‫الرئيسية‬ عرب وعالم دور ثان لانتخابات رئاسة تونس وشبح “بن علي” يطل من نافذة ” المال السياسي
عرب وعالم - نوفمبر 25, 2014

دور ثان لانتخابات رئاسة تونس وشبح “بن علي” يطل من نافذة ” المال السياسي

اشتعل سباق جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التونسية مبكرًا، بين المرشح المحسوب على النظام القديم الباجي قايد السبسي، والمرشح اليساري المنصف المرزوقي

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات رسميًّا اليوم الثلاثاء (25-11) النتائج الأولية بحصول الباجي قايد السبسي مرشح حركة نداء تونس على نسبة 39.48% بعد حصوله على 1289384 صوتًا.

وجاء في المركز الثاني، محمد منصف المرزوقي بنسبة 33.43% بعدد أصوات 1092418، والمركز الثالث حمة الهمامي بـ7.82% وبعدد أصوات 255529، والمركز الرابع الهاشمي الحامدي بنسبة 5.75% بعدد 187923 صوتًا، وتوفيق الرباحي في المركز الخامس بنسبة 5.55% وعدد أصوات 181407، فيما حل في المركز السادس كمال مرجان بنسبة 1.27% بعدد أصوات 41614، كما أوضحت الهيئة العليا للانتخابات التونسية أن نسبة الإقبال على الانتخابات الرئاسية بلغت 62.90%.

فزاعة الإرهاب

وفور ظهور المؤشرات الأولية بدأ السبسي وتياره حرب تصريحات لإسقاط منافسه في الجولة الثانية بعد أن اتهمه بدعم ما أسماهم “المتطرفين والإرهابيين” له.

وقال السبسي في تصريح أدلى به للمذيع “جون جاك بوردان” براديو “مونتي كارلو” إنّ منافسه في الرئاسية التونسية، الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي حظي بدعم “السلفيين والجهاديين” من بين آخرين.

وأضاف أن “السلفيين الجهاديين” وروابط حماية الثورة التي وصفها بـ”الأطراف العنيفة” يساندون المرزوقي، قائلاً: “مع الأسف، سيكون هناك انقسام، الإسلاميون من جهة، ومن جهة ثانية جميع الديمقراطيين وغير الإسلاميين”.

وعلق باجي قايد السبسي على نتائج الانتخابات الأولية، التي أسفرت عن احتلال المرزوقي للمركز الثاني بفارق 8 نقاط عنه، أن “المرزوقي لم يتجاوز الـ10 بالمئة في عمليات سبر الآراء (استطلاعات الرأي)، فيما حصل على نحو 32% من الأصوات” خلال الاستحقاق الانتخابي، مشيرًا إلى أن ما مكنه من الحصول على هذا الرقم، كان الدعم الذي حصل عليه من الإسلاميين.

وأضاف السبسي: “لم نحصل على 51% لأن بعض الأحزاب التي ننتمي وإياها إلى نفس العائلة السياسية لم تقم بعملية التعبئة”.

عودة للديكتاتورية

وأثارت الاتهامات التي وجهها السبسي للمرزوقي حملة الأخير الانتخابية التي أكدت على لسان “عدنان منصر”، مدير الحملة الانتخابية للمنصف المرزوقي، أن “هذه التصريحات لا تفاجئنا، فروح باجي قايد السبسي المعادية للديمقراطية لم تولد البارحة.. هو يتهم نحو نصف الناخبين بأنهم متطرفون وإرهابيون.. هو اتهام بغيض ونحن ندد بذلك بشدة”.

وتابع “منصر” بالقول: “تونس بحاجة إلى وفاق، إلى احترام متبادل وإلى روح ديمقراطية حقيقية.. نعتقد أن السيد باجي قايد السبسي الذي أمضى كل حياته في خدمة الدكتاتورية لن يتمكن من أبدًا من الشفاء من ثقافته المعادية للديمقراطية، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًّا على الانتقال الديمقراطي لتونس المستقبل وعلى التونسيين”.

ولفت “منصر” إلى أن هذه التصريحات “لا طائل من ورائها سوى لتقسيم التونسيين”.

ودعت حملة المرزوقي القوى التي تناضل من أجل دولة ديمقراطية للالتفاف حوله، من أجل بناء دولة الديمقراطية والحرية والمسألة الاجتماعية، إلا أن الجبهة الشعبية والتي تعتبر القوة الثالثة في الانتخابات أعلنت في بيان لها رفض دعم المرزوقي في الإعادة، إلا أنها لم تعلن صراحة دعم السبسي.

المال السياسي

الحرب الكلامية المتبادلة بين طرفي الإعادة في الانتخابات الرئاسية، لم تخف مخاوف النشطاء التونسيين من تدفق المال السياسي بكثرة خلال الفترة القادمة لحسم السباق لعودة النظام القديم، مؤكدين أن المال السياسي ظهر جليًّا، سواء في الانتخابات التشريعية أو الجولة الأولى للرئاسة.

وعبرت أوساط سياسية ونشطاء عن مخاوفها من التحضير لأكبر عملية شراء للأصوات خاصة بين صفوف الجبهة الشعبية (القوة الثالثة في الانتخابات) لتصعيد السبسي رئيسًا للبلاد.

وكان “محمد عبّو”، الأمين العام لحزب “التيار الديمقراطي”، طالب الحكومة بفتح ملف تمويل الأحزاب والسياسيين، وخاصّة التمويل الأجنبي، مشدّدًا على أنه “من الضروري اعتبار الأموال التي تُرصد من الخارج لشخصيات سياسية موضوع تجريم”.

كما أن المرزوقي أعرب منذ إعلان ترشحه للانتخابات عن خشيته من “دخول المال الفاسد بقوة لإفساد هذا الاستحقاق الانتخابي”.

وكان إهداء الإمارات للسبسي سيارتين فارهتين مصفحتين، الأولى هي عبارة عن (مرسيدس إس 550 موديل 2012)، أما الثانية فهي من نوع (تويوتا لاند كروزر – استيشن موديل 2013)، مثيرًا للعديد من علامات الاستفهام ويفضح مدى تدخل الإمارات في لعبة الانتخابات التونسية.

وأثارت تلك الـ”هدية” الثمينة من الإمارات لرئيس حزب “نداء تونس”، ضجة في الوسط التونسي، واعتبرها نشطاء وحقوقيون “رشوة سياسية”، ومخالفة للقانون التونسي، كما أن زيارة رجل الأعمال المصري الداعم للانقلاب على أول رئيس منتخب في مصر وأحد أهم مموليه نجيب ساويرس لتونس ولقائه مع السبسي لتهنئته بفوز حزبه في الانتخابات ودعم “العلاقات الثنائية”- على حد وصفه- زادت تلك المخاوف.

وتوصف الانتخابات الرئاسية في تونس بـ”التاريخية”، حيث ستنهي المرحلة الانتقالية في البلاد بعد الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي والملقبة بـ”ثورة الياسمين”.

ودعا إلى الانتخابات الرئاسية نحو 5.3 ملايين ناخب، بينهم 389 ألفًا يقيمون بالخارج ويتوزعون على 43 دولة.

وسيحكم الرئيس الجديد تونس لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، وفق الدستور التونسي الجديد الذي صادق عليه المجلس التأسيسي مطلع العام 2014.

ولا يمنح الدستور سوى صلاحيات محدودة لرئيس الدولة، لكن الاقتراع العام يمنحه وزنًا سياسيًا كبيرًا.

ويرى نشطاء أن فوز السبسي بالانتخابات الرئاسية بعد فوزه بالانتخابات التشريعية قبل أسابيع، بمثابة اغتيال لثورة الياسمين وعودة لنظام حكم زين العابدين بن علي، رغم التطمينات العديدة التي أطلقها السبسي من عدم رغبته في حكم البلاد بشكل منفرد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …