الحوثي في اليمن على خطى المالكي
سيطرت جماعة الحوثي الشيعية في اليمن على قيادة أركان قوات الأمن الخاصة بشكل رسمي، بعد تكليف وزير الداخلية اليمني اللواء جلال الرويشان أمس، أحد المحسوبين على جماعة الحوثي، بقيادة قوات الأمن الخاصة.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس أن وزير الداخلية كلف العميد عبد الرزاق المروني بتولي رئاسة أركان قوات الأمن الخاصة، وهي خطوة ممتدة لقرار رئاسي سيصدر بتعيينه في هذا الموقع المهم، بدلاً من اللواء محمد الغدرا الذي تمردت كتيبة عليه.
ويأتي تكليف العميد المروني بعد احتجاجات شهدها مقر قيادة قوات الأمن الخاصة بصنعاء، نفذها المئات من الجنود طالبوا برحيل اللواء الغدراء، على خلفية مطالبة بعضهم بالتثبيت، واحتجاج آخرين على سحب الكتيبة المكلفة بالحزام الأمني على مداخل العاصمة.
وقالت مصادر أمنية إن ميلشيات الحوثيين التي كانت تحاصر المعسكر منذ عدة أسابيع استغلت الأحداث وقامت بالدخول إلى المعسكر بحجة فض الاشتباك، وتم إخراج قائد القوات اللواء الغدرا تحت حمايتهم.
وانتشرت الأطقم المسلحة للحوثيين في محيط معسكر قوات الأمن الخاصة التي لا تبعد عن دار الرئاسة سوى بضعة أمتار، في حين تمركزت قوات الحراس الرئاسي داخل الميدان.
وتأتي سيطرة الحوثيين على قوات الأمن الخاصة، في الوقت الذي كشفت تقارير إعلامية عن ضغط حوثي لإدماج آلاف المقاتلين من أنصارهم في صلب مؤسستي الجيش والأمن اليمنيين، في خطوة اعتبرها المتابعون للشأن اليمني تأتي ضمن مخططات الحوثيين للسيطرة على مفاصل الدولة التي بدأت في 21 سبتمبر الماضي بسقوط العاصمة صنعاء بيدهم وما تبعها من توسع في المحافظات الأخرى.
وأكدت التقارير الإعلامية اليمنية أن الحوثيين يسعون إلى تكرار تجربة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي مكّن للمليشيات الشيعية من التواجد في الأجهزة الأمنية والعسكرية عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعا الاثنين الماضي إلى “الشراكة مع الحوثيين في تطبيع الأوضاع في البلاد”، وقال هادي خلال اجتماع استثنائي مع قادة وزارة الدفاع إن “الشراكة الوطنية مسألة ضرورية وملحة من أجل استقرار وأمن ووحدة اليمن”.
وجاء هذا التصريح مخالفًا لتصريحات سابقة، اتهم فيها الرئيس الحوثيين باحتلال المعسكرات ومؤسسات الدولة ونهبها، واصفًا هذه الأفعال بـ”الممارسات الانقلابية.
ويعد هذا الموقف الرسمي من أعلى مسؤول في الدولة تحولاً مثيرًا للتساؤلات حول مستقبل المؤسستين العسكرية والأمنية في ظل توجه يهدف إلى دمج عناصر غير مدربة ولا مؤهلة وفق تقاليد الجيوش النظامية في مؤسسات الدولة الرسمية.
ميدانيًّا، قتل عدد من مسلحي جماعة الحوثي وجرح آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفتهم بمحافظة البيضاء وسط اليمن، وذلك بالتزامن مع تهديد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بتوجيه ضربات قاصمة للحوثيين.
وأعلنت جماعة أنصار الشريعة المحسوبة على تنظيم القاعدة أمس الجمعة مسؤوليتها عن قتل 13 حوثيًّا في عمليتين منفصلتين وسط وجنوبي اليمن.
وكان القائد العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي قد تعهد بتوجيه ضربة قاصمة لمسلحي جماعة الحوثي التي وسعت نطاق نفوذها في البلاد، وجاء التهديد في رسالة مسجلة بثتها مواقع جهادية على الإنترنت الجمعة.
وقال القائد العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب موجهًا حديثه للحوثيين: “عليكم أن تستعدوا لأهوال تشيب لها رءوس الولدان.. ما حدث لكم في صنعاء وتعز ما هي إلا المبارزة التي تسبق القتال.. ستدفعون ثمنًا غاليًا، أتظنون أن جرائمكم ستمر دون حساب وعقاب، أنتم هدفنا اليوم، وخروجك من سراديقك هو خير عون لنا عليك”.
واتهم الريمي الحوثيين بأنهم “البندقية المستأجرة الجديدة لأعداء الإسلام”، وقال: “عليكم أن تعلموا أن مساجد المسلمين التي فجرتموها وفجرتم بيوتهم ومدارسهم لن تمر مرور الكرام، وستدفعون ثمنها غاليًا”.
ونفذت القاعدة في الأسابيع الأخيرة عدة هجمات استهدفت الحوثيين، أوقع أحدها نحو خمسين قتيلاً في التاسع من الشهر الماضي في صنعاء.
كما هدد التنظيم في 24 سبتمبر الحوثيين بحرب شاملة، بعد ثلاثة أيام من دخولهم إلى العاصمة صنعاء وسيطرتهم على مرافق الدولة.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …