مدينة الإنتاج .. من انفجار الأبراج لانفجار غضب العمال
انتقلت أزمة تسريح العاملين التى تعانى منها القنوات الخاصة فى مصر، مؤخرا، إلى التليفزيون الرسمى وقطاع الإعلام الحكومى؛ حيث قام عدد من العاملين بمدينة الإنتاج الإعلامى، ظهر اليوم، بمحاصرة أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى وطرده خارج المدينة، عقب مروره بالقرب من الاعتصام الذى ينظمونه حاليا داخل مدينة الإنتاج الإعلامى؛ احتجاجا على فصلهم تعسفيا.
وتأتى احتجاجات العمال عقب الأزمة التى مرت بها المدينة، مؤخرا بعد تفجير برجى تغذية المدينة بالكهرباء على يد ما يعرف بحركة “العقاب الثوري”، والتى أدت إلى انقطاع الكهرباء عن المدينة تماما لعدة ساعات، وتقطعها لأيام بعدها .
وكانت موجة من الغضب قد انفجرت خلال اليومين الماضيين بين العشرات من الموظفين بمدينة الإنتاج الإعلامي، بعد قيام أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى بفصلهم تعسفيا، بدون إنذار أو تحقيق، بالإضافة إلى عمل تقرير كفاية كل 3 أشهر بدلا من التقارير السنوية؛ للإسراع بتصفيتهم، وذلك بحسب قولهم.
وبعد تقديم العمال شكاوى إلى مكتب العمل، اتهموا فيها مجلس الإدارة بفصلهم تعسفيا، لم يحصل العمال على رد شافٍ من المكتب، قرر العمال الدخول فى اعتصام مفتوح أمام بوابة (4) بعد تأكيدهم بأن رئيس مجلس الإدارة أصدر قرارًا بفصل 52 عاملاً، دون تحقيق أو إنذار؛ بحجة أنهم عمالة زائدة، وبعد قيام مجلس الإدارة بإجراء تحليل طبى عشوائى لنحو 600 عامل للكشف عن المخدرات من جملة 2500 عامل، بعد إيهامهم بإجرائها بوزارة الصحة، وتبين أنها شركة تابعة للخدمات الطبية بالمدينة، وفقًا لروايتهم.
وعلم عدد من المعتصمين اليوم بوجود “أسامة هيكل” داخل المدينة فقاموا بالتوجه لمكتبه ومحاصرته لعرض شكواهم، إلا أنهم فشلوا فى ذلك بعد تصدى قوات الأمن لهم، والتى انتشرت بشكل مكثف فى المدينة فى محاولة منهم لتأمين خروج هيكل، وهو الأمر الذى أشعل الأزمة بين العمال ورئيس مدينة الإنتاج “أسامة هيكل”.
وتداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” فيديو يوضح طرد أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى من مظاهرة للعمال المعتصمين أمام بوابة (4)؛ حيث ظهر يسرع بالخروج من التظاهرة بعد هتافات المتظاهرين ضده “بره .. بره”.
وأصيب 3 من المعتصمين بكسور فى حادث سيارة عارض خلال الاعتصام، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج.
شاهد الفيديو:
هيكل: لا تراجع والمفصولين مدمنين
من جانبه برر مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامى، فصل العاملين بالمدينة بأنه جاء بعد ثبوت تعاطيهم المخدرات، وثبوت إيجابية تحليل عيناتهم التى تم أخذها منهم.
وأكد أسامة هيكل رئيس المدينة أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد العاملين الذين قاموا بإثارة الشغب وتحطيم سيارة أمن مركزى، إضافة إلى كسرهم لبعض الأبواب فى المبنى الإداري.
وأكد أنه لا تراجع عن قرار فصل العاملين الذين تبين أن عيناتهم إيجابية، وذلك توافقًا مع قانون العمل ولائحة الشركة، مشيرا إلى أن القرارات لم تكن مفعلة من قبل، على حد قوله.
الهيكلة وشبح الاستغناء يهز ماسبيرو
فى المقابل، يشهد مبنى “اتحاد الإذاعة والتليفزيون – ماسبيرو” حالة من الجدل والقلق وسط العاملين بالمبنى؛ بسبب قضية إعادة “الهيكلة “وشبح الاستغناء عن العاملين، وضم 12 قطاعا فى 4 فقط، والتى قد طرحها مؤخرا عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
ويتخوف عدد كبير من العامليين فى ماسبيرو من أن يتم التضيحة بهم نتيجة الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها البلاد بشكل عام، وتنعكس بشكل خاص على القطاعات الحكومية والموظفين بالدولة.
وكان الأمير، قد صرح بأن الهيكلة ستبدأ خلال شهور وتتضمن دمج الـ12 قطاعا إلى 4 قطاعات، وخفض العاملين إلى 15 ألفا بحلول عام 2020.
ورغم وعود الأمير بأنه لن يتم الاستغناء عن أى عامل أو خروج أحد معاش مبكر، وأنه سيتم الحفاظ على قطاع القنوات الإقليمية وتحويل قطاع الأخبار والمتخصصة وغيرها من القطاعات لشركة تدر دخلا للعاملين، إلا أن التخوف ينتاب كثير من العاملين؛ لعدم ثقتهم فى تصريحات الأمير، وقاموا بإرسال عدة رسائل استغاثة لإبراهيم محلب والمشير عبد الفتاح السيسي.
وأكد عدد من العاملين أنهم لن يستسلموا لمشروع الهيكلة المقدم من قبل الحكومة إلا بعد مناقشته وطرحه على العاملين، ومعرفة إيجابياته وسلبياته، وقرروا تدشين حملات ضد الهيكلة، مهددين بأنه فى حالة التلاعب بهم وبأرزاقهم ومستحقاتهم فسوف يتم تصعيد الأمور.
جدير بالذكر أن الكاتب الصحفى ممدوح الولى، الخبير الاقتصادى ونقيب الصحفيين السابق، قد كشف فى تصريحات صحفية سابقة أن الخسائر التى حققها اتحاد الإذاعة والتليفزيون بماسيبرو فى العام الأول الماضى 2014، بلغت 4.3 مليارات جنيه.
وأوضح الولى أن بيانات الحساب الختامى لموازنة اتحاد الإذاعة والتليفزيون، خلال العام المالى الأخير 2013/2014 والمواكب للعام الأول للانقلاب، قد بلغت إيرادات الاتحاد 1.289 مليار جنيه، بينما بلغت المصروفات 5.772 مليارات، لتصل الخسائر خلال العام 4.286 مليارات جنيه”.
اقرأ أيضا:
“العقاب الثوري” توثق عملياتها على خطى “داعش”
دلالات عملية “قطع الألسنة” بمدينة الإنتاج الإعلامي
مهزلة..”العسكري” يعين 28 حاصلا على محو أمية مديري إنتاج في ماسبيرو
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …