قنوات المال السياسي الداعمة للسيسي تفلس
استمرارا للأزمات المالية الطاحنة التي تعاني منها مؤخرا فضائيات “المال السياسي” في مصر، كشفت مصادر مطلعة داخل شبكة قنوات (CBC) عن قيام محمد الأمين، رجل الأعمال الشهير والمقرب من السلطة في مصر، ببدء صفقة لبيع قناة CBC لمستثمر كويتي، اجتمع معه واتفقا معًا على قيمة الصفقة بصورة نهائية، إلا أن المصادر تؤكد أن الإعلامي بالقناة خيري رمضان وسمير يوسف ووليد العيسوي الشركاء في أسهم القناة رفضوا بيع أسهمهم في الشبكة.
وكشفت المصادر أن الأزمة المالية الحالية التي تمر بها شبكة قنواته هي التي أجبرت الأمين على بيع أسهمه في القناة العامة، خاصة أنه غير قادر على سداد أجور الإعلاميين والعاملين بها بنسبة كبيرة، مما جعله يلجأ لعرض أسهمه بالقناة العامة للبيع؛ حتى يعوض بعض الخسائر التي حدثت للشبكة مؤخرًا، فضلا عن تسريحه لـ6 من مذيعيها، ونحو40% من قوة العاملين بها، إلى جانب تخفيض الرواتب لباقي العاملين.
وبحسب ما ذكره موقع البوابة نيوز، المقرب من السلطة، فإن الأمين قرر بيع أسهمه إلى المستثمر الكويتى، وتصل هذه الأسهم إلى ٦٣٪ من أسهم الشبكة، حيث يمتلك الإعلامي بالقناة خيري رمضان ووليد العيسوى ومجموعة من المساهمين نسبة ٣٧٪ من قيمة الأسهم، ورفضوا جميعًا بيع أسهمهم في القناة، فيما قرر سمير يوسف أن تظل قناة cbc “سفرة” بمنأى عن هذه الصفقة، ولا تدخل في إطارها.
ومنذ عدة أشهر، وتعاني الفضائيات المملوكة لرجال أعمال مقربين من نظامي الرئيس المخلوع مبارك والمشير السيسي من مشاكل مالية طاحنه، قاموا على إثرها بتصفية عدد من القنوات وإغلاقها، مثل إغلاق قناة “MBC مصر 2” بعد وقف الدوري الممتاز، وإغلاق “CBC2″، ومجموعة قنوات “مودرن” للسبب ذاته، وإغلاق قناة “المحور 2″، و”المحور دراما”، و”ميلودي” بسبب مشاكل مادية وضعف الإعلانات.
محمد الأمين وغسيل الأموال
وبحسب مراقبين، فإنه ومنذ اندلاع ثورة يناير 2011، بزغ اسم محمد الأمين، رجل الأعمال المصري، مع عدد من القنوات الفضائية، إلى الحد الذي أطلق عليه البعض «روبرت مردوخ» مصر، مع الفارق بين إمبراطور الإعلام الصهيوني العالمي، ومحمد الأمين رجل الأعمال المصري.
ومن الاستثمار العقاري إلى الغذائي إلى السياحي، اقتحم الأمين عالم البيزنس الإعلامي من أوسع أبوابه، خاصة أنه يعد من أبرز رجال الأعمال المقربين من نظام الرئيس المخلوع مبارك، حيث امتلك الأمين قناة CBC والتي يظهر عليها إعلاميون ذو أجور عالية تبلغ عشرات الملايين، أمثال عادل حمودة ومجدي الجلاد ولميس الحديدي وخيري رمضان.
كما يملك الأمين جريدة الوطن المصرية ونحو 85% من أسهم تليفزوني النهار ومودرن، ويدفع أجورا خيالية لمحمود سعد وغيره من المذيعين الذين يظهرون عبر فضائياته الخاصة،
وبين حين وآخر يتردد اسم الأمين في عمليات غسيل الأموال داخل مشروعاته الإعلامية، إلى الحد الذي قام فيه مجموعة محامون- أطلقوا على أنفسهم «جبهة المحامون الشرفاء لإنقاذ مصر»- بتقديم بلاغات للنائب العام ضد الأمين وقنواته CBC والنهار، بتهمة التحريض على إشعال الفتنة في مصر خلال أحداث محمد محمود وحريق المجمع العلمي وشارع مجلس الوزراء.
