مصر بالمركز السبعين بالصادرات العالمية
تعبر صادرات أى دولة عن قدرة جهازها الانتاجى على تغطية احتياجاتها المحلية من السلع التى تنتجها ، ووجود فائض للتصدير يغطى قيمة وارداتها السلعية ، ويوفر فائضا احتياطيا يكفى لتغطية احتياجاتها الطارئة من الواردات .
إلا أن قيمة الصادرات المصرية ومنذ أكثر من ستين عاما تقل عن قيمة الواردات السلعية ، مما نتج عنه عجزا تجاريا متزايدا ، بسبب معدلات النمو العالية للواردات ، مقابل معدلات نمو بطيئة للصادرات ، حتى أصبحت قيمة الصادرات تمثل حوالى 40 % من قيمة الواردات .
بل أن بيانات جهاز الاحصاء تشير الى انخفاض قيمة الصادرات السلعية خلال العام الماضى عما كانت عليه بالعام قبل الماضى ، وهو ما كرره البنك المركزى بإعلانه بلوغ قيمة الصادرات المصرية خلال العام الميلادى الماضى 2ر25 مليار دولار ، مقابل 5ر26 مليار دولار بالعام الميلادى الأسبق .
وخلال العام الماضى احتلت الصادرات المصرية المركز السبعين بين دول العالم من حيث قيمتها ، حسبما ورد بكتاب حقائق العالم ، رغم احتلال مصر المركز السادس عشر دوليا من حيث عدد السكان .
وكان الوضع معكوسا فى دول مثل سنغافوره التى يقل عدد سكانها عن ستة ملايين نسمه ، مقابل 88 مليون نسمة لسكان مصر ، حيث كانت قيمة صادراتها 449 مليار دولار ، أى حوالى 17 ضعفا لقيمة الصادرات المصرية البالغة 27 مليار دولار حسب الكتاب .
وتكرر الأمر مع دول مثل النرويج البالغ سكانها 5ر5 مليون نسمه ، وأيرلندا البالغ سكانها أقل من خمسة ملايين نسمه ، والدانمرك البالغ سكانها أقل من ستة ملايين ، ورغم ذلك كانت صادرات تك الدول تمثل عدة أضعاف قيمة الصادرات المصرية .
وإذا كان هذا الأمر مبررا بحكم التقدم الصناعي لتلك الدول ، فمن الغريب أن تزيد قيمة صادرات دولة مثل سلوفينيا البالغ عدد سكانها أقل من 2 مليون نسمه عن الصادرات المصرية ، ونفس الشىء مع صادرات دول مثل بورتريكو وليتوانيا التى يقل عدد سكان كلا منهما عن أربعة ملايين نسمه .
وفى هذا السياق بلغت صادرات اسرائيل التى يقل عدد سكانها عن ثمانية ملايين نسمه ، 63 مليار دولار حسب البيانات الأمريكية و 69 مليار دولار حسب البيانات الاسرائيلية ، بما يمثل أكثر من ضعفى قيمة الصادرات المصرية .
بل أن الأغرب هو نوعية الصادرات الاسرائيلية التى يغلب عليها طابع التكنولوجيا المتقدمة ، بينما يتدنى المكون التكنولجى بالصادرات المصرية .
وهكذا احتلت الصادرات المصرية المركز الثامن عربيا ، لتسبقا دول صغيرة مثل قطر التى بلغت قيمة صادراتها 121 مليار دولار وبما يمثل أكثر من أربعة أضعاف الصادرات المصرية ، كما زادت صادرات سلطنة عمان البالغ سكانها أقل من أربعة ملايين نسمه عن الصادرات المصرية .
وعلى مستوى بلدان العالم الاسلامى احتلت مصر المركز السادس عشر ، لتسبقها دول نامية مثل بنجلاديش وكازاخستان وأزربيجان .
وهناك أسبابا عديدة لتدنى قيمة الصادرات المصرية منها فى الوقت الحالى فقدان أسواق تصديرية مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن ، وصعوبات التمويل المصرفى وتأخر صرف دعم الصادرات ، وقلة الأراضى الصناعية ونقص العمالة المدربة وارتفاع أسعار الطاقة وعدم انتظامها .
ولعل تحول نشاط قطاع تصنيع الأسمدة التصديرى الى العمل بجزء من طاقته بسبب نقص الغاز الطبيعى أحد الشواهد ، والنتيجة التوجه الى استيراد الأسمدة .
كما تراجع مركز الصادرات السلعية غير البترولية الى المركز الثانى بين موارد العملات الأجنبية ، مع الأخذ فى الاعتبار أن حصيلة الصادرات السلعية لا تذهب بأكملها الى المصدرين المصريين ، وإنما يتقاسمها معهم المصدرين الأجانب والعرب من أصحاب المشروعات العاملة فى مصر ، حيث أن أرقام التصدير تمثل صادرات كل المشروعات التى العاملة بمصر على اختلاف جنسياتها .
ويظل السؤال الرئيسى يطرح نفسه هل تتحسن الصورة فى الفترة القادمة ؟ وتجيب احصاءات الجهات الرسمية الى تراجع قيمة الصادرات بنسبة 21 % خلال أول شهرين من العام الحالى ، بالمقارنة لقيمتها خلال نفس الشهرين من العام الماضى !
——–
نقلا عن (مصر العربية)
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …