الإيكونوميست: قمع وعدم كفاءة السيسي يؤججان الانتفاضة القادمة
تحت عنوان “تخريب مصر بعد الربيع العربي”، و”القمع وعدم كفاءة عبد الفتاح السيسي يشعلان الانتفاضة القادمة”، استعرضت مجلة الإيكونوميست البريطانية بمناسبة الاحتفال بافتتاح توسعه قناة السويس اليوم 6 أغسطس الحال التي وصلت إليها مصر تحت حكم السيسي، مشيرة لتخريب الاقتصاد وتزايد الغضب الشعبي.
الصحيفة أشارت إلى “شباب المقاهي”، أو “خريجون بلا وظائف” الذين ينتشرون في مصر والجزائر والمغرب، مشيرة إلى أنه “في معظم بلدان العالم، يتم الاستفادة من زيادة نسبة الشباب إذ يؤدي ذلك إلى طفرة اقتصادية، لكن الاستبداديين العرب ينظرون إلى الشباب باعتبارهم تهديدًا، ويملكون أسبابًا لذلك”.
ونوهت المجلة إلى انتشار البطالة في أنحاء الوطن العربي، وما يواكبها من سخط بين الشباب “إلى مرحلة التورم”، مشيرة لأن “الشباب الأكثر تعليمًا من جيل الآباء، والأعلى اتصالاً بالعالم، والأكثر تشككًا من السلطة السياسية والدينية، كانوا في طليعة انتفاضات 2011”.
وان هؤلاء هم من تمكنوا من إسقاط الحكام في تونس ومصر وليبيا واليمن، وتسببوا في بث مشاعر الذعر في أوصال ملوك ورؤساء دول أخرى، والآن، باستثناء تونس، انزلقت تلك الدول في حروب أهلية، أو تراجعت ثوراتها.
وحذرت من أن حظوظ الشباب العربي تتزايد سوءًا، وبات من الأصعب عثورهم على وظيفة، وأصبح من الأسهل أن يزج بهم داخل غياهب السجون، وأن الخيارات أمام الشباب تتراوح بين الفقر أو الهجرة، أو “الجهاد” من وجهة نظر أقلية منهم، ويخلق هذا ظروفًا لانفجار قادم.
قمع وعدم كفاءة السيسي
وركزت المجلة على ما قالته إنه “القمع السياسي وعدم الكفاءة الاقتصادية مقلقان بدرجة أكبر في مصر تحت قيادة عبد الفتاح السيسي”، مؤكدة أن “الجنرال السيسي الذي استحوذ على السلطة عبر انقلاب عام 2013، يراهن على أنه أكثر قمعًا من حسني مبارك، الذي أسقطه الربيع العربي”.
وقالت إن “النظام المصري مفلس، يعتمد على حقن نقود سخية من دول الخليج، وبدرجة أقل على المساعدات العسكرية الأمريكية، وأنه حتى مع تلك المليارات البترودولارية، تتزايد فجوات الموازنة والحساب المصرفي الجاري.
وتابعت المجلة تقول: “السيسي، الذي يتخذ مظهرًا قوميًا، ذهب خالي الوفاض إلى صندوق النقد الدولي طالبًا 12 مليار دولار حزمة إنقاذ مالي”، والبطالة بين الشباب في مصر حاليًا تتجاوز 40 %. كما أن الحكومة أصلاً تختص بموظفين حكوميين لا يفعلون شيئًا.
والأغرب أن الحاصلين على الشهادات الجامعية في النظام المصري الفاسد أكثر احتمالاً للوقوع في براثن البطالة مقارنة بأشباه الأميين، كما أن الحروب والإرهاب أبعد السياح عن الشرق الأوسط، بجانب أخطاء ماضية ما زالت تخيم بثقلها مثل إرث الاشتراكية، ومصالح الجيش مترامية الأطراف.
السيسي يزيد الأمور سوءًا
وتقول الإيكونوميست إن السيسي يزيد الأمور سوءًا، حيث يصر على الدفاع عن الجنيه المصري لتجنب ارتفاع التضخم ومظاهرات الخبز، ويظن أنه يستطيع السيطرة على أسعار الغذاء، عبر دعم العملة، رغم أن معظمه مستورد من الخارج، وأنه بدلاً من تخفيض الإجراءات الروتينية لتحرير مواهب شعبه، صب السيسي نقود دافعي الضرائب في الصرف على مشروعات ضخمة، وذلك تسبب في زيادة معدل التضخم إلى مستوى 14 %، وهو ما أضر بالصناعة وأخاف المستثمرين.
وأشارت لأن امتلاك مصر لقناة السويس، إحدى أعظم الشرايين التجارية في العالم، يجعل من المفترض لها أن تستفيد من حركة التجارة العالمية، لكن بالرغم من ذلك تقبع القاهرة في ترتيب متدن في مؤشر الأعمال في القائمة التي أصدرها البنك الدولي.
فرغم توسيع السيسي لقناة السويس، لكن إيراداتها انخفضت، كما أن خطط إنشاء مدنية جديدة تشبه دبي في الصحراء تقبع مدفونة تحت الرمال.
وعندما اقتراح السيسي أيضًا إنشاء جسر بين مصر والسعودية أشعل احتجاجات بعد تعهده بتسليم جزيرتين للمملكة كانتا تحت السيطرة المصرية منذ زمن طويل.
وقد بدأ ممولو السيسي العرب يفقدون صبرهم على ما يبدو، حيث رجع مستشارون من الإمارات إلى وطنهم محبطين جراء البيروقراطية المتحجرة، وقيادة محورية تظن أن مصر لا تحتاج إلى نصيحة من دول خليجية متغطرسة، وتعتبرها “أشباه دولة”، تمتلك “أموالاً مثل الرز”، بحسب ما أخبر السيسي مساعده في تسجيل صوتي مسرب.
استعداد السيسي للثورة
وتشير المجلة البريطانية إلى أنه في الوقت الراهن، هدأ الحديث عن انتفاضة أخرى أو حتى انقلاب آخر للتخلص من السيسي الشرطة السرية، التي أخذتها المفاجأة عام 2011، باتت أكثر اجتهادًا في خنق وإخماد المعارضة، بيد أن الضغوط الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية داخل مصر تتزايد بلا هوادة.
وقالت إن السيسي لا يمكنه أن يوفر لمصر استقرار مستداما، كما يحتاج النظام السياسي إلى إعادة انفتاح، ونصحت بأن “النقطة الجيدة التي يمكن أن تبدأ منها مصر هي إعلان السيسي أنه لن يترشح في انتخابات الرئاسة 2018”.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …