‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي “طارق الجوهري”.. الضابط الذي أبكى كارهي الشرطة
تواصل اجتماعي - مايو 2, 2015

“طارق الجوهري”.. الضابط الذي أبكى كارهي الشرطة

أثارت وفاة العميد طارق الجوهري، الذي كان مسئولا عن تأمين منزل الرئيس محمد مرسي قبل الانقلاب الذي تم عليه في 3 يوليو 2013، صدمة في الوسط السياسي المصري، ولا سيما بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي، الذي يتمتع بمكانة خاصة في أوساطهم؛ باعتبار أنه ضحى بمهنته واستقراره في بلده، مقابل الإصرار على تأييده لمرسي، سواء قبل الانقلاب أم بعده.

حيث كان الجوهري أحد الضباط القلائل- أو بالأدق لم يعرف غيره- المؤيدين لمرسي، والحريصين على حياته ونجاحه خلال توليه الرئاسة، رافضا المؤامرات التي كشف جانبا منها خلال أحاديثه التلفزيونية المتعددة التي أدلى بها منذ خروجه من مصر، وحتى قبيل وفاته بأيام.

ووصف نشطاء العميد الجوهري بأنه “الضابط الثائر”، مثمنين مواقفه التي أدت إلى وفاته غريبا عن بلده، حيث يدفن اليوم، بعد العشاء، في قطر بناء على طلب أبنائه.

وكان العميد الجوهري، الذي وافته المنية أمس الجمعة بـ”قطر”، قد تعرض للإقالة من عمله بالشرطة مرتين، بسبب “حسن سيرته”، حيث أحيل للمعاش قبل ثورة يناير 2011، بتهمة مخالطة بعض الأشخاص دون المستوى، بينما أرجع الجوهري القرار لطلبه الاعتكاف خلال رمضان بأحد المساجد، وفق “إعلام أورج”.

وحصل على حكم قضائي من محكمة القضاء الإداري بالعودة للعمل عام 2009، لكن وزير الداخلية الأسبق رفض تنفيذ القرار، إلا أنه عاد لجهاز الشرطة بعد ثورة يناير، ثم تم عزله في مارس عام 2013، بحجة أن لائحة الداخلية تقضي بعدم استمرار الضباط العائدين إلى عملهم بقوة القانون أكثر من عام.

وقام بالمشاركة في عملية تأمين جلسات حبيب العادلي بأكاديمية الشرطة، بالإضافة إلى التواجد في حراسة المرشح الرئاسي أحمد شفيق، التي عينت على منزله خلال جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، وتم نقله إلى منزل الدكتور مرسى ليلة إعلان النتيجة، وظل هناك لمدة 6 أشهر، حيث تولى قيادة القوة الشرطية المكلفة بتأمين المنزل ليلا لعدة شهور، وكشف بعدها عن المؤامرات التي كانت تحاك ضد “مرسي” من قبل قوات التأمين.

مؤامرة ضد الرئيس

وأكد الجوهري أن مجموعة من الضباط وأفراد الداخلية المكلفين بحماية منزل الرئيس قاموا بشحن المتظاهرين، يوم 5 ديسمبر، والمعروف بأحداث الاتحادية، وتقديم الوعود لهم بمساعدتهم على اقتحام المنزل المكلفين بحراسته بالتجمع الخامس فى حال اقتحام المتظاهرين لقصر الاتحادية.

وأضاف: “كما توعدوا الرئيس مرسى فى حال انسحاب الشرطة من تأمين القصر الرئاسي،وجاء لى مفتش المباحث المشرف علينا، وقال قبل وصول الرئيس للقصر حرفيا: “نصف ساعة بالضبط وسيلقى به فى السجن.. دي مش أشكال رئاسة”.

وتابع: “قلت له: لماذا التجاوز يا فندم إحنا شرطة ودى أمانة وخلينا بعيد عن السياسة”، فقال لى حرفيا: “أنت معاه؟ ابقى خليه ينفعك.. كلها لحظات وهتكون أنت وهو في السجن”.. وقتها اتصلت بالحرس الجمهورى مباشرة، وقلت لهم هناك مخططات ترتكب من حرس تأمين الرئيس، وظللت أتوسل إلى قائد الحرس الجمهورى ألا يبيت الرئيس أو أحد من أسرته فى منزله هذه الليلة، خاصة وقد وصلتنى معلومات بأن هناك أفرادا ستقتحمون قصر الاتحادية فى هذا اليوم”.

وقال “إن الأجهزة اللاسلكية تم تعطيلها خلال الأحداث التي شهدها محيط قصر الاتحادية، ثم عادت لتعمل بإشارة قوية لحظة خروج الرئيس من القصر الجمهوري إلى منزله؛ للتنسيق بينه كقائد للحرس الليلي لمنزل الرئيس بالتجمع الخامس وبين تأمينه في القصر، ليقوم بتأمين المكان قبل وصوله.

شاهد شهادة الجوهري على خيانة ضباط الشرطة للرئيس مرسي:

مهاجمته لزملائه

ورغم أنهم من أبناء نفس المؤسسة، إلا أن ذلك لم يمنع الضابط الراحل من مهاجمة زملائه؛ بسبب انتهاكاتهم بحق الشعب المصري، حيث وصف ضباط الشرطة بأن عندهم “عقدة نفسية” بسبب حصولهم على مجموع منخفض في الثانوية العامة، والتي لا تكاد أن ترتفع عن 50%، مشيرًا إلى أن هناك عوامل نفسية لقوات الشرطة تؤثر على اتجاهها للعنف وقمع المتظاهرين، أولها الانتقام من ثورة 25 يناير التي ثارت ضدها، وبخاصة التيار الإسلامي الذي يمثل كتلة كبيرة وقوية في الشارع.

وأكد أن الآلية عندهم واحدة، بل تطور الأمر لإلغاء التحذير والرش بالمياه، وأصبح الضرب مباشرة بالغاز والخرطوش والرصاص الحي دون سابق إنذار، موضحًا أن قوات الأمن لديها عقدة نفسية منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث قُتل خيرة شباب ورجال مصر، ما بين أطباء ومهندسين، وخرج أهالي الشهداء ساخرين بعد ذلك في تظاهرات سلمية، مرددين أن الحاصلين على مجاميع 50% بالكاد في الثانوية العامة قتلوا من دخلوا طب وهندسة، فهذا جعل الشرطة تتعامل بعنف وانتقام نتيجة هذه العوامل النفسية.

الهروب من البطش

وسافر العميد الراحل إلى قطر بعد خروجه من جهاز الشرطة والإطاحة بمرسي، حيث أطل في عدة قنوات فضائية، هاجم خلالها ممارسات قوات الجيش والشرطة القمعية، إلى أن تُوفي في مستشفى “الكورة العام” بالدوحة، إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة، ومن المقرر أن يدفن مساء اليوم بمقابر “مسيمير”.

وكان آخر ما كتبه العميد الراحل، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “الموقف الغربي من السيسي أراه متوقعا.. دمية يتلاعبون بها لو كنت مكانهم لفعلت ما يفعلونه.. المصلحة هي المحرك الأساسي لعلاقات الدول.. هل يعنى هذا التوقف عن مخاطبة الضمير الإنسانى الأوروبي- إن وجد- اعتقد أنه لا بد من هذا التواصل حتى ولو من باب الدعوة، وتوضيح مفاهيم الإسلام والمسلمين، وفضح ممارسات الانقلاب فقط لا نعول عليهم في نصرة الحق، ولا نعتمد عليهم في نجاح ثورتنا فهذا هو الخطر لذلك أرى- وقد أكون مخطئا- أن ندع من يطرقوا هذا الباب دون أن نهاجمهم أو نحبطهم، فليسلك كل مسلكه وما يراه، طالما أننا متفقون على أن الحسم بيدنا لا بيد غيرنا، فلربما نستفيد من هذه المساعي يوم ينعم الله علينا بالنصر.. رؤية قد تكون غير صائبة فرفقا”.

حزن وعرفان

وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفتر عزاء، حيث بادر النشطاء بنعي “الجوهري” وذكر محاسنه، ومواقفه المناصرة للحق والمعادية للظلم والقمع.

وكان أبرز نعي كتب للعميد الراحل من أسرة الرئيس مرسي، حيث قال أسامة مرسي، نجل الرئيس مرسي والمتحدث باسم الأسرة، في صفحته على “فيس بوك”: “تنعى أسرة الرئيس محمد مرسي بكل حزن وأسى سيادة العميد طارق الجوهري، الذي كانت حياته وفاء للوطن، وموته نضالا من أجله، وسيرته ورعا عن الدنيا وزينتها، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته ويرزق أهله الصبر والسلوان”.

وكتب الناشط إسلام لطفي- عبر صفحته على موقع “فيس بوك”- “رحم الله العميد طارق الجوهري، لو كان هناك بقية من عقل لأصرت مصر أن يدفن في وطنه وأرضه، ولكن الجنون والغشم يتسيدان المشهد”.

ونعاه الصحفي جمال سلطان على موقع تويتر قائلا: “رحم الله العميد طارق الجوهري، كان رجلا نبيلا”.

كما قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين والوزير السابق عمرو دراج على تويتر: “اللهم اغفر للعميد طارق الجوهري، وارحمه وأسكنه الفردوس الأعلی من الجنة، فقد كان نبتة طيبة في مؤسسة عز فيها وجود أمثاله”.

وأضاف الإعلامي عبد العزيز مجاهد: “رحم الله العميد طارق الجوهري، كان صابرا على مرضه، محتسبا مجاهدا مخلصا، لا يبتغي بجهاده مالا ولا جاها”.

أما المحامي منتصر الزيات، فقد نعاه قائلا: “بلغنا للتو نبأ وفاة العميد متقاعد طارق الجوهري, فإنا لله وإنا إليه راجعون, لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار, غفر الله له وتقبل جهاده وأسكنه فسيح جناته, وأبدله دارا خير من داره، وأهلا خيرا من أهله”.

وأضاف “كان صادقا مهذبا دمث الخلق، واضحا، نحسبه كذلك والله حسيبه”، كما ختم تدوينته بأبيات من الشعر وهي “لا دار للمرء بعد الموت يسكنها.. إلا التي كان قبل الموت يبنيها… فإن بناها بخير طاب مسكنه.. وإن بناها بشر خاب بانيها”.

شهادة خطيرة للعميد طارق الجوهري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …