‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير خبراء أمريكيون: واشنطن تقدم “المصالح” على الديمقراطية في مصر
أخبار وتقارير - نوفمبر 21, 2014

خبراء أمريكيون: واشنطن تقدم “المصالح” على الديمقراطية في مصر

انتقد خبراء ومحللون سياسيون أمريكيون تقديم الولايات المتحدة الأمريكية مصالحها مع النظام المصري بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، على قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر.

ولفت الخبراء- في تقرير نشرته وكالة “سويس إنفو” الخميس 20-11- إلى أن واشنطن تنتقد القمع في مصر قولا، لكن على الأرض تدعمه سواء على مستوى استئناف المساعدات أو تشكيل التحالفات وعدم الضغط على النظام لفتح المجال أمام الحريات.

يقول “ستيفن ماكينيرني”، المدير التنفيذي لبرنامج الديمقراطية في الشرق الأوسط: إنه بدون الحرية والديمقراطية لن يكون هناك استقرار في مصر، مطالبا الإدارة الأمريكية بأن لا تصرفها التحالفات التي تشكلها لمواجهة تنظم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن ما يحدث في مصر، وأن تساعد جهود المصريين للمطالبة بحقوقهم الأساسية.

وأوضح ماكينيرني أن دعم واشنطن للنظام المصري يؤكد أنها عادت إلى خيار تفضيل الاستقرار على الحرية والديمقراطية، وقال: “إن ذلك خيارا زائفا”، مشددا على ضرورة أن يطرأ على العلاقات المصرية الأمريكية تحوّل أساسي يعكس التركيز على خطوات نحو الديمقراطية، يكون من شأنها تعزيز الاستقرار، وأن تدرك الحكومة المصرية أن القمع يهدّد فرص تدفق الاستثمارات الأجنبية، والتي هي بأمس الحاجة إليها لإنقاذ الاقتصاد المصري”.

واقترح ماكينيرني أن “تطرح إدارة أوباما على السيسي ما تراه من خطوات ضرورية يجب اتباعها” لكي يُمكنها تقديم الشهادة أمام الكونغرس.

من جانبها أشارت ميشيل دان، كبيرة الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام العالمي، إلى الانتقادات الأمريكية للملف الحقوقي المصري خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة الأخيرة، قائلة: “حتى الآن رأينا إدارة أوباما راغبة في أن تنتقد بوضوح القيود المفروضة على الحريات في مصر، غير أنه من غير الواضح ما إذا كانت تريد بالفعل أن تقرن الأقوال بالأفعال”.

الخبيرة الأمريكية فسَّرت تردَّد الرئيس الأمريكي في ممارسة الضغط على السيسي قائلة: “وجدت إدارة أوباما نفسها أمام أولويات متناقضة، فمن ناحية أعربت عن قلقها على مسار الحريات والتحول الديمقراطي في مصر، وسارعت إلى حجب جانب من المساعدات الأمريكية لمصر في أعقاب الانقلاب العسكري، وأثارت مع المسئولين المصريين قلقها من تردِّي الحريات وانتهاكات حقوق الإنسان، ولكنها في نفس الوقت حريصة على بناء تحالف قوي من الدول العربية لمواجهة تنظيم “داعش”، وتحرص على مشاركة مصر فيه”.

الخبيرة دان، التي تشارك في رئاسة ما يسمى بـ”مجموعة العمل حول مصر”، ترى أنه وإن كانت الولايات المتحدة لا تستطيع التحكم في ما يحدث في مصر، فإن بوسعها أن تقِف بصلابة لمساندة الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر وممارسة تأثيرها، بحيث تكون شراكتها في المنطقة مع حليف ديمقراطي حقيقي دعْما للاستقرار الذي تنشده.

وقالت: “يمكن لمثل هذه الإستراتيجية أن تحقق نجاحا أكبر بكثير من دعم قمع وحشي يُعرّض مصالح الولايات المتحدة وآمال وطموحات الشعب المصري للخطر، فما تشهده مصر من قمع متصاعد للمعارضين السلميين والاستقطاب الشديد في المجتمع المصري، والهجمات المتنامية ضد أفراد الشرطة والجيش، يُظهر بكل وضوح أن الاستناد إلى الحلول الأمنية القمعية لن يُسفر عن أي نوع من الاستقرار”.

ونبَّهت “دان” إلى أنه حتى إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بالحفاظ على التعاون الإستراتيجي مع مصر، وخاصة في مجالات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، فإنه يتعين عليها أن توضح للحكومة المصرية أنها “لن تكون شريكة في دعم حملة قمع يقوم بها النظام ضد كل المعارضين السياسيين في مناخ يتعرض فيه النشطاء السياسيون والأكاديميون والمحللون ذوو التوجهات المعارضة لاتهامات مشكوك فيها بالعمالة أو مساعدة الإرهاب”.

من جانبه انتقد شريف منصور، منسق برامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين في نيويورك، سياسة السيسي “ذات الوجهين” في التعامل مع قضايا الحريات وخاصة الصحفية، قائلا: “السيسي ينتهج سياسة ذات وجهيْن، فبينما يترك الحبل على الغارب لأجهزته الأمنية لتقمع كل رأي مخالف، يحاول استرضاء المجتمع الدولي بالتعهد بكفالة حرية التعبير وحرية الصحافة، ويبرر أي قيود تشهدها مصر بأنها بسبب الحرب التي تشنها الدولة المصرية على الإرهاب”.

في السياق ذاته، يُشير منصور إلى أنه مع اعتقال عشرات من الصحفيين لتغطيتهم عدم الاستقرار في مصر أو لانتقادهم الشديد للحكومة وبقاء أحد عشر صحفيا مصريا وراء القضبان ومقتل ستة صحفيين أثناء عملهم في مصر، أدرجت لجنة حماية الصحفيين مصر بعد سوريا والعراق، كـ”أخطر ثلاث دول بالنسبة للعمل الصحفي”.

واستشهد بقرار عدد من منظمات المجتمع المدني المصرية في آخر لحظة، بعدم المشاركة في المراجعة الدورية لحقوق الإنسان في جنيف، خشية من أن تنالها يد القمع كدليل على أجواء الخوف والترهيب التي تسود أوساط المدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان في مصر.

وكانت المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان التي عقدت بمقر الأمم المتحدة في جنيف في بداية شهر نوفمبر الجاري، شهدت إعراب وفود عديدة من الشرق والغرب عن “القلق العميق” إزاء انتهاكات نظام السيسي في مصر لحقوق المصريين، في التعبير والتجمع السلمي وقمع حرية الصحافة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …