‫الرئيسية‬ تواصل اجتماعي “ولاية الصعيد” بعد “ولاية سيناء” تراهن على الغضب الشعبي
تواصل اجتماعي - أبريل 27, 2015

“ولاية الصعيد” بعد “ولاية سيناء” تراهن على الغضب الشعبي

أثار إعلان تنظيم «أنصار بيت المقدس» أو «ولاية سيناء» التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية» عن اعتزامه افتتاح فرع جديد للتنظيم في إحدى محافظات صعيد مصر، جدلا كبيرا ومخاوف واسعة بشأن الأوضاع الأمنية التى ستشهدها مصر إذا ما انتقل التنظيم إلى ربوع مصر مختلفة، وهو الذى عرف طوال السنوات الماضية عن اقتصار أنشطته داخل أراضى سيناء.

وكان تنظيم “ولاية سيناء” قد أعلن رسميا عبر حساب «ولاية سيناء» عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، اقترابه من افتتاح فرع جديد للتنظيم فى محافظات صعيد مصر.

وقال «أبو سفيان المصرى» أحد أعضاء التنظيم على «تويتر»: «قريبا الإعلان عن ولاية الصعيد»، معلنا مسئولية التنظيم عن استهداف قوات الجيش والشرطة فى قرى جنوب الشيخ زويد بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستهداف مدرعات الجيش، وقسم ثالث الشيخ زويد، واستهداف كمين كرم القواديس بقذائف الهاون، متوعدًا بمزيد من العمليات ضد الأجهزة الأمنية بسيناء.

ووفقًا للكاتب الصحفى «محمود سلطان» فإن اختيار التنظيم للإعلان عن فرعه الجديد تزامنا مع احتفالات تحرير سيناء لا يخلو من دلالة؛ حيث أراد التنظيم أن يحتفل بالمناسبة على طريقته الخاصة، كما رأى أن اختياره للصعيد بالتحديد كهدف لأنشطته لا يخلو من دلالة أيضا؛ حيث يرى «سلطان» أن التنظيم ينشط على أخطاء السلطة.. فهو فى سيناء، المنطقة المهمشة والمحرومة من حنان الدولة؛ حيث الفقر والبطالة والقمع الأمنى غير المسئول، أحالها إلى حاضنة قابلة لاستضافة «التطرف»، فهى منطقة فراغ لا تشغله السلطة بالتنمية، ولكن بالقهر والإذلال، فتتمدد فيها «القوى البديلة» أيًا كانت هويتها: تنظيمات مسلحة، عصابات جريمة، جماعات متطرفة أو مخابرات قوى دولية وإقليمية.

وأوضح سلطان فى تغريدات له أن الصعيد أيضًا من الأطراف المهمشة والمحرومة أيضًا من حنان الدولة، ولا يرى فى الأخيرة إلا «جابى ضرائب» بالعصا الغليظة.. وهو منطقة شديدة الفقر، طاردة للعمالة غير المدربة، وبمعنى آخر فهى أيضًا منطقة «فراغ» لا تشغله الدولة بمشروعات تغنى المواطن الصعيدى عن مشقة المذلة والبهدلة والتسول عند كل إشارة مرور فى القاهرة، فتتمدد فيه أيضًا «القوى الموازية» أيا كانت هويتها القبلية أو السياسية أو التنظيمية.

وأشار «سلطان» إلى تطابق البيئتين السيناوية والصعيدية، من حيث التقاليد والعادات ونزعات التمرد والجغرافيا الوعرة والتى تستعصى على السيطرة وإخضاعها للجيوش النظامية؛ حيث يقتفى التنظيم أثر الإهمال الحكومي، وتضخم ديكتاتورية العاصمة، واستحواذها على الاهتمام الأكبر، وترك الأطراف «المهملة» تؤسس ولاءاتها الخاصة، وتحولها إلى حواضن لأية قوى مناوئة للسلطة «الاستعلائية» فى القاهرة، بحسب وصفه.

وكانت صحيفة «المونيتور» قد نشرت تقريرا سلطت خلاله الضوء على الخسائر التى يتكبدها الجيش المصرى فى سيناء، وقال باحث فى شئون سيناء والجماعات المسلحة رفض الكشف عن هويته فى تصريحات للصحيفة: «الاستغراب من نجاح هجمات الإرهاب فى سيناء ليس فى محلّه؛ لأنّ الجيش لم يغيّر من خططه التى تعدّ دفاعيّة وتعتبر محاولات لصدّ الهجمات وإغلاق الثغرات، بدلاً عن كونها خططا هجوميّة لاستهداف الإرهاب واقتلاعه من جذوره».

وأضاف الباحث: «تعمل قوّات الجيش فى سيناء فى شكل روتينى أشبه بالواجب الوظيفى اليوميّ، من دون إجراء أى تغييرات لها دلالات استراتيجيّة ومستقبليّة فى اجتثاث الإرهاب، فعندما يهاجم الإرهاب معسكرات الجيش بالسيّارات المفخّخة، يقوم الجيش بإغلاق الطرق المحيطة بالمعسكرات، ويعتقد بذلك أنّه أوقف الهجمات، فيتّجه الإرهاب إلى تغيير استراتيجيّته ويهجم بالعبوات الناسفة، فيتّجه الجيش إلى تغيير الطرق والسير عشوائيًّا عبر طرق صحراويّة غير منتظمة.

وعندما يهاجم الإرهابيّون الارتكازات ومعسكرات الجيش بزخّات الرصاص وقذائف الـ”آر بى جي”، يتّجه الجيش إلى تعزيز معسكراته ومقرّاته من الخارج بالمزيد من أكوام الرمال».

ويستطرد: «يخطّط الإرهابيّون دائما حسب آخر المستجدّات، ويجهّزون للهجمات بحسب الثغرات الجديدة، ومن أكبر الأخطاء التى يقع فيها الجيش هو وضع نقاط وارتكازات عسكريّة ثابتة على الطرق، ممّا يسهّل على الإرهابيّين خطط المباغتة وتنفيذ الهجمات لأهداف ثابتة، ليس لها ظهير حماية فى أراضٍ صحراويّة».

هل بدأ الجيش يفقد السيطرة ؟

وعلى عكس ما تردد وسائل الإعلام المؤيدة للسلطة فى مصر، فإن الأوضاع على الأرض تظهر فقدان الجيش للسيطرة على الموقف فى شمال سيناء، بل إنه تحول من حالة الهجوم إلى الدفاع فى ظل تحكم المسلحين على الطرق الرئيسية هناك، ونصب الأكمنة وحواجز التفتيش عليها بما يؤكد قدرة التنظيم على التحرك بحرية.

ويقول خبراء: إن هذا التغيير فى تكتيك تنظيم الدولة، يعكس تناميا كبيرا لقدراته وتطويرا للخطط التى يتبعها فى حربه المفتوحه مع الجيش المصرى المثخن بالجراح.

ويزيد هذا التكتيك من الصعوبات التى يواجهها الجيش فى سيناء؛ حيث أصبح من شبه المستحيل توفير الحماية للشاحنات التى تتحرك على الطرق الصحراوية الطويلة ويسهل استهدافها، كما أن الاعتماد على نقل المؤن والإمدادات باستخدام الطائرات المروحية هو أمر مكلف للغاية.

ونقلت تقارير صحفية أن القوات ستعتمد خلال الفترة المقبلة على استخدام “كاسحات الألغام” لأول مرة فى سيناء؛ لحماية الأرتال العسكرية المتحركة من عمليات التفجير، بعد أن نجح المسلحون فى زرع الألغام على الطرق الرئيسية فى مناطق العريش ورفح والشيخ زويد.

وأكدت أن تنظيم الدولة يملك كميات كبيرة من العبوات الناسفة والألغام المضادة للدبابات، بالإضافة إلى قدرة عناصره على تصنيع عبوات محلية شديدة التفجير، باستخدام مواد تباع بشكل عادى فى الأسواق، مشيرة إلى أن التنظيم يسعى كذلك إلى الحصول على صواريخ “سام 7” المحمولة على الكتف لاستهداف الطائرات المروحية التابعة للجيش.

نسف منزل إبراهيم العرجانى بشمال سيناء

وبحسب مصادر قبلية، فإن تنظيم “ولاية سيناء” منزل رجل الأعمال إبراهيم العرجانى، رئيس مجلس إدارة شركتى “مصر سيناء” و”أبناء سيناء”، وأحد أبناء قبيلة الترابين وأحد الموقعين على بيان “قبيلة الترابين” الذى توعد بمواجهة التنظيم الذى كان يعرف باسم “أنصار بيت المقدس” .

وأفادت مصادر قبيلة بشمال سيناء، أن مجموعة مسلحة فخخت المنزل المكون من أربعة طوابق بسبعة براميل متفجرة ونسف المنزل بالكامل وسط حالة من الخوف والرعب بين أهالى المنطقة.

كان التنظيم، قد استوقف سيارة إبراهيم العرجانى رجل الأعمال وأحد رموز قبيلة “الترابين”، وأخذوها بقوة السلاح من أمام منزله بمدينة الشيخ زويد، فى أول رد على بيان قبيلة “الترابين”، الذى توعدت فيه التنظيم بالتصدى له ومواجهته، خاصة وأن العرجانى ضمن الموقعين على البيان المذكور، يذكر أن العرجانى يعد من المقربين من السيسى وأشد الداعمين له بسيناء.

وفى سياق متصل، أكدت الصحفية منى الزملوط المتخصصة فى الشأن السيناوى عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعى المُصغر “تويتر” مقتل أدمن صفحة سيناء العز “أحمد عبد الله” الذى يبلغ من العمر 21 عاما برصاص قوات الأمن بالشيخ زويد، كما أكد الخبر مقربون منه وشهود عيان بالمنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …