‫الرئيسية‬ عرب وعالم وثيقة تكشف خططًا أمريكية لاستنساخ تجربة “الصحوات” في العراق لقتال داعش
عرب وعالم - نوفمبر 24, 2014

وثيقة تكشف خططًا أمريكية لاستنساخ تجربة “الصحوات” في العراق لقتال داعش

كشفت وثيقة صادرة من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”- معدة لرفعها إلى الكونجرس- النقاب عن مخطط للولايات المتحدة لتسليح رجال عشائر السنة في العراق، وذلك على غرار التجربة الأمريكية السابقة في إنشاء “صحوات” لمحاربة تنظيم القاعدة.

وحذرت أوساط ومراكز عراقية من ذلك المخطط الذي وصفوه بمحاولة لتأجيج الحرب الطائفية والسنية في العراق بدعم أمريكي، لافتين إلى أن الوثيقة تهدف لعسكرة المجتمع العراقين وإشعال الحرب الأهلية وشرعنة القتل خارج القانون.

وتشير الوثيقة إلى عزم أمريكي عن تسليم بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وذخيرة مورتر، للمساعدة في دعم العشار السنية في معركتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” في محافظة الأنبار.

وتظهر الوثيقة خطة إنفاق تقدر بـ24.1 مليون دولار، تمثل مجرد جزء صغير من طلب إنفاق أكبر حجمه 1.6 مليار دولار رفع للكونجرس، ويركز على التدريب وتسليح القوات العراقية والكردية.

لكن الوثيقة أبرزت الأهمية التي يوليها البنتاجون لرجال العشائر السنة، ضمن إستراتيجيته الشاملة للقضاء على تنظيم “داعش”، وحذرت من عواقب عدم مساعدة هؤلاء الرجال.

وقالت الوثيقة- في معرض حديثها عن تنظيم “داعش” الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا ويسيطر على أراضٍ في الأنبار على الرغم من الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضده منذ ثلاثة أشهر- “إن عدم تسليح مقاتلي العشائر سيجعل العشائر المناهضة لـ”داعش” تحجم عن التصدي لها بفاعلية”.

وقال مسئول أمريكي: “إن الوثيقة رفعت للكونجرس، الأسبوع الماضي، والدعم الأمريكي تم توجيهه بالتنسيق مع الحكومة العراقية ومن خلالها، ما يشير إلى أن أي أسلحة سيجري نقلها عبر بغداد تمشيا مع السياسة المعمول بها”.

وأضافت “أن قوات الأمن العراقية غير مرحب بها على نحو خاص في الأنبار ومناطق أخرى يمثل السنة غالبية بها”، وأرجع ذلك إلى تواضع أدائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها.

وأوضحت تفاصيل وثيقة البنتاجون أن مبلغ 1.24 مليار سينفق على القوات العراقية فيما سيخصص مبلغ 354.8 ملايين دولار للقوات الكردية.

وزادت أنه “فيما يمثل اتجاه سير المعارك في ساحات القتال عنصرا مبشرا في القضاء على مكاسب الدولة الإسلامية، إلا أن العراق يفتقر إلى الخبرة التدريبية والمعدات لنشر القوات اللازمة لتحرير الأراضي”.

وتأمل الولايات المتحدة التي نشرت عددا محدودا من المستشارين العسكريين في محافظة الأنبار بأن يشكل رجال العشائر السنة فيما بعد جزءا من الحرس الوطني العراقي الرسمي في المستقبل.

تأتي تلك الوثيقة لتتزامن مع ما قاله منسق قوات التحالف الدولي في الحرب ضد “داعش” الجنرال الأمريكي “جون آلن”، عن الدور المهم لقبائل العراق السنية في الحرب على داعش، حيث قال، في تصريحات صحفية: “إنه يمكن للقبائل أن تلعب دورا كمجالس الصحوة في الماضي، وفي النهاية هناك نية لإيجاد علاقة وثيقة بين القوات العراقية والقبائل، وهذه دعوة عامة لكل القبائل، وهو ما ندعمه”.

من جهته حذر مدير المركز الوطني للعدالة والكاتب والمحلل السياسي محمد الشيخلي، في تصريحات صحفية، من تلك الخطوة قائلا: “إن هناك تراكمات من “الأخطاء والجرائم” ارتكبتها حكومة المالكي، مقرا بعدم وجود حل جذري للنظام الذي يحكم العراق.

وحذر الشيخلي من مغبة عسكرة المجتمع الذي سيكون خطأ إستراتيجيا سيدفع فاتورته الشعب العراقي عاجلا أم آجلا.

واتهم مدير المركز الوطني للعدالة، الحكومة المركزية باعتماد سياسة الأرض المحروقة في المحافظات الغربية.

وأضاف أن “تغيير البيدق لا يعني تغيير الرقعة”، مؤكدا أن “الأذرع التي استخدمها المالكي في مفاصل الدولة لا تزال قائمة اليوم”.

وقال “إن عملية عسكرة المجتمع خطأت إسترتيجي، حيث يعتبر إباحة للسلاح خارج إطار المؤسسات الدستورية، وهو بمثابة تصريح بالقتل خارج القانون، محذرا من مستقبل مظلم في العراق في ظل ثقافة دموية انتشرت لعدة أسباب.

من جهته قال عماش آل عواد العبيدي، أحد شيوخ عشائر الأنبار في تصريحات لبرنامج حديث الثورة على فضائية الجزيرة: إن كل سلاح خارج إطار الدولة هو جزء من الفوضى.

وتابع “نحن من ناحية المبدأ موافقون على تسليح العشائر لمحاربة تنظيم الدولة، ولكن وفق إستراتيجية محددة، وفي سياقات يتبناها عسكريون أكفاء”.

وأوضح العبيدي أنه لا توجد عشيرة بذاتها تقاتل مع تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن المناطق التي تكفلت بها العشائر مثل “حديثة” لم يقدر التنظيم على دخولها.

فيما قال هارلن أولمان، مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق: إنه دون تعاون شيوخ الأنبار والسنة بشكل عام، فإن هزم تنظيم الدولة سيكون أمرا في غاية الصعوبة.

واعتبر أن العنف الطائفي قد يجعل التعاون المنشود بعيد المنال، مما يفسح المجال لاستفادة تنظيم الدولة من هذا الوضع.

ورأى المسئول الأمريكي السابق أن ما هو مطلوب اليوم هو عقد مؤتمر كبير تنظمة الدول المشكلة للتحالف الدولي من أجل وضع إستراتيجية شاملة تكون قادرة على هزم تنظيم الدولة في العراق، محذرا في الوقت نفسه من خطر الحرب الأهلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …