه.

وصرح بأن ياسمين سوف تعقد مؤتمرا صحفيا بنفسها خلال أيام قليله تتحدث فيه عما حدث وعن تلك الفيديوهات التى صورت لها قبل 8 أيام مضت !!، وأن مايثار عن احتجازها على ذمة التحقيقات ليس صحيحا.

وفي السياق ذاته أكد الناشط والمدون وائل عباس أن ياسمين النرش صاحبة فيديو الاعتداء على ضابط شرطي بالمطار، حرة طليقة ولم يتم حبسها، واصفًا الواقعة بـ “التمثيلية”.

وقال عباس فى تغريدة بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “مفاجاة : ياسمين النرش حرة طليقة وما اتحبستش ولا يوم وشتمت الظابط تاني قدام وكيل النيابة والفيديو قديم من اسبوع نشره الضابط لينتقم عالنت”.

شاهد الفيديو:

مفارقات فى تعاملات الداخلية مع المواطنين

وفى الوقت الذى انتشر فيه فيديو “النرش” تداول نشطاء فيديو آخر لضابط شرطة يعتدى على مهندس مصرى أثناء اعتقاله، وقام بالوقوف بحذائه على صدره فى قلب الشارع.

واعتبر النشطاء أن مشهد النرش “يمثل الدولة التى قامت ضدها ثورة يناير، رجال أعمال وأولادهم أصحاب الحظوة والسطوة، وداخلية تقتل وتعذب المواطنين، وتحترم أصحاب النفوذ والسلطة، ومشهد اعتداء ضابط الشرطة على المهندس الآخر يكشف تجاوزات وانتهاكات وجرم الداخلية بحق المصريين بعد انقلاب 3 يوليو.

وقارن النشطاء بين التناول الإعلامى للفيديو الخاص بالسيدة التى تعتدى على الضابط وتعامله باحترام؛ بسبب أنها لها علاقات، وبين الشاب المعارض للنظام والذى يقف الضابط على صدره دون أى تعاطف إعلامى أو رد فعل رسمى كما حدث مع ضابط المطار.

وقال الناشط الحقوقى هيثم أبو خليل: إن الشرطى هنا يدوس على صدر مواطن بالحذاء.. علشان مش مسنود، وأضاف فى تدوينة له: أنه لو كان مسنودًا أو رقاصة لكان حدث له كما حدث فى واقعة المطار.

وقال الدكتور صلاح سلام – عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان: إن الشرطة وممارساتها تحتاج إلى وقفة، خاصة بعد أن ثبت خلال الفترة الأخيرة تورّط عدد من ضباط الشرطة فى أعمال تعذيب للمحتجزين، كان أشهرها تعذيب محامٍ داخل قسم المطرية حتى الموت، وواقعة اغتصاب اثنين من أمناء الشرطة، لفتاة معاقة داخل القسم.

شاهد شرطى “يدوس” على صدر متهم أثناء القبض عليه:

ونشر نشطاء إعلان وفيات بجريدة الأهرام يكشف المزيد عن شخصية “ياسمين النرش”، ويرجع تاريخه إلى عام 2008.

ويكشف أن ياسمين هي ابنة الدكتورة جمالات السمالوطي الشهيرة بجنات السمالوطي زوجة ممدوح البلتاجي وزير السياحة والإعلام والشباب الأسبق في عهد مبارك، كما تشغل جنات السمالوطي حاليا منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة نجيب ساويرس للتنمية الاجتماعية، ويظهر الإعلان أيضا عمل ياسمين خلال تلك الفترة بشركة أوراسكوم المملوكة لساويرس.

وكانت تقارير صحفية في أعقاب ثورة يناير، قد وضعت الدكتورة جنات السمالوطي ضمن “القائمة السوداء لصديقات سوزان مبارك” والتي شملت قائمة من سيدات المجتمع اللاتي ثارت بشأنهن أقاويل حول التربح واستغلال النفوذ، وربطت تلك التقارير حينئذ بين تولي السمالوطي رئاسة مؤسسة نجيب ساويرس للتنمية الاجتماعية وحصول رجل الأعمال على قطع أراضي مميزة في طابا بمساعدة زوجها ممدوح البلتاجي وزير السياحة الأسبق.