‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير “الجنسية الأمريكية” شعرة فاصلة بين وطنية مرسي وزويل
أخبار وتقارير - أغسطس 4, 2016

“الجنسية الأمريكية” شعرة فاصلة بين وطنية مرسي وزويل

الدكتور محمد مرسي والدكتور أحمد زويل، كلاهما أنجبته أرض هذا الوطن المعطاء، أحدهما من ريف الشرقية والآخر من دمنهور بالبحيرة، ولكن يفصل بينهما نفس الشعرة التي وحَّدت بدلتيهما، إنها شعرة الوطن، فجانبٌ كبيرٌ من أبناء مصر يرون أن زويل وطني، وسيدفن فى مصر كما أوصى، بغض النظر عن احتكار العسكر لجنازات المشاهير، لكن من أخذ من زويل روحه وشبابه وعقله وإبداعه كانت أمريكا، فأخذت “الحلم والحقيقة”، أما مصر فلم يبق لها إلا أن “تأخذ الجثة”.
الجنسية وزويل
في 28 فبراير الماضي، احتفل زويل بعيد ميلاده، ونبهت المواقع والصحف، ومنها موقع “راديو مصر”، على صفحات التواصل الاجتماعي إلى أن “‏زويل يصر على وضع علم مصر بجانب علم أمريكا فى احتفالية عيد ميلاده”.
والخبر بشكل منفرد قد يعطي دلالة ما، وتتأكد تلك الدلالة لدى قطاع عريض من المصريين،
وفي 23 أبريل 2004، كتب الصحفي صلاح بديوي، عضو نقابة الصحفيين، تقريرا عن الراحل د. زويل، فاتهمه إجمالا بأن “الإدارة الأمريكية تستخدمه وآخرين للترويج لمخططاتها”، وحكى كيف استقبله اليهود في “إسرائيل” لمدة 6 أيام، قبل أن يذهب لكي يتسلم جائزة نوبل، وكيف وقف يتحدث أمام الكنيست، وقال له اليهود: إنك الرجل المصري الثاني بعد السادات الذي نال هذا الشرف، ثم قام الإسرائيليون بتكريمه ومنحوه جائزة اليهودي “وولف”، وعندما تمت مواجهة أحمد زويل بالواقعة اعترف- لصحيفة السفير اللبنانية- قائلا: “جائزة “وولف العالمية” تمنح لعلماء مرموقين، وصاحبها “كوبي” اشترط أن تقدم الجائزة في إسرائيل، وعندما فزت بها سألت نفس.. لماذا لا أذهب، فبيننا وبين إسرائيل علاقة سلام في كامب ديفيد، وذهبت وتسلمتها ومكثت أياما هناك”.
وأشار “بديوي”- في تقريره الذي ينسب هذه الأيام لآخرين على صفحات التواصل الاجتماعي- إلى أن “زويل شارك في ندوات أقيمت له خصيصا في الجامعة الأمريكية، ثم دار الأوبرا المصرية، والتي خصصت جائزة للمطربين باسمه، ولا أعرف ما هي علاقته بالمطربين أصلا حتى تخصص الأوبرا جائزة باسمه”، لافتا إلى أنه في ندوة الأوبرا “مضى الرجل يبهر مشاهديه وسامعيه بقدرة أمريكا وتفوقها واستطاعتها أن تفنينا كعالم عربي في أماكننا بالتكنولوجيا التي تملكها، ويجب ألا نتحداها، وأنه لا حل أمامنا إلا بالتعاون معها والحوار، ومعاملتها بالحب والود، والاستفادة من قيمها”!
المواطن الأمريكي
السفارة الأمريكية في القاهرة أصدرت بيانا نعت فيه زويل، وقالت في بيانها “سنتذكر باعتزاز دور الدكتور زويل كعضو في المجلس الرئاسي الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا للرئيس أوباما، وأحد أوائل مبعوثي الولايات المتحدة للعلوم”.
وأضافت “لقد كرّس الدكتور زويل حياته ومسيرته المهنية لتطوير العلوم والتكنولوجيا، رغم إقامته لفترة طويلة بالولايات المتحدة كمواطن أمريكي”.
الأكاديمي أسامة رفاعي، المقيم بالولايات المتحدة، كتب على صفحته منشورا، يتحدث ناعيا فيه زويل، ولفت فيه إلى أن حائزي نوبل لا ينظر إليهم في أمريكا حتى عند الأكاديميين نفس النظرة والتعامل الذي يحظى به في مصر الدكتور زويل، فقال: “السمة الغالبة- التي لاحظتها- في معظم هؤلاء العلماء، هي أنهم غير معروفين (مشهورين) خارج تخصصهم إطلاقا، ولو خرج أحدهم إلى الشارع أو تسوق في المول، فلن يعرفه أحد من العامة. أما في مصر والدول العربية فكان الدكتور زويل (رحمه الله) يحظى باحتفاء رسمي وشعبي لا يتمتع به أقرانه من العلماء في أمريكا وأوروبا”.
وتابع “أنا حزين على أحمد زويل، ليس لأنه مات- فكلنا سنموت- ولكن لأنه سكت وقد كان يستطيع الكلام، وطبل وقد كان يستطيع قول الحق.. رحمه الله!.
مرسي والأمريكان
في أتون السباق الرئاسي المصري المُحتدم، سُئل كلا المرشحين- مرسي ممثل التيار الإسلامي والثوري، وشفيق ممثل الفلول ونظام مبارك- سؤالا واحدا عن أول دولة سيزورها بعد توليه المنصب.
فأجاب مرسي إجابة تكشف عن رؤية مستقبلية معدة سلفا عن سياساته الخارجية، فقال: “السعودية لأداء العمرة”. وأجاب شفيق إجابة تكشف عن نيته الاستمرار على نهج مبارك، فقال: “بالقطع أمريكا للعلاقات الوثيقة بين البلدين”.
الباحث شريف عبد العزيز قال: إن مرسي وعد فأوفى، “فإذا بمرسي يزور السعودية، ثم إثيوبيا ودول أخرى إفريقية وأوروبية، ولم يضع أمريكا على خريطة جولاته الخارجية، حتى اضطرت أمريكا نفسها لدعوته لزيارتها في 23 سبتمبر القادم، ما اعتبره كثير من المراقبين والمحلّلين ازدراءً سياسيا بالغا للولايات المتحدة وبداية الخروج من التبعيّة المصرية المطلقة لأمريكا”.
القامة العلمية
قد يرى البعض أنه لا وجه للمقارنة، ولكن “الإنسان عدو ما يجهل”، وفي أبريل 2012، نشطت مواقع الفلول والمخابرات في ترويج أن الدكتور محمد مرسي يحمل الجنسية الأمريكية، إلا أنه مكتبه الانتخابي أوضح أنه “لم يحصل هو أو زوجته أو أحد والديه مطلقا على أي جنسية غير الجنسية المصرية، ولم يتقدم د. مرسي للحصول علي الجنسية أثناء فترة إعداد الدكتوراة والتدريس بالجامعات الأمريكية، ونظرا لأن اثنين من أبناء د. مرسي ولدا بأمريكا أثناء إقامته بها، فقد حصلا على الجنسية الأمريكية وفقا للقانون”.
كما أشار إلى أنه عرض على الدكتور مرسي الحصول على الجنسية الأمريكية أثناء وجوده في الولايات المتحدة لكنه رفض ذلك.
ومن إنجازاته العلمية؛ أبحاثه المتخصصة في المجالات الصناعية التي ترتبط بالإنتاج، إضافة إلى عشرات الأبحاث في “معالجة أسطح المعادن”، والذي يعد من المجالات العلمية الدقيقة، والتي شارك بها أثناء عمله في وكالة ناسا على تطوير محرك المكوك الفضائي في أوائل الثمانينات.
والدكتور مرسي حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1982 في حماية مركبات الفضاء، وله 128 بحثا في مركبات الفضاء، وعمل معيدا ثم مدرسا مساعدا بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ومدرسا مساعدا بجامعة جنوب كاليفورنيا، وأستاذًا مساعدا في جامعة نورث ردج في الولايات المتحدة في كاليفورنيا بين عامي 1982 – 1985، وأستاذًا ورئيس قسم هندسة المواد بكلية الهندسة جامعة الزقازيق من العام 1985 وحتى العام 2010.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …