‫الرئيسية‬ ترجمات ودراسات نيويورك تايمز: الولايات المتحدة ستضرب سيناء ضمن توسيع خطط مواجهة “داعش”
ترجمات ودراسات - مايو 4, 2015

نيويورك تايمز: الولايات المتحدة ستضرب سيناء ضمن توسيع خطط مواجهة “داعش”

توقع تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن تقوم الولايات المتحدة بضرب تنظيم داعش في سيناء، المسمى “ولاية سيناء”، بعد تزايد خطره واستهدافه مدينة إيلات الإسرائيلية بصواريخ، وعجز الجيش المصري على القضاء عليه.

وتحت عنوان “السقوط في حرب أكثر اتساعا”، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية- في افتتاحيتها السبت 2 مايو الجاري- “إن هذا الأمر خاضع بالفعل للدراسة من قبل الولايات المتحدة وشركائها في التحالف ضد داعش”، منتقدة سبل مد الحرب ضد تنظيم داعش إلى ما أبعد من حدود العراق وسوريا.

ونوهت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن هذا التوسع قد يمتد ليصل إلى مناطق أخرى، من بينها شبه جزيرة سيناء، التي تنشط فيها جماعة “أنصار بيت المقدس” الموالية لداعش، قائلة “إنه ينبغي ألا يتفاجأ أحد من أن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف يناقشون توسيع الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى ما وراء حدود العراق وسوريا، فقد أصبحت الحروب الأكثر اتساعا أمرا معتادا بعض الشيء في الأعوام الأخيرة، وذلك في الوقت الذي تمتد فيها النزاعات العسكرية في ظل عدم وجود وعي أو حوار عام كبير”.

وقالت محذرة من هذا التوجه: “لقد بدأ جورج دبليو بوش “الحرب على الإرهاب” في أفغانستان، ثم انتقل إلى العراق وغيرها، وبعد مرور 14 عاما على هجمات 11 سبتمبر، لا يزال الرئيس أوباما ينشر قوات أمريكية وأسلحة لمحاربة تنظيم القاعدة والمتطرفين الآخرين في مناطق نائية بالعالم، بما في ذلك باكستان”.

وقالت نيويورك تايمز، إنه برغم تركز الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” بشكل كبير على العراق وسوريا حيث تتمركز الجماعة، التي تعرف أيضا باسم داعش، والتي سيطرت على مساحات شاسعة من الأراضي هناك وأسست كيانا راسخا، إلا أن بعض الأعضاء الإقليميين بالتحالف الذي شكل ضد داعش، والذي يضم أكثر من ستين دولة، يضغطون الآن على الإدارة الأمريكية من أجل حمل الحرب إلى جماعات إرهابية أخرى أعلنت نفسها كـ”فروع إقليمية” لتنظيم “الدولة الإسلامية.

وقالت إن هذا– نظريا – “قد يورط ذلك الولايات المتحدة والتحالف في ليبيا، حيث أرسل داعش عددا قليلا من مقاتليه للعمل على تنظيم نشاط المتشددين هناك، وقد يعني ذلك أيضا التحرك ضد “أنصار بيت المقدس”، وهي جماعة إرهابية يدعمها داعش في شبه جزيرة سيناء تتسبب في قلق هائل لمصر”.

وبحسب تقديرات مسئولين استخباراتيين، قد يكون لدى داعش نحو 31500 مقاتل في سوريا والعراق، إضافة إلى لا يقل عن بضع مئات من المتشددين الآخرين في كل من الأردن ولبنان والسعودية ودول أخرى أعلنوا تعهدات أقل رسمية بدعم داعش، بحسب التقرير.

وقالت، إنه من الضروري أن تدور نقاشات من قبل واشنطن وشركائها في التحالف بشكل دقيق ومفتوح حول أي توسيع جديد للحملة ضد داعش والجماعات المتشددة الأخرى، لشيء واحد، وهو أنه من الخطورة وعدم الحكمة بمكان افتراض أن الجماعات التي أعلنت ولاءها لداعش يسيطر عليها داعش ويشاركها مواردها أو بإمكانه تكرار مهاراتها العنيفة، فالكثير لا يمكنه فعل ذلك، وسيرتكب التحالف خطأ جسيما إذا عامل كل الجماعات المشتقة من داعش على أنها تشكل نفس نوع التهديد.

وشددت افتتاحية نيويورك تايمز على أن “المشكلة أكثر تعقيدا بكثير من مجرد تعقب داعش والجماعات المشتقة منه، فهناك الكثير من التهديدات التي تخرب وتزعزع استقرار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا، وهي التهديدات التي لا تقتصر على المتطرفين فحسب (الذين يتحالف بعضهم مع داعش، وبعضهم ليس كذلك)، وإنما أيضا هناك صراعات طائفية عتيدة وطويلة الأمد، إضافة إلى الانهيار شبه التام لسلطة الحكومة والنظام المدني في بعض الدول الفاشلة مثل اليمن وليبيا”.

وقالت “إنه بينما الولايات المتحدة يمكنها، ويجب عليها، أن تلعب دورا قياديا، فإن المسئولية الأساسية لمواجهة الجماعات المتشددة وإنهاء الحروب الطائفية ملقاه على عاتق دول المنطقة، بما في ذلك السعودية وإيران، وسيتطلب ذلك من هذه الدول تنحية العداوات جانبا، والتعاون والانخراط بشكل أكبر في الحرب، كما سيتطلب أيضا إجراء الكثير من هذه الدول إصلاحات داخلية، وذلك من منطلق أن الأيديولوجيات المتشددة والحكم القمعي يؤججان نيران التطرف.

ونقلت الصحيفة- عن أحد مسئولي البنتاجون- تقليله من احتمالات “شن حرب موسعة”، لكنها قالت “إن الحقيقة هي أن الأمر خاضع للنقاش، ولا بد أن تكون أكثر من كونها مجرد اهتمام عابر بالنسبة لرأي عام سئم الحرب، فانتشار التطرف سيكون محور العديد من الاجتماعات في الشهور القليلة المقبلة، بما في ذلك اجتماع قمة للقادة العرب دعا الرئيس أوباما لعقده خلال الشهر الجاري، واجتماع للقادة العسكريين لدول التحالف من المقرر عقده بالقيادة المركزية في الولايات المتحدة.

وأشارت لسعي أوباما للحد من الدور الأمريكي في الحرب على داعش باستبعاد إرسال قوات برية، والحد في البداية من المشاركة العسكرية في العراق بقصرها على الضربات الجوية، وتقليل مستويات القوة بالاكتفاء بتقديم دعم مخابراتي والمساعدة في أعمال التدريب والمشورة للوحدات العراقية، لكنه بعد ذلك زاد مستويات القوات في العراق ووسع نطاق الضربات الجوية لتمتد إلى سوريا.

وقالت إنه زاد على ذلك، وطالب الكونجرس مؤخرا بالموافقة على تشريع يعطيه، ويعطي أسلافه من بعده، ما يبدو وكأنه تفويض مفتوح لشن الحرب على داعش وما يرتبط به من أشخاص أو قوات.

وختم التقرير بتأكيد أن “هناك تاريخ طويل للكونجرس في فرض معايير صارمة؛ لئلا تسقط الولايات المتحدة بشكل أعمى في مزيد من الأفخاخ، ولكن للأسف، حتى عندما تفكر الإدارة في مشاركة أوسع، يظل الكونجرس غير قادر أو غير راغب في مواجهة الأمر”.

السيسي مسئول عن انهيار سيناء

وورد في مقال سابق منشور بموقع “ذا هيل” الأمريكي، 28 أبريل الماضي، كتبه عمرو دراج- رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري والقيادي بتحالف دعم الشرعية والقيادي في جماعة الإخوان- أن نظام السيسي هو المسئول عما يجري في يناير بسبب سياساته القمعية.

وقال إنه “ليس من المفاجئ بعد ذلك أن يكون رد فعل النظام على التمرد الناشئ في سيناء؛ هو معاقبة لأهالي سيناء فقط وليس المسلحين، من خلال استخدام الجرافات والديناميت لهدم أحياء بأكملها، وطرد ذويها منها، وتهجيرهم قسريًا وتشريد الآلاف، لإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة، بما يعاقب عليه القانون الدولي”.

وأكد الموقع الأمريكي أن الوضع تفاقم بسبب التعتيم الإعلامي المفروض في جميع أنحاء سيناء؛ لمنع الإبلاغ عن عمليات الهدم، أو أي عمليات عسكرية أخرى. متبعًا: “حتى عندما استطاع الصحفيون تجنب حظر التجول والوصول إلى المهجرين والمطرودين، والضحايا، وجدوهم خائفين من الكلام خشية الاعتقال”.

ولفت المقال إلى أن الأزمة في سيناء تكشف عن سوء تقدير آخر، ليس فقط كيفية إدارة واحتواء العنف، لكن أيضًا في تحقيق الأمن بعد التهجير، مضيفًا: “الجيش المصري كسر كل قاعدة فعالة لمكافحة المسلحين من خلال استعداء السكان المحليين، بما يزيد من دورات العنف التي قد تستمر لأجيال”.

ويُعد هذا العجز الديمقراطي ناتجا عن الاستيلاء غير الشرعي على السلطة من قبل السيسي في عام 2013، والتي سوف تعطي العون للمتطرفين في مصر، وستستغل الجماعات المتطرفة في سيناء “همجية الجيش المصري” في تجنيد الشباب السيناوي الذين فقدوا منازلهم وسبل العيش وأسرهم، وفقًا لـ”ذا هيل”.

وقال “ذا هيل”، إنه “ليس صدفة أنه بعد انقلاب 2013 وعودة الأوضاع في مصر إلى حكم أكثر قمعًا، أن تكون في سيناء فرع خاص بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ لأن المنطقة الفقيرة عانت عقودا من الإهمال، لكن أيضًا مع عدم وجود مساحة للمعارضة السياسية المنظمة، فإن السيسي ونظامه يجبرون المصريين على التطرف”.

ووجه الموقع عبر المقال المنشور رسالة لمن وصفهم بـ”حلفاء السيسي الغربيين”، جاء بها: “هناك أسئلة أخرى يجب أن تسألوها: في الأسابيع القليلة الماضية أعادت الولايات المتحدة 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر، وهذا يشمل دبابات أبرامز.. هل هذا الدعم الضمني للنظام يأتي على أمل أن يتوقف التمرد؟”، مجيًبا: “بالعكس هذا التسليح يعني المزيد من توظيف الجهاديين وسيضيفون لأنفسهم واقعا لمنظور الجهاد الدولي”.

واختتم مؤكدًا: “بشكل حاسم، إذا تخلت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن دعم أفكار الربيع العربي، فلا ينبغي أن تتفاجأ هي ومن معها، عند ظهور الأفكار المتشددة المتطرفة، فلقد رأينا الشباب وغضبه من فشل الديمقراطية وعودة الاستبداد، خاصة في سيناء، ومواجهة الشباب بعنف ظنًا أنه حل للعنف الذي تعاني منه مصر في سيناء”.

رابط المقال الأصلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …