الحكومة مبسوطة من المعارضة
المؤكد أن هذا العنوان لفت نظرك ورأيته يدخل في دنيا العجائب، فالاستبداد السياسي هو الذي يحكمنا، وحكم العسكر الجاثم على أنفاسنا، فكيف تكون الحكومة مبسوطة من أي معارضة بل وسعيدة قوي كمان!!
والإجابة تتلخص في كلمة واحدة، اسمها: الانقسام! انظر إلى المعارضة المصرية في الخارج.. لقد فشلت في أن تكون على قلب رجل واحد في وجه الديكتاتورية في مصر!!
وللأسف ساد الانقسام حتى جماعة الإخوان المسلمين الضحية الأولى للاستبداد بدلا من أن يقفوا صفا واحدا في وجه من يعمل على قمعهم والبطش بالشعب المصري كله!!
وإذا نظرت إلى داخل البلاد رأيت وضع المعارضة أشد سوءًا!! والأحزاب المدنية فرضت المقاطعة الكاملة على التيار الإسلامي بعدما اتهموهم بخيانة الثورة! ورد هؤلاء التحية بأحسن منها، واتهموا هذه الأحزاب والتيار العلماني بتأييد الديكتاتورية العسكرية والتهليل للمذابح التي أرتكبت في “رابعة” وغيرها، وضرب التظاهرات بالرصاص!
وبعدما تمكن الإستبداد في مصر انقلب على حلفائه وأذاق الأحزاب المدنية من ذات الكأس ورفع شعار البطش للجميع ولا فارق بين معارضة مدنية وأخرى إسلامية!!
ومع ذلك ترى الانقسام بين الفريقين على أشده، والديكتاتورية تقول لهم: اوعوا تتحدوا وتنصحهم قائلة خليكم كده حلوين!! ويا علماني خللي بالك قوي من التيار الإسلامي.. مالهمش لا ذمة ولا عهد!! وأنت يا إخواني اوعى تفكر تضع يدك في يد المعارضة المدنية.. دي هشة ومالهاش أي تواجد في الشارع! وعايزين يسحقوا التيار الإسلامي. ويتم محوهم من الوجود تماما. خليكم كده منقسمين! لأنني انا في النهاية الكسبان! فهذا يضمن له أن يحكم الى ما لا نهاية من غير صداع يطالب بالتغيير!!
وأقول نيابة عن نفسي والقوى الوطنية المخلصة: هذا الانقسام لن يستمر طويلاً، وبإذن الله سيقف شعب مصر كله يدًا واحدة في وجه حكم العسكر حتى تشرق شمس الحرية في سماء بلادي.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …