‫الرئيسية‬ أخبار وتقارير المنظمات النسائية لـ”طالبات الأزهر”: لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم
أخبار وتقارير - نوفمبر 20, 2014

المنظمات النسائية لـ”طالبات الأزهر”: لا نرى ولا نسمع ولا نتكلم

أثارت حالة الصمت التام التي باتت تخيم على المنظمات الحقوقية والمجالس النسائية في مصر، تجاه الانتهاكات الشرطية المتكررة للمرأة في مصر بشكل عام ولطالبات جامعة الأزهر بشكل خاص، حالة من الجدل والتساؤلات حول ماهية عمل تلك المنظمات مؤخرًا، لما لم تعد تحرك ساكنًا تجاه كافة الاعتداءات التي تتعرض لها النساء والفتيات في مصر.

 فبالرغم من اقتحام قوات الشرطة لجامعة الأزهر بالقاهرة والأقاليم أكثر من مرة، وسحل العشرات من الطالبات داخل ساحات الجامعات، واعتقال الشرطة للعشرات منهن، وتقديم العديد منهن للمحاكمات السريعة، لم يسمع صوتًا واحدًا للمنظات الحقوقية والنسائية في مصر، عدا بعد المنظمات المستقلة والمحسوبة على تيار المعارضة ومن ثم فإنها تعاني هي الأخرى من اضطهاد من قبل الحكومة المصرية.

وبحسب تقرير سابق لـ”المرصد الحقوقي للطلاب” فإن طالبات جامعة الأزهر لاعتداءات جسدية وانتهاكات قانونية جسيمة وسحل واعتقال وانتهاكات غير مسبوقة في تاريخ الحركة الطلابية كمًا ونوعًا، بسبب تعبيرهن عن آرائهن في رفض الانقلاب العسكري والمطالبة بحقوق زملائهن وزميلاتهن.

ونستعرض في هذا التقرير جزءًا مما تتعرض له طالبات الأزهر في ظل صمت حقوقي وإعلام تام في مصر:

سحل واعتقال داخل الجامعة

وتشهد جامعة الأزهر منذ بداية العام الجاري حالات اقتحام متكررة من قوات الشرطة، كان أبرزها ما قامت به الشرطة الأربعاء 20 نوفمبر 2014 حين اقتحمت جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة وقامت باعتقالات عشوائية للطالبات اسفرت عن اعتقال نحو 30 طالبة، قامت باقتيادهن إلى أماكن معلومة وأخلي سبيلهن بعدها بـ24 ساعة دون توجية أية تهم لهن.

الأمر ذاته تكرر الإثنين 17 نوفمبر حين اقتحمت قوات الشرطة أسوار الجامعة وقامت بسحل عدد من الفتيات، استطاعت كاميرات بعض النشطاء التقاط مقاطع مصورة لإحداهن وهي يتم سحلها أمام كلية طب الأسنان بالجامعة على يد قوات الشرطة، وهو المقطع الذي انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي ولاقي استكارًا واسعًا من قبل النشطاء والمغردون.

الاختطاف والإخفاء القسري

وبحسب حركة حقوقية نسائية معارضة تطلق على نفسها اسم “أميرات الحرية” فإن طالبات جامعة الأزهر من أكثر الطالبات اللاتي تتعرض للاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري على يد قوات الأمن؛ حيث أكدت الحركة أن 127 طالبة من طالبات الأزهر تعرضن للاعتقال والخطف على مدار عام ونصف العام.

وأوضخت الحركة أن خمسة وثلاثين طالبة تم اعتقالها من داخل أسوار الجامعة بعد تعرضهن للضرب والسحل والتحرش، ولا زال يقبع منهن داخل الزنازين 13 فتاة يعانين الويلات داخل محبسهن.

وأكدت الحركة أن قوات الشرطة لم تكتفِ بذلك لكنها شرعت في طريقة عقاب جديدة للطالبات تتمثل في خطفهن وإخفائهن قسيرًا عدة أيام دون إعلام أهاليهن بمكان اعتقالهن؛ حيث أكدت الحركة أن 3 طالبات تعرضن للإخفاء القسري منذ بداية العام الحالي.

وبطبيعة الحال ناشدت حركة أميرات الحرية المؤسسات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والدولي لتحمل مسئوليتها وأخذ دورها تجاه هؤلاء البنات أكثر من مرة لكن دون جدوى.

فالكون تتحرش جنسيًا بالطالبات

وتؤكد مصادر طلابية فإن جامعة الأزهر فرع البنات بالقاهرة والمحافظات أنه لا يكاد تخلو يومًا في الجامعة إلا وتتعرض فيه الفتيات لانتهاكات بشعة، سواء من قوات الأمن أو من أفراد الحراسة بشركة فالكون التي تؤمن بوابات الجامعة.

وبحسب الطالبات فإن أفراد فالكون يقومون بتفتيش الطالبات على البوابة ومن تعترض منهن فمن الوارد أن يكون جزاؤها صفعة على وجهها من قبل أحد أفراد الشركة أو احتجازها في مكتب الأمن حتى يتم تسليها لقوات الشرطة على اعتبار أنه يشتبه في انتمائها للطلاب الذين يقودون المظاهرات داخل أسوار الجامعة.

التلاوي: السجون أحسن لبنات الإخوان من بره

وبدلاً من الدفاع عن حقوق طالبات الأزهر وحقوق المرأة بشكل عام على اعتبار أن هذا هو دورها وواجبها الحقيقي قالت السفيرة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، إنها قامت بزيارة للمعتقلات من جماعة الإخوان المسلمين؛ بزعم الاطمئنان على أحوالهن والتأكد من الحصول على حقوقهن، إلا أنها أكدت أن الفتيات يتم تعاملهن بأفضل حال وأن السجون أفضل لهن من الخارج.

وفي لقاء لها عبر إحدى الفضائيات قالت التلاوي: “الأخوات المسلمات، وبنات 7 الصبح عايشين جوه السجن أفضل من بره، وبيحصلوا على أوقات التريض كاملة.. وسألتهم حد بيضايقكم.. قالوا لاء.. وقالوا لي مفيش مشاكل”.

ويتعجب نشطاء ومراقبون من تصريحات التلاوي، خاصة وأنها لم تتوقف يومًا عن الحديث عن الانتهاكات التي زعمت أن جماعة الإخوان المسلمين وحكومة الرئيس السابق محمد مرسي كانت تمارسها ضد المرأة دون أن تحدد ماهي تلك الممارسات في حين أصبحت تتغافل حاليًا مايشاهده ويراه ويسمعه الجميع من انتهاكات بحق المعارضات للسلطة في مصر.

الحكومة تشتري صمتهم بالمال والبطش

وبحسب تصريحات خاصة لـ”وراء الأحداث” فقد اعتبر الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل ومدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، أن صمت المنظمات الحقوقية والنسائية على الانتهاكات التي تحدث بحق طالبات الازهر بشكل خاص والمرآة في مصر بشكل عام هي “خيانة عظمى من قبل تلك المؤسسات، وسببها إما خوف من بطش النظام، أو حرص من قبل المسؤلين عن تلك المؤسسات على مكآفات سخية تصرف لهم مقابل شراء ذممهم وغضهم الطرف عن تلك الانتهاكات البشعة”.

وفيما يتعلق بتصريحات ميرفت التلاوي وامتداحها لظروف الاعتقال والسجن لطالبات الأزهر والمعارضات للسلطة بشكل عام قال أبو خليل: “أتمنى أن تسجن التلاوي مكان هؤلاء الفتيات لترى المعاملة الحسنة التي تتحدث عنها، مضيفًا: “ولا شك أننا يومًا ما سنحاكمها وغيرها على خيانتهم لواجبهم تجاه حقوق الإنسان الذي أهدرت كرامته في مصر بعد الثالث من يوليو 2013”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

إعلان وفاة.. هل أتم الصهاينة سيطرتهم على الجامعة العربية؟

ربما يعلم العدو الصهيوني أن كلمة واحدة تخرج من على منبر جموعي واحد، تفعل ما لا تفعله مئات …