وذهب آخرون إلى أن الأمين “دوبلير” يخفي مالك القنوات الحقيقي أشرف صفوت الشريف، الذي ينفذ من خلال قنواته مخططات لهدم الدولة وقتل الثورة لصالح رموز نظام مبارك ووالده صفوت الشريف وباقي رجال مبارك، إلا أن مصير تلك البلاغات لا تزال محفوظة في أدراج النائب العام حتى الآن.
وكان مقال سابق للصحفي سامي كمال الدين قد أحدث ضجة واسعة في حينه، حيث كتب مقالا تحت عنوان “محمد الأمين من قواعد التواليت إلى قمة الإعلام”، تحدث عن أسرار أموال محمد الأمين البالغ قدرها 500 مليون جنيه، وملكيته لمجموعة من الفضائيات التي من بينها قناة سي بي سي ونجمها الأبرز خيري رمضان٬ والصحف التي من بينها جريدة الوطن ورئيس تحريرها مجدي الجلاد، والتي كانت جميعا تهاجم الثورة.
المال السياسي يخسر أكثر مما يربح
وبحسب تصريحات سابقة لـ”صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام في حكومة الرئيس مرسي، فإن جميع وسائل الإعلام في بلاده- سواء الخاصة أو المملوكة للدولة- “لا تربح”، وتكبدت خسائر وديونًا قدرها أكثر من 4.8 مليار دولار.
وألمح عبد المقصود- في تصريحات صحفية- إلى وجود مال سياسي يصرف على القنوات الفضائية، إلى الحد الذي تبلغ استثمارات تلك الفضائيات سنويا 6 مليارات جنيه، بينما الإعلانات التي تحصل عليها تقدر قيمتها بمليار ونصف المليار فقط”!!.
وأكد أن الفارق المالي الكبير الذي يبلغ 4 مليارات ونصف، لا يفسر إلا في إطار أنه مال سياسي يدفع لتلك القنوات لأغراض معينة، متسائلا: إذا كانوا يخسرون كيف يستمرون؟.
وأضاف أن ديون مبنى الإذاعة والتلفزيون (التلفزيون الرسمي) بلغت نحو 2.8 مليار دولار، فيما بلغت ديون الصحف القومية (مملوكة للدولة) أكثر من 1.4 مليار دولار، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن القنوات الفضائية الخاصة تكبدت خسائر تقدر بحوالي 650 مليون دولار، دون أن يحدد الفترة التي تحققت خلالها هذه الخسائر، ولا مصدر معلوماته.
هل تخلت الإمارات عن الإعلام المصري؟
ويؤكد مراقبون أن شبح الإفلاس يغازل القنوات الخاصة وفضائيات رجال الأعمال والمال السياسي؛ بسبب غياب السيولة وضعف التمويل، جراء قلة الإعلانات التي تعاني منها تلك الفضائيات، بالإضافة لتدهور الوضع الاقتصادي الحالي في مصر، والذي بدوره انعكس على تلك القنوات الفضائية والمستثمرين فيها.
فيما يؤكد مختصون أن تخلي بعض ممولي القنوات الفضائية عن الدعم الذي يقدمونه لها يعد أحد أبرز أسباب إغلاق بعض القنوات مؤخرا، خاصة مع حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر، والتي دفعت بعض الممولين الخليجيين والإماراتيين على وجه التحديد إلى وقف دعمهم للقنوات لأسباب سياسية تتعلق بهم.
وسبق لجريدة «روز اليوسف» اليومية الحكومية أن قالت- في تقرير نشرته منتصف العام الماضي- “إن هناك تدفقا للمال الإماراتي على وسائل الإعلام المصرية، وإن هناك حربا إعلامية بين رءوس الأموال المتحكمة في مجال الميديا، أبرزها دخول رءوس أموال إماراتية لمنافسة رءوس الأموال القطرية والسعودية.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع لا يتوقف عند حالة الاحتراب بين رءوس الأموال، بل بدأت بوادره فى السباق القائم بين القنوات ومحاولات كل منها التعاقد مع إعلاميين، وجذب أكبر عدد من الجمهور المصري للتأثير عليه بالمال الخليجي.
وتُتهم دولة الإمارات بأنها تدعم عددا متزايدا من الصحف والمواقع العربية والإعلاميين، خاصة المصريين، الذين لا هم لهم سوى بث وإنتاج المواد التي تشوه الإسلاميين في العالمين العربي والإسلامي؛ لتحقيق أغراض سياسية إمارتية.
اقرأ أيضا
الفضائيات “تترنح” بسبب المذيعين وأمن الدولة
بلسانهم.. أصحاب وأبواق الفضائيات الخاصة يعترفون باتباع تعليمات السلطة
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …















