‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير الخطب الموحدة “دليفري” الحكومة
أخبار وتقارير - نوفمبر 21, 2014

الخطب الموحدة “دليفري” الحكومة

قال الدكتور مجدي عبد الغفار، الأستاذ بجامعة الأزهر ورئيس لجنة الدعوة بالجمعية الشرعية: إن خطيب المسجد وإمامه ليس مفتيا، وأن الأحكام والفتاوى الشرعية لا تؤخذ إلا من أصحابها.

وأوضح- في تصريح خاص لـ”وراء الأحداث” تعقيبا على الخطبة الموحدة التي ألقاها أئمة وزارة الأوقاف في خطبة اليوم الجمعة 21 نوفمبر، بعدما وزعتها الوزارة لتحريم المشاركة في تظاهرات 28 نوفمبر- أنه لا ينبغي للإمام أن يأخذ الفتوى دون تمحص، مشيرا إلى أن خُطب الجمعة ما هي إلا رفع واقع ومعالجة للأمور، ويجب أن تعاصر الحدث وتعالجه بحكمة وروية.

وأشار إلى أن الخطبة الموحدة مفيدة إذا ما كانت تحقق الوحدة بين أطراف المجتمع وتتسم بالحيادية، فحينها يمكن تفعيلها في أي مكان، محذرا من توحيد الخطب الخاصة بتحريم بعض الأشياء لأنها قد تصنع اختلافات واضرابات على المنابر.

وقال: “المنابر ليس لتحريم هذا في المجتمع ولا لحله، فالمسجد يجمع بين هذا وذاك، والخطيب عليه أن يُنهي خطبته دون إحداث شقاق وخلاف بين المصلين”.

وكانت وزارة الأوقاف قد وزعت على أئمة المساجد 5 ورقات تضم خطبة موحدة لجمعة 21 نوفمبر، تبنت في محورها الأساسي تحريم المشاركة في تظاهرات “انتفاضة الشباب المسلم” في 28 نوفمبر.

وحملت خطبة الجمعة، التي تم تعديلها من قبل وزارة الأوقاف، عنوان “الدعوات الهدامة.. كشف حقيقتها وسبل مواجهتها”، وشملت عناصرها “النهي عن الفساد والإفساد، وبيان أن تلك الدعوات الهدامة هي من صور الإفساد في الأرض، وأنها محاولات خبيثة لهدم الجيش والدولة، وبيان زيف وحرمة الدعوة إلى رفع المصاحف، مع الاستشهاد بالدعوة للتظاهر يوم 28 نوفمبر الجاري كأحد الدعوات الهدامة، وتشبيه الداعين لها بالخوارج”.

ورغم أن محمد عبد الله نصر، المعروف إعلاميا بـ”الشيخ ميزو” والمؤيد لـ 30 يونيو 2013، هو صاحب مجموعة التصريحات المثيرة للجدل مؤخرا، كفتواه بأن ممارسة الفاحشة لغير المتزوجين ليست بزنا ولكنها تدخل في باب “البغاء”، فضلا عن وصفه الإمام البخاري بـ”المسخرة”، إلا أن الخطبة الموحدة الأخيرة للأوقاف خصصت الصفحة الرابعة لاتهام الداعين لتظاهرات 28 نوفمبر بأنهم وراء تلك الفتاوى والتصريحات، مستشهدة بالآيات القرآنية.

شاهد تصريحات الشيخ “ميزو” المؤيد لـ 30 يونيو

وفيما فسره نشطاء بأن “الأوقاف” على علم بما تنويه وزارة الداخلية من استخدام العنف ضد المتظاهرين وإسالة دماء المصريين، تضمنت الخطبة الموحدة التأكيد على أن “درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة”، لافتة إلى أن دعوات التظاهر سيتبعها قتل وتخريب وتدمير وزعزعة للأمن.

وانتقد النشطاء ما وصفوه بـ”ازدواجية المعايير” وخلط الدين بالسياسة الذي تضمنته الخطبة الموحدة الأخيرة، مؤكدين أنه رغم تصنيف الخطبة كـ”خطبة دينية”، إلا أنها في مجملها تكرس الهجوم على حدث سياسي كالدعوة للتظاهر.

ودللوا على ذلك بما ورد في الصفحة الرابعة للخطبة الموحدة الأخيرة: “إن إقحام الدين في السياسة والمتاجرة به لكسب تعاطف العامة إثم كبير وذنب خطير، ويكفي الإسلام ما أصابه من تشويه صورته في الداخل والخارج على يد ولسان بعض المنتسبين إليه، وليس لهم من حقيقته إلا مجرد أسمائهم وبطاقات هويتهم، ونؤكد حرمة المشاركة في هذه التظاهرات الآثمة، وعلى إثم من يشارك فيها من الجهلة والخائنين لدينهم ووطنهم”.

كما قدم خطباء الأوقاف، في أغسطس 2014، خطبة موحدة عممتها الوزارة بعنوان “المشروعات الاقتصادية الكبرى بين الأمل والعمل”، لتسليط الضوء على مشروع قناة السويس الجديدة، الذى دشن العمل فيه المشير عبد الفتاح السيسي.

يُشار إلى أن “الخطبة الموحدة” هي تجربة بدأتها وزارة الأوقاف في أواخر يناير 2014، ثم أقرتها طبقا لقانون “تنظيم ممارسة الخطابة وإلقاء الدروس الدينية” الذي أصدره المستشار عدلي منصور في يونيو الماضي، حيث توفر الوزارة الخطبة على موقعها الإلكتروني يوم الخميس من كل أسبوع، وهددت بسحب رخصة الإمام وخطيب المسجد الذي يخالف بنود الخطب الموحدة وإحالته للتحقيق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …