لماذا ينكل السيسى بالمعتقلين بعد فشل انقلاب تركيا؟
على غرار فيلم “هي فوضى” ينتقم زبانية رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي من المعتقلين القابعين بسجونه، بعد حسرتهم على فشل الانقلاب على الرئيس التركي، مثلما انتقم أمين الشرطة الفاسد “حاتم” من المساجين وقام بتعذيبهم، بعد فشله في الزواج من حبيبته.
تحت أشعة الشمس الحارقة ووسط جنود “صم” و”بكم” وبين ضباط فاسدين ومرتشين، ينتظر أهالي المعتقلين بسجون العسكر في مصر ساعات طويلة على أمل النظر في وجه أحبائهم المحبوسين ظلما وغدرا، ليجدوا مزيدا من التعنت والانتهاكات، منها التفتيش الشخصي، والانتظار الطويل، والعبث بالمأكولات، الأمر الذي ازدادت جرعته بعد غضب وحسرة قيادة الانقلاب العسكري في مصر إثر فشل محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهير بموقفه الرافض لإدارة السيسي الفاشية بمصر، ودعمه للرئيس المصري الشرعي د. محمد مرسي.
وبدلا من الاتعاظ من مصير الانقلابين في تركيا، صبت قوات السيسي جام غضبها على أهالي المعتقلين من أنصار الشرعية ورافضي العبودية والتذلل تحت بيادة العسكر الخائنين.
وفصول معاناة أهالي المعتقلين عديدة، روت بعضا منها المتحدثة باسم رابطة أسر المعتقلين بسجن العقرب، آية علاء حسني، زوجة الزميل الصحفي حسن القباني المعتقل بسجن العقرب، فقالت: إن المعاناة تبدأ بتدبير المال لشراء مستلزمات زيارة المعتقل من طعام وملابس وأدوية في حال مرضه، ومبلغ مالي يُترك في خزينة الأمانات بالسجن، فضلا عن نفقات الانتقال إلى مكان الاحتجاز، الذي غالبا ما يكون بعيدا عن محل السكن.
وقد اضطرت أسر كثيرة لبيع ممتلكات خاصة؛ توفيرا لسبل الإنفاق بعد غياب العائل في السجن، وفق قول آية، مشيرة إلى لجوء البعض منها إلى الاقتراض.
وفضلا عن ذلك، يواجه ذوو المعتقلين كل أنواع التعنت خلال الزيارات، بدءا من قصر الزيارة على عدد قليل من الزوار ضمن طوابير طويلة عادة بالمئات.
وأضافت المتحدثة باسم رابطة أهالي المعتقلين بالعقرب أن رجال الأمن عادة ما يرفضون دخول الطعام والملابس وبعض الأدوية التي تحضرها الأسر، لافتة إلى قصر مدة الزيارة التي تكون في بعض السجون من خلف حائط زجاجي، ويتم التحدث عبر هواتف مراقبة أمنيا.
كسر المعتقلين
ويقول المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة- المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين- الدكتور أحمد رامي: إن السلطة تحاول عبر الإجراءات القمعية كسر أهالي المعتقلين ماديا ومعنويا، ليتخلوا ليس عن ذويهم فقط بل عن خيار استكمال الثورة.
ولكن رامي يجد في هذه المعاناة ضريبة يدفعها المعتقلون وذووهم، الذين وصفهم بالقابضين على جمر المسار الثوري، موضحا في حديثه أنهم يضربون بذلك آيات الصبر على القمع والتعفف عن السؤال.
وأكد المتحدث باسم الحرية والعدالة أن عبء رعاية أكثر من خمسين ألف أسرة معتقل، علاوة على الشهداء والمطاردين، ينبغي أن يساهم في تحمله كل حر في كل العالم وليس مصر فقط.
وأردف “لا أتحدث هنا عن دعم مادى فقط بقدر ما أدعو للدعم المعنوي لهؤلاء الذين كثيرا ما فرجوا كربات عن غيرهم”.
رحلة عذاب
وفي شهادتها عبر صحفتها على فيسبوك، شرحت البارة حرصها على مطالبها بفتح زيارة حقيقية، قائلة: “أنا أقوم في الساعة الثانية منتصف الليل، وأسافر 3 ساعات لأصل لسجن العقرب، وأقف في طابور من أربع لخمس ساعات على الأقل، ثم ندخل استراحة السجن، ساعة أخرى، ثم يأتي الطَفْطَف (حافلة لنقل ذوي السجناء داخل السجن)، وننتظر وقتا آخر ثم يتم تسجيل اسمنا في الزيارة، ونقعد وقتا جديدا حتى نسمع اسم المعتقل، ثم ندخل استراحة ما بعد التفتيش، لمدة نصف ساعة أو ساعة”.
وأضافت “بعد كل ما سبق ندخل مكان الزيارة نجلس نحو نصف ساعة، وندخل الزيارة وندخل كابينة (حائل زجاجي)، ونرفع سماعة الهاتف ونستمر دقيقتين لثلاث، والله والله لا يتجاوز 3 دقائق لـ٣ أشخاص كل واحد دقيقة، ثم نعود لمنازلنا بعد السادسة إن كنا محظوظين”.
انتهاكات
وكشفت “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات” (غير حكومية)، في بيان لها، عن وجود انتهاكات في زيارات سجن العقرب اليوم، بعضها متمثل في قصر وقت الزيارة، وعدم دخول الأطعمة والأغطية، وإلغاء زيارات كثير من الأهالي.
راجية عمران، الحقوقية المصرية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (الحكومي)، قالت إن “المجلس تحدث في جلسة أخيرة له عما يتحدث عنه الأهالي من وجود انتهاكات في سجن العقرب، من صعوبة في دخول الأدوية والأغطية والأطعمة، والزيارة القصيرة، وطالبنا وزارة الداخلية بزيارة عاجلة للمجلس، لكن لم تحدد بعد”.
حسرة الانقلابيين
ويأتي ذلك بعد أسابيع من تلقى أعوان الانقلاب العسكري في مصر ضربات عنيفة وصدمات أقوى، عقب تأكيد فشل محاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا، بعدما فتحت القنوات الموالية للسيسي برامجها دون أوقات محددة لتغطية الواقعة واستضافة كل من هو كاره للنظام التركى الحالى، وشن هجوم عليه، بداية من التلفزيون الرسمى للبلاد، حتى الإعلاميين المعروفين بقربهم الشديد من السيسى.
وكان لمذيع بى بى سى، النصيب الأكبر قبل التلفزيون الرسمى من المهزلة التى قاموا بفعلها فى التغطية، حيث بدأ قوله، عقب مفاجأة الحشود فى الشارع التركى، ظاهرًا الغضب على وجهه قائلاً “كيف لهذا الديكتاتور أن يتمتع بشعبية وسط الأتراك مؤيدين ومعارضين؟”، وهى جملة غير مركبة بالمرة، فالديكتاتور لا يتمتع بشعبية من الأساس، لكنه كان يريد أن ينجح الانقلاب بأى طريقة، وإظهار تركيا فى صورة الشعب الذى يقف أمام التجربة.
وعند رؤية المذيع لاستسلام الانقلابيين، قال “يا حلولى”، فى لحظة ذهول واعتراض، وكأنه يريدهم أن يعلنوا الاستبسال، ويحافظوا على انقلابهم.
ولوحظ تحريض وفرحة من الانقلاب بالتلفزيون المصرى الرسمى، غير مسبوقة وغير مبررة، لكن كل ذلك أوقعه فى أخطاء فادحة، عند زعمه بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا، وهو الأمر الذي لم يحدث على الإطلاق.
إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟
ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